احتفلت المذيعة المصرية مفيدة شيحة بعقد قران ابنتها داخل ساحة مسجد قلعة محمد علي، أحد أشهر الأماكن الإسلامية التاريخية في مصر، ويقصده السائحون والمسلمون من شتى بقاع الأرض.
أثناء إقامة الحفل حرص عدد من الإعلاميات اللاتي حضرن الحفل، على مشاركة الجماهير على مواقع التواصل بمجموعة من الفيديوات التي كشفت عن أجوائه، من بينها رقص والدة العروس أمام عدسات المصورين على أنغام أغنية أحمد سعد "إيه اليوم الحلو ده"، تعبيراً عن فرحتها بابنتها. لكن حدث ما لم يكن مُنتظراً، وهو شن الجماهير وعدد من الباحثين التاريخيين خاصةً المهتمين بالشأن الإسلامي، هجوماً عليها وعلى المسؤولين عن إقامة الحفل بشكل عام.
يرجع سبب هذا الهجوم لأنه تم انتهاك قدسية المسجد، حيث أقيم الحفل داخل ساحته وليس في مكان ملحق به، ما اعتبره منتقدو تلك الواقعة، "إهانة وازدراء للدين الإسلامي"، مطالبين بمحاسبة المسؤولين الذين سمحوا بإقامة تلك المظاهر واستخدام الأغنيات داخل المسجد.
الباحث في شؤون الآثار الإسلامية والكاتب المصري حسام زيدان، كشف عن تفاصيل وأسباب الغضب المسيطرة على الجماهير وعليهم كباحثين في الشأن الإسلامي، وقال في تصريحات خاصة لـ"النهار" إن الحفل أقيم داخل صحن المسجد وهو جزء منه، مثل صحن الجامع الأزهر وصحن جامع عمرو بن العاص وغيرهما، مؤكداً أنّ ما حدث من مظاهر احتفال صاخبة يُعد انتهاكاً لقدسية المكان.
أوضح الباحث الأثري أن تصاريح إقامة الحفلات والفعاليات وجلسات التصوير في الأماكن الأثرية كلها حالياً تتم بواسطة شركة خاصة، لكن تستوجب وضع شروط لعقد الزواج في الجوامع الأثرية، وكذلك في الأماكن الأثرية بشكل عام، فالأثر له طابع خاص يجب احترامه حتى ولو لم يكن جامعاً أو كنيسة أو معبداً، من بين تلك الشروط تحديد نوعية الملابس dress code وكذلك الموسيقى والإضاءات وشروط الزينة وغيرها من ضوابط. ويعتقد أن أغلبها يتم تطبيقه بدقة وبصرامة، من أجل الحفاظ على سلامة تلك الأماكن الأثرية، لكنه يعتقد أنّ ما حدث في حفل عقد قران ابنة مفيدة شيحة خالف تلك الضوابط والشروط.
وأكد أنه حتى تلك اللحظات لم يصدر بيان رسمي من الجهات المسؤولة من بينها وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للآثار حول تلك الواقعة، ومحاسبة المسؤولين عن هذا الخطأ الفادح.
مسجد محمد علي
يقع جامع محمد علي داخل قلعة صلاح الدين بالقاهرة، وقد أمر بإنشائه محمد علي في العام 1848م، عُرف بـ(جامع الألبستر) إشارة إلى الألواح الرخامية التي كُسيت بها جدارنه الداخلية والخارجية، وتعتبر مئذنتاه هما الأعلى بمصر، حيث يبلغ ارتفاع كل منهما 84 متراً.
بنى الجامع على الطراز التركي، ويتكون من فناء مكشوف وبيت الصلاة والذي يتكون من مساحة مربعة غطيت بقبة مركزية ضخمة تحيطها أربعة أنصاف قباب، بالإضافة إلى أربع قباب صغيرة في الأركان. وللجامع منبران أحدهما من الخشب المطلي باللونين الأخضر والذهبي، وهو المنبر الأصلي للجامع، أما الآخر فهو من الرخام، وقد أضيف إلى الجامع لاحقاً.