إيمان ذو الفقار، هي ابنة اثنين من كبار نجوم الفن في مصر، وهما الراحلة مريم فخر الدين ومحمود ذو الفقار، نشأت في أسرة فنية عريقة، فتوقع لها الجميع أن تصبح نجمة سينمائية، خاصةً أنها خاضت تجربة التمثيل وهي طفلة لم تتجاوز السنوات العشر، بفيلم "ملاك وشيطان" مع الفنان رشدي أباظة.
حدث ما لم يتوقعه الجمهور وتنبأ لها به، فابتعدت تماماً عن الوسط الفني، وخلال الساعات الماضية عاد اسمها ليصبح حديث مواقع التواصل، بعدما أعلنت عن موقفها من تصريحات سابقة لوالدتها عنها لاقت انتشاراً كبيراً.
فبسؤالها عما تتمنى ابنتها أن تصبح أجابت برد صادم: "ولا حاجة ابنتي ترغب في أن تصبح ولا حاجة"، فأوضحت في تصريحات تلفزيونية أنها تقصد بذلك عدم رغبتها في دخول مجال التمثيل مثل باقي أفراد العائلة.
ابنة مريم فخر الدين، كشفت في حديث خاص لـ"النهار" ما إذا كانت تلك التصريحات أثارت غضبها أم لا، فأوضحت أن والدتها كانت عفوية، عكس والدها الذي كان يطالبها بالصمت عشر ثوانٍ قبل الحديث، وما قصدته من حديثها ليس تقليلاً من شأنها، ولكن بسبب غضبها من رفضها دخول المجال الفني.
رفضت ابنة النجمين المصريين دخول مجال التمثيل لسببين، حسبما جاء في حديثها: الأول هو أن والدتها لم تكن موجودة في حياتها بسبب انشغالها وسفرها لتصوير مشاريعها الفنية. وفي الرابعة من عمرها لم تجد جليسة أجنبية لرعايتها بالشكل الأمثل، فاضطرت للجوء إلى الجليسات المصريات، وفي أحد الأيام عادت مبكراً إلى المنزل، فوجدت ابنتها في حالة يرثى لها ومصابة بأزمة صحية فاضطرت لضربها وطردها، كل هذه المواقف شكّلت عقدة نفسية لدى إيمان، وقرّرت عدم دخول مجال الفن.
غياب واضح لدور الأم، تلك هي الأزمة التي عانتها ابنة مريم فخر الدين، فكشفت عن أن المقربين من والدتها نصحوها بأن تضعها داخل مدرسة داخلية، وعن تفاصيل تلك التجربة قالت ابنة النجمة المصرية: "في أثناء هذه المرحلة كنت أشعر بالغضب والضيق، فلماذا لم أعش حياتي بشكل طبيعي بين أسرتي، لكن ما تعلمته في تلك المدرسة من انضباط والتزام وقواعد أخلاقية هوّن عليّ مرارة التجربة، ثم انتقلت بعد ذلك للعيش مع جدتي، والدة أبي، ولم تختلف تربيتها كثيراً عن المدرسة من حيث الالتزام والانضباط، وهذه التربية تختلف مع عالم الفن الذي لا يتسم بالانضباط في المواعيد والنوم مبكراً وغير ذلك".
لم تندم إيمان ذو الفقار على قرار عدم دخولها الفن، وهو ما أكدته قائلة: "عملي بالتدريس كان رسالة عظيمة وصنعت أجيالاً كثيرة أفخر بهم، فكان ذلك رداً على من يعتقدون أن حديث والدتي، أنني شخصية غير مسؤولة أو غير محددة الأهداف، لكنني لم أكن أرغب في تكرار تجربتها وأقصر في حق بناتي وأشعر حالياً بالفخر أنني تفرغت لتربيتهن وربيت معهن أجيالاً عديدة، من دون التخلي عن القواعد التي تربيت عليها".
وفي نهاية حديثها كشفت عن الصفات المشتركة بينها وبين والديها، وأنها ورثت من والدها الشهامة ومساعدة الغير حتى وإن كانت على خلاف معهم، والتفكير بشكل عقلاني، أما من والدتها فلم ترث منها أشياءً عديدة سوى أنها شخصية "غلباوية" على حد وصفها.