لفتة جميلة من رئيس المركز الكاثوليكي للسينما، الأب بطرس دانيال، إذ فوجئ بتلقّيه رسالة من كاتبة شابة ليست مشهورة، تخبره فيها بأنّها كتبت رواية عن الفنانة الكبيرة شيريهان، وخاضت التجارب كلها كي تصلها إليها وتستمع إلى رأيها فيما كتبته عنها، لكن كانت دون جدوى، ليكون هو الطريق الأخير أمامها، فلجأت إليه وأبلغته بقصّتها وأمنيتها في الوصول إلى نجمة الفوازير.
تلك القصة كشف عنها الأب بطرس دانيال، في حديث خاص لـ"النهار" إذ قال إنه تعامل مع الموقف بشكل إنساني، وشعر بأن كلمات تلك الفتاة لمست قلبه، فقرر أن يفعل ما في وسعه لمساعدتها وتحقيق ما تحلم به، فطلب منها الحصول على نسخة من الرواية، وبدأ في ترتيب خطته للتواصل مع شيريهان، وطلب مقابلتها.
شيريهان، رحّبت بزيارة رئيس المركز الكاثوليكي للسينما، واستضافته في منزلها، لتستمر تلك الجلسة ذات الهدف الإنساني ساعتين، تحدثت فيهما عن كواليس تاريخها الفني والفوازير التي اشتهرت بها وظلت نجمة على عرشها وقت تقديمها وحتى الوقت الحالي، حيث لم تنجح بعدها أي فنانة في تقديم هذا اللون الفني.
الأب بطرس دانيال، وصف مشاعر شيريهان، عندما روى لها حجم محبة تلك الكاتبة الشابة لها، فكانت تغمرها السعادة لما لمسته من نتيجة الفن الذي قدمته للجمهور وهو محبتهم واحترامهم لها، فأكدت أن ذلك ما كانت تهدف إليه، حتى وإن كانت تقدم فوازير ذات طابع كوميدي، لكن تكمن في طياتها رسائل وأهداف إنسانية، من المؤكد أنها وراء استمرار شعبيتها حتى الوقت الحالي.
"مقابلة فنية راقية"، هكذا وصفها الأب بطرس دانيال، إذ قال إنه يسعد بالجلوس مع الشخصيات الفنية الراقية التي تحترم فنها وجمهورها، ونجحت في صناعة اسم فني لا تزال آثاره حتى وإن غابت على الشاشة، وبسؤاله عما إذا كانت تنوي العودة للجمهور أم لا أكد أنها حريصة على الظهور مثل جمهورها، لكن ما يجعلها مترددة في تلك الخطوة هو التفكير واختيار عمل فني يليق باسمها ويستحق أن يكون عمل عودتها، مشدداً على أنها مشتاقة للفن من جديد.
استمتع دانيال بالحكايات التي روتها النجمة الاستعراضية، حيث ذكرت كواليس تعاونها مع كبار النجوم الراحلين أمثال فؤاد المهندس، فريد شوقي، هشام سليم، وغيرهم وكيف كان لكل منهم تأثير خاص في مسيرتها الفنية.
انتهت تلك المقابلة، فحرص سريعاً الأب بطرس دانيال على التواصل مع الكاتبة الشابة التي أوحت إليه بتلك الزيارة التي وصفها بالغالية، فوجد في صوتها فرحة عارمة وكأنها حققت حلماً كبيراً في حياتها، وأخبرته بأنها ستتجه لأداء صلاة العشاء وتدعو الله له بعدما كان سبباً في سعادتها، حينما أغلقت الأبواب كلها في وجهها للوصول إلى نجمتها المحبوبة، وما زاد من سعادتها هو وعد شيريهان لها بترتيب موعد لمقابلتها ولكن بعد الانتهاء من قراءة الرواية.