النهار

إليسا تعاند الظروف في "أعياد بيروت"... صدّرت الفرح حافية القدمين (صور وفيديو)
إسراء حسن
المصدر: "النهار"
إليسا تعاند الظروف في "أعياد بيروت"... صدّرت الفرح حافية القدمين (صور وفيديو)
الفنانة إليسا على مسرح "أعياد بيروت" (حسام شبارو).
A+   A-
بيروت منبع البهجة الخالدة، وتليق بها الحياة لأنها وُجدت لأجلها. والجميع بات يعلم أنّ هذه المدينة تحوي منجماً ثميناً لهرمون السعادة مهما كان حجم البلاء والخراب. انتفضت مرّة جديدة عبر الرمزيّة التي تجلّت بعودة مهرجان أعياد بيروت، في رسالة واضحة لما يريده لبنان، بالرغم من الحالة اليومية التي يعيشها المواطن، والتي يُجمع كثرٌ على وضعها في خانة "الانفصام".
 
عاد مهرجان أعياد بيروت، بعد غياب خمس سنوات، كانت عصيبة على لبنان: انفجار مرفأ بيروت، جائحة كورونا وحالة معيشية واقتصادية وسياسية وأمنية صعبة. فهذا المهرجان اشتهر طويلاً باحتضانه نجوماً لبنانيين وعرباً وعالميين؛ لذلك كان لا بدّ من أن يقع الخيار على الفنانة اللبنانية إليسا كي تقصّ الشريط الأحمر وتفتتح فعالية فنية، تحدّى فيها صاحب شركة "ستار سيستم"، أمين أبي ياغي، الظروف الآنية. تجدّد في كلمتها: "نحن بلد نحبّ الحياة رغم كلّ شيء، نحب الفرح رغم كل شيء، نحب تصدير الفرح إلى العالم كله، سعيدة وأدعوكم إلى الفرح... هذه بيروت".
 
 
باللون الذهبي اختارت إليسا أن تحمل إطلالتها توقيع المصمّم اللبناني العالمي نيكولا جبران. ولهذا اللون دلالة على السعادة والطاقة الإيجابية والمحبة، وهو شعار تمسّكت به على مدى ساعة ونصف الساعة. أرادت أن تكون أمسية تشبه أضواء السهر التي تضيء بيروت بالرغم من انقطاع التيار الكهربائي عن أحيائها.
 
 
تعترف بأن هذه المرة هي من أكثر المرات التي تخاف فيها أن تعتلي فيها المسرح، لأنّ "لبنان يعني لي الكثير. بيروت تعني لي الكثير. وعودة مهرجان أعياد بيروت تعني لي". لذلك كانت الانطلاقة مع أغنية "أنا زهرة من الياسمين" للملحّن والمؤلّف الموسيقي أسامة الرحباني، وتأكيد أنّ الوطن "للمحبة، سلام، وفاتح للدنيي بوابك". عبّرت إليسا مراراً عن سعادتها لحضور المغترب اللبناني الوازن، لا سيّما الجمهور الذي أتى من عدّة دول عربية وأجنبية، فرحّبت أكثر من مرّة: "سعيدة لقدومكم إلى لبنان"، وغنّت للسيدة فيروز: "بيقولوا صغير بلدي" و"بتتلج الدني".
 
 
اختياراتها للحفل كانت موفّقة ومدروسة، فنوّعت من أرشيفها الذهبي "كرمالك"، "بتمون"، "سلّملي عليه"، "مكتوبة ليك"، "أواخر الشتي"، وتغنّت بفخر إنتاجها الأوّل لألبومها الجديد "أنا سكّتين" عبر "حلالي"، "بتمايل عل beat"، "فرحانة معاك" وغيرها.
 
في حفل ليلة أمس، تشدّك إليسا إليها ولا أحد سوى إليسا. صدّرت السعادة عبر كاريزما وضحكة ورقصة. هي امرأة حرّة فردت جناحيها لأنها تشعر بالقوّة والرضا والأمان وقرب المسافة بينها وبين جمهورها أكثر من أيّ وقت مضى. فوثائقي "It’s Ok" أزاح عنها أعباء كثيرة أصبحت بغنى عن تبرير حصولها، ولعلّ أبرزها خلعها الكعب العالي في وسط الحفل، وتذكيرها: "صرتوا كلكم بتعرفوا إنو الوقفة بالكعب صعبة، عنجد بعتذر". في الوثائقي كشفت أنّها لا تتحمّل ارتداء الكعب العالي بسبب ألم مزمن تعاني منه في قدميها، موضحة بأنها عند اضطرارها إلى خلعه خلال الحفل لا يكون هدفه الترند أو التقليل من قيمة جمهور محبّ لها، إنّما بكلّ بساطة بسبب عدم القدرة على تحمّل الوجع.
 
 
إليسا تصرّ على المساهمة في إعادة المجد إلى مدينة بيروت؛ لذلك قرّرت فتح ذراعيها لأبناء الوطن، وزفّت مفاجأة عن تبنّي المواهب الشابة في لبنان عبر شركة إنتاجها "E- Records"، معلنة عن أوّل الغيث بدعم الفنانة الشابة ماريلين نعمان: "هي فنانة حقيقية، أرى نفسي فيها". وتتابع: "لم يعد يهمّني أن أكون ناجحة لوحدي، صرت أملك شركة إنتاج ومن موقعي أحب أن أؤكد أن لبنان هو البلد الأول في تصدير المواهب في العالم العربي والعالم أجمعه. سأقدم لكم الليلة ماريلين نعمان وسنغنّي سوياً "أنا مش صوتك"... أرغب في إنتاج أغنية لها إذا وافقت".
 
 
مشهدية جميلة جهدت إليسا لجعلها خالية من الغبار، قدّمت من قلبها مزيجاً من الأغاني والنهفات العفويّة وبدايةً لقصة جديدة لحفلات أعياد بيروت المنتظرة. ولأنّ القصة ما زالت في بداية فصولها، فالتعاطي من قبل أفراد الأمن مع "الفانز" وبعض الصحافيين بشكل احترافيّ، والأهمّ أخلاقيّاً، مطلوب في الأمسيات المقبلة، حتى لا يسيء إلى الصورة الجميلة التي تحدّى صانعوها ظروفاً استثنائية من أجل تقديم لوحة فنية تحاكي جمال بيروت قلباً وخُلقاً.


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium