النهار

غي مانوكيان في أعياد بيروت... "حلوة يا بلدي"
محمود فقيه
المصدر: "النهار"
غي مانوكيان في أعياد بيروت... "حلوة يا بلدي"
غي مانوكيان في أعياد بيروت (تصوير محمود فقيه).
A+   A-
أصرّ الفنّان غي مانوكيان أن يهدي لبنان عامّة وبيروت خاصّة أغنية الأسطورة داليدا "حلوة يا بلدي"، وخلفه شاشة عملاقة جالت بمشاهدها على كافة أرجاء الوطن. لم يتمالك جمهور ليل الاثنين نفسه وأكمل الحفل وقوفاً ورقصاً على أنغام جالت به في سحر الموسيقى والإيقاع.
وفي الليلة الثانية من أعياد بيروت عند الواجهة البحرية للعاصمة، عزف غي وألهب الأجواء بأعماله وأعمال كبار الفنانين من لبنان والعالم.

كان الحفل أشبه بحفلة "كاراوكيه" متواصلة، لم يتعب خلالها الناس من الغناء والرقص، وكذلك غي مانوكيان لم يتعب وفرقته من العزف والغناء.

بدأت الحفلة بأغنية "طلعت يا محلا نورها"، ثمّ قدّم مانوكيان باقة من الأغاني التي ترعرع عليها جيل الثمانينات. كان الجمهور من مختلف الأعمار، وكان التفاعل مثيراً للدهشة، وقد عبّر عنه مانوكيان مراراً من خلال أحاديث جانبية، تحدّث عن العائلة والفرقة ولبنان. وبين الفينة والأخرى كان يحيّي بيروت. كلّ شيء كان متكاملاً، من البداية حتّى النهاية، من الاستقبال حتّى الختام.
 
تصوير محمود فقيه.
هي ليلة استثنائية أضفت فيها الإضاءة رونقاً على المكان المطلّ على بحر العاصمة التي بدأت تستعيد جزءًا من عافيتها.

جمع غي مانوكيان أنغام العالم العربيّ من مغربه إلى مشرقه، احتفاء بقيامة وطن بعد خمس سنوات من الركود تحت الأزمات والنار.

كان من الصعب فصل الوضع الحاليّ وما نعيشه عن معزوفات تلك الليلة، حتّى في التفاعل والغناء كان الحضور يفرغ شحناته السلبيّة التي التصقت به مرغماً على مدى سنوات.

كلّ معزوفة بُثّت فيها رسالة، رسالة وطن وحبّ وعشق الزمن الجميل وزمن الحداثة. كاد غي مانوكيان يطير على المسرح، قام يتجوّل يميناً ويساراً، انفعل وعزف واقفاً، في تفاعل متبادل بينه وبين الجمهور الذي تداعى إلى وسط بيروت ليعبّر عن إرادة حياة موجودة لدى الشعب اللبنانيّ.
 


في الختام، تعمّد أن يظهر الطابع الأرمنيّ بالرقص التراثيّ والموسيقى، ثمّ أنهى بأغنية الراحل زكي ناصيف "راجع يتعمر لبنان"، التي كادت تصبح نشيداً وطنياً ثانياً.

وقبل المغادرة حمل غي مانكويان هاتفه وصوّر للعالم الجمهور، ليوثّق حسب قوله للعالم صورة بيروت التي يحبّ والتي لا تموت، تلك المدينة التي تبقى نابضة بالحياة مهما جار الزمان.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium