النهار

العودة إلى شباب "ديسكو 90"... وانتصار "الكاسيت" على أغنيات "الترند" (فيديو)
إسراء حسن
المصدر: "النهار"
العودة إلى شباب "ديسكو 90"... وانتصار "الكاسيت" على أغنيات "الترند" (فيديو)
نجوم "ديسكو 90" (الصورة إعداد: ديما قصاص).
A+   A-
يكاد يكون "ديسكو 90" من أجمل الحفلات التي شهدتها العاصمة بيروت أخيراً، سهرة تذكّرنا بأيام السهر المزدحمة في شوارع الحمرا التي كانت تحتضن في أزقّتها أغنيات الحنين إلى زمن التسعينيات بعيداً من أغنيات "الترند" صاحبة العمر القصير.
 
فأجيال التسعينيات تذكر أنّ أغنيات حسام حسني، محمد فؤاد، حميد الشاعري، هشام عباس، إيهاب توفيق كانت رفيقة الفرح في حفلات التخرّج والزفاف وحتى داخل السيارات، حركة شبابية بديلة عن الوسائل الحديثة كان يلجأ إليها الشاب للتعبير عن مشاعر الحب لمن سكنت قلبه في الجوار فيهديها عبر مذياع سيارته أغنية "الحب الحقيقي" لمحمد فؤاد وفي أحيان أخرى كانت وسيلة للتعبير عن الانكسار بعد علاقة لم يكتب لها النصيب فيعلو صوت إيهاب توفيق في أغنية "تترجى فيا"، باختصار هي وابل من ذكريات زمن لن يتكرر.
 
إلى واجهة بيروت البحرية أطلق الحضور حفل الحنين قبل الوصول إلى مقاعدهم، الدردشة ومشاركة الذكريات حملت الوجدان ومواقف جميلة تشاركها المنتمون إلى فترة التسعينيات لا سيّما مع فنانين يرقص على أغنياتهم الجيل الحالي حتى من دون أن يعلم بتفاصيل انطلاقتهم وتاريخهم الفني، لهذا السبب كان حضور "ديسكو 90" منوعاً جمع أجيالاً أحبّت ايقاعات التسعينيات، فأتت نكهة الحفل مغايرة لكل الحفلات مع جمهور واكب هؤلاء الفنانين من خلال شرائط الكاسيت والفيديو كليبات التي قدّمت حينها خطّاً فنّياً لم يسلم حينها من انتقادات المنتمين إلى الخط الطربي.
 
الشركة المنظّمة للحفل "Velvet Productionz" اعتمدت معايير عالية جداً في ما يتعلّق بالمؤثّرات السمعية والبصرية، فترجمت شاشة عملاقة شعار "ديسكو 90" بمضمونه، الكاسيت، فيديو كليبات نجوم ذلك الزمن، وألعاب نارية أضاءت سماء بيروت، معلنة انطلاق السهرة. وهنا لا بدّ من التنويه بالتنظيم وشركة الأمن التي تميّزت برقي تعاطي شبابها وشاباتها مع الحاضرين، لا سيّما بعد بروز النقيض لهذه الصورة في عدد من الحفلات الأخيرة، حيث جاء تعامل إحدى شركات الأمن بصورة لا أخلاقية مع "الفانز" وعدد من الاعلاميين كادت تشوّه جمالية الحفلات المقدّمة.
 
الافتتاحية كانت مع الفنان حسام حسني. ولا يخفى أنّ الجمهور منذ بداية إطلالته كان يردد أغنيته الشهيرة "كل البنات بتحبّك"، لكن خفّة ظلّه أفلحت في إنعاش الذاكرة لأغنياته الشبابية في ذلك الوقت: "أمونة"، تتجوزيني".
 
 
أما "الحب الحقيقي"، فعبّر عنه الفنان محمد فؤاد الذي على ما يبدو هواء بيروت وحتى في عزّ سخونته ورطوبته شكّل خلطة سرّية علاجية له كي ينفض عنه غبار أزمته الصحية الأخيرة مقدّماً الأجمل. وقال: "لبنان يمرض ولا يموت، لن يقع في حياته طالما هذا الحب موجود بين اللبنانيين... هو ده لبنان الحقيقي"، شهادة حيّة خرجت من لسان الفنان المصري، قال ما رأت عيناه لحظة وصوله لبنان، معلناً اعتناقه شعار هوية اللبناني الثابت: "نحن نحبّ الحياة".
 
 
هذا الحب دفعه للتصريح بأن كليب أغنيته الجديدة سيحمل مقاطع حيّة من حفل "ديسكو 90". باقة التسعينيات قدّمت وسط هتافات الجمهور الذي ردد مع فؤاد: "الحب الحقيقي"، "كداب"، "فاكرك يا ناسيني"، "كامننا"، "أنا لو حبيبك" وغيرها. تخطى فؤاد الوقت المحدد لتقديم وصلته الفنية، اعتذر من زملائه "حبايب قلبي" أكثر من مرة، فلم يرغب في التخلّي عن الطاقة العجيبة التي مدّه بها الجمهور اللبناني على المسرح الذي بادله الشعور وتمنّى لو كان لهذا الفنان المصري حفل خاص.
 
 
الموزّع الموسيقي والملحّن حميد الشاعري قدّم أغنيات أبرزها "من عيونك"، "روح السمارة"، "جلجلي"، "عودة"، وحيّا الجمهور ببعض من اللهجة اللبنانية، مشعلاً الأجواء بدعوة زميله الفنان هشام عبّاس لأداء "عيني". وكليب هذه الأغنية سبق عصر الـ"تيك توك" وغدت حينها الوصلة الراقصة "ترند" حتى قبل ولادة هذه التسمية. لذلك كان أداء هذه الوصلة على مسرح بيروت أمراً لا مفرّ منه.
 
 
تسلّم هشام عباس الدفّة وأطلق جعبته التسعينية من دون أن يعير اهتماماً للحر والرطوبة، فقال مازحاً: "الجو جميل، لا حر ولا رطوبة خالص". لذلك جدد نشاط الجمهور في أغنيات "وانا أعمل ايه"، "يا ليلة"، "حبيبي ده"، "فينو" التي صوّر كليبها حينها في لبنان.
 
 
 
مسك الختام كان مع الفنان إيهاب توفيق، أهدى قلوباً وقلوباً إلى جمهور لم يأبه لعقارب الساعة، وتوجّه له قائلاً: "الجمهور جميل، بيروت اللي عمرها ما ح تموت، جمهور صامد وجامد". وحضرت باقة الذكريات الجميلة مع توفيق في: "سحراني"، "أكتر من كده ايه"، "عامل عملة"، "على كيفك"، "تترجى فيا"، "الله يعوّض علينا"، الله عليك يا سيدي".
 
 
 
لفتة جميلة أن نشهد على اجتماع نجوم التسعينيات في حفل بيروت، لا سيّما بعد ظهورهم في المملكة العربية السعودية ضمن فعاليات "موسم الرياض"، مشهدية تكررت منذ بدء موسم الصيف في عودة النجوم العرب إلى مرتع الفن والسهر والحياة. وهي خطوة تصبّ أيضاً في خانة رد اعتبار جيل التسعينيات الذي أتيحت له الفرصة كي يعرّف الجيل الحالي على عيّنة من ذوقه الفنّي الشبابي بعضه كان خفيفاً لكن ليس هابطاً، في انتظار "ديسكو 90" بصبغة لبنانية.
 
 
 
 

اقرأ في النهار Premium