رولا عبد الله
لم تفارق الابتسامة وجه نجمة هوليوود شانين دوهرتي في سكرات الموت الأخيرة. رحلت وفي قلبها أكثر من حسرة، لكنّها بقيت متماسكة إلى آخر ضحكة التقطتها عدسات الكاميرا. يشبه حالها "الأميرة النائمة" التي افتتن بها أبناء جيل الثمانينيات قبل انتفاضة المراهقين في التسعينيات ودعواتهم إلى التحرر وكسر القيود. فكانت شانين، أو بريندا في مسلسل بيفرلي هيلز، النموذج الصارخ لذلك الجيل الذي يقاتل للحصول على لعبة سرعان ما يتخلى عنها. جيل تعلق بحبال الهواء لكنّه بعد التجربة تعلّم اللحاق بركب النجاة.
في تلك الصورة الحالمة لمريضة سرطان تتألّم، هل كانت شانين تتابع إحدى حلقات "بيفرلي هيلز"؟ أم أنها تبتسم لملاقاة حبيبها في المسلسل ديلان ماكاي الذي توفي هو الآخر في سكتة دماغية. يخططان سوياً للعيش وإنجاب بنين وبنات ومعاً يرسمان معالم الحياة ويسحران العالم في وصفة مكتسبة من مسلسل الساحرات الثلاث "charmed".
لكنّ حياة شانين لا تشبه تلك التي عاشتها بريندا والش في "بيفرلي هيلز" باستثناء الشق المتعلّق بالخيانة. لقد كانت حياتها معقّدة اختبرت فيها الطرد من العمل والغيرة وخيانة أزواجها لها ومن ثم مرضها وموتها على سرير في مستشفى من دون أن تلقى من يدفع لها ثمن العلاج. على الرغم من ذلك، بقيت الضحكة حاضرة هي التي اكتسبت لقب "الفتاة سيئة السمعة" منذ راج دورها في المسلسل الدرامي الأول الذي أخذها الى النجومية.
قبل ساعات من رحيلها المؤلم، أخبرت طبيبها الخاص أنّها ستقاوم لأنّها تحب الحياة وفي قلبها رغبة عارمة في الإنجاب والانطلاق نحو دنيا ليس فيها خيانة أو تخلٍ.
مازحت الطبيب: "هذه مريضتك من جيل سيئ السمعة". لماذا؟ لأن دور بريندا لاحقها إلى آخر نفس. وحين تبرأت منه بقي في سيرتها التي ضمّنتها كتابها الأخير "badass".
يحكي الكتاب عن تجربة امرأة علمتها الحياة أن تكون قويّة، وإن جنحت الى التسلّط في كثير من الأحيان، هذا لأنّها تعرضت للمكائد والغيرة من مجايلاتها من الممثلات على حد "فضفضتها" في السيرة الذاتية: "نعم لقد طردت من بيفرلي هيلز بسبب الغيرة وعدم انضباطي في مواعيد العمل. أغوتني النجومية وأخطأت في اختيار الرجل المناسب ليكون شريكي في الألم والفرح. وحفاظاً على ماء الوجه قيل إنني غادرت العمل بإرادتي ولم أطرد".
بعد تشخيص إصابتها بسرطان الثدي عام 2015، خضعت لعملية استئصال وعلاج إشعاعي وكيميائي. كانت صريحة بشأن معركتها التي وثّقتها على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي مقطع فيديو على منصة انستغرام، أعلنت أنّ السرطان انتشر إلى دماغها وفتك بعظامها: "بينما كنت في طريقي إلى غرفة العمليات كان زوجي في طريقه إلى عشيقته. مجدداً أهلاً بالخيانة في حياتي". مع ذلك كتبت لمجلة "بيبول": "سأكون قوية. سأعيش الحياة مجدداً وأخوض مغامرة حب وأبدع في فني".
أزواجها
تزوجت شانين ثلاث مرات. تعرفت إلى مستثمر عقارات في شيكاغو في أوج شهرتها عام 1990، تاريخ إطلاق مسلسلها "بيفرلي هيلز". يقول عنها كريس فوفاس، خطيبها الأول: "لقد كنت مثل اللعبة التي رمتها في النفايات". وتعرفت إلى وريث مستحضرات التجميل "ماكس فاكتور" عام 1993، ليدّعي الأخير: "لقد حاولت دهسي بسيارتها".
ومن ثم تزوجت من آشلي هاملتون ابن الممثل جورج هاملتون عام 1993. وفي عام 1995 ارتبطت بروب فايس الذي تصفه بأنّه حب حياتها والرجل الذي ساندها بعد انفصالهما.
عام 2002 تزوجت من لاعب البوكر ريك سالومون لكنّه خانها مع باريس هيلتون. وبعد نحو تسع سنوات ارتبطت شانين بالمصور كورت إيسوارينكو الذي حرصت على تطليقه قبل يوم من رحيلها مدعية: "بينما كنت أبحث عمن يدفع فاتورة الاستشفاء كان يشتري ساعات باهظة الثمن ويسافر الى منتجعات فاخرة للقاء بالفتيات".
خط رفيع
توجز شانين تجربتها في كتابها "الصلابة": "هناك خط رفيع بين كونك فتاة سيئة وكونك قوية. ابحثي عن القوة الداخلية من أجل حياة شجاعة وأنيقة".
قبل أسابيع هزم المرض شانين لتلحق ببطل بيفرلي هيلز لوك بيري الذي توفي عام 2019. رافقها في رحلة الوجع الأخيرة طبيبها لورانس بيرو وكلبها الوفي باوي.
غابت شانين وبقيت سيرتها على كل لسان عن نجمة بفيرلي هيلز سيئة السمعة. لماذا سيئة السمعة؟ تبتسم شانين معاندة القدر المحتوم.