النهار

لأكثر من 48 ساعة تحوّلت السجادة الحمراء في مهرجان البندقية إلى محط أنظار العالم تجاه أشهر شخصيّتين متخاصمتين في هوليوود.

أرض المعركة تغيّرت هذه المرة، فبدل أن تكون في المنزل الذي دارت فيه أحداث فيلمهما "Mr. and Mrs. Smith" في عام 2005، انتقلت إلى أرض المهرجان والسجادة الحمراء، لكن بضوابط إدارة "مهرجان البندقية السينمائي" التي فصلت منذ البداية بين النجمين، ومع ذلك أتى الشعور على شكل حرب باردة منزوعة السلاح خاضها كلّ منهما ضد الآخر على جبهته الخاصة.

حضور لافت
في 29 آب (أغسطس) الماضي، تمكّنت أنجلينا جولي من جذب الأنظار بحضورها اللافت، وأناقتها الباهرة في العرض الافتتاحي لفيلم "Maria" الذي يروي قصّة حياة مغنّية الأوبرا الأسطوريّة اليونانيّة الأصول ماريا كالاس. تألّقت جولي بفستانٍ طويلٍ منسدل حيادي اللون ومن دون حمّالات من Tamara Ralph. بدت ملامح الحزن واضحة على وجهها، رغم محاولتها الابتسام أكثر من مرّة. جذبها موقف إنساني، فجثت لأجله، متوجّهة نحو الكاتب الإيطالي باسكوالينو إسبوزيتو الذي يعاني من مرض هشاشة العظام، إذ فضّلت صوته ودردشتها معه على أصوات الباباراتزي.

 وجدت جولي ملجأ الحب والإبتسامة والتقدير مجدداً في القاعة الكبرى في قصر سينما ديل ليدو، بعدما سمعت تصفيقاً حاراً لمدة ثماني دقائق. تخلّت في تلك اللحظة الخاصة عن دور المرأة الحديدية وسمحت لداخلها الرقيق بأن يستيقظ من سباته الطويل كي يروي وجنتيها دموعاً بعد مواسم جافة وقاسية مرّت عليها بسبب حياتها الشخصية المليئة بالأشواك. لذلك اختبرت عبر فنّها العدالة التي تنتظرها لمدة ثماني دقائق بفضل الأداء الساحر الذي قدّمته في فيلم "ماريا" الذي وضعها بالفعل كواحدة من المرشحات للفوز بجائزة أفضل ممثلة في حفل توزيع جوائز الأوسكار.

View this post on Instagram

A post shared by Variety (@variety)

 عبّرت عن فخرها لخوض هذه التجربة وقالت: "لقد كانت تجربة عاطفية أن أعثر على صوتي، وأن أكون في داخل جسدي، وأن أعبّر عن نفسي. يجب أن تعطي كل جزء من نفسك لكي تحقق النجاح".

وتحدّثت عن طعنات الظهر التي تلقّتها من الذين دخلوا حياتها، لذلك كشفت عن أنّ الأشخاص الذين تستطيع اللجوء إليهم في محنتها بات عددهم قليلاً، معللة ذلك بالقول في مقابلة معThe Hollywood Reporter: "ربما يكون الشخص تعرّض للخيانة كثيراً. لذلك ليس لديّ الكثير من تلك العلاقات الدافئة والوثيقة التي أعتمد عليها. لكن لدي القليل منها، والقليل منها يكفي"، كلام أعاد الربط إلى نزاعها القائم مع براد بيت الذي خطف بدوره الأنظار لحظة وصوله إلى مهرجان البندقية السينمائي في الأول من أيلول (سبتمبر) الحالي برفقه زميله جورج كلوني لحضور العرض الافتتاحي لفيلمهما "Wolfs".

بيت وكلوني

 تصدّر الثنائي بيت وكلوني الترند وجلب ظهورهما ما كان متوقّعاً، إذ احتشد المعجبون في قاعة "سالا غراندي" في البندقية لمحاولة رؤيتهما، ما أدّى إلى تأخر عرض الفيلم أكثر من 30 دقيقة.

وبينما استمر تصفيق الجمهور الحار أربع دقائق لقوة نجومية الثنائي، قدّم بيت وكلوني رقصة عفوية وحيوية على السجادة الحمراء قادت المصورين والمعجبين إلى حالة من التفاعل الكبير. ورغم حرص مسؤولي المهرجان على إخراج الجمهور من المسرح، من أجل بدء عرض الفيلم، فإنه عندما وصل الثنائي إلى الداخل، كانت الأجواء العامة في المسرح حماسية، الأمر الذي دفع بالممثلين إلى التوجّه نحو جوانب مختلفة من السجادة، حيث وقّعا على الأوتوغرافات والتقطا صور "سيلفي"، قبل أن يقتادهما الأمن إلى مقعديهما.

تخطى الظهور الأخير لبراد بيت شخصية الوسيم، المرح والمشاغب بعدما قرّر تحدّي الانزلاقات العاطفية الذي سببتها مشاكله مع أنجلينا جولي خلال معركة طلاقهما غير المنتهية، فسجّل موقفه بدهاء على السجادة الحمراء، مصطحباً معه حبيبته إينيس دي رامون، في ظهورهما الرسمي الأول... وعلى الأرض التي مشت عليها جولي نفسها.

إغاظة جديدة انتهجها بيت في معركته معها بعدما كشفت تقارير إعلامية عن أنه أمضى مع حبيبته فترةً من الصيف الحالي في مصنع النبيذ الفرنسي "شاتو ميرافال"، الذي لا يزال موضع خلاف حادّ مع جولي.

View this post on Instagram

A post shared by ScreenWeek™ (@screenweek)

أمجاد السجادة السحرية
أراد بيت استعادة أمجاد السجادة السحرية إذ لم يعكّر صفوه أي سؤال من الصحافة عن حياته الخاصة، بدءاً من قرار أولاده الستة تخلّيهم عنه ووقوفهم بجانب والدتهم من جهة، وصولاً إلى اتهام جولي له بالإساءة "العاطفية والبدنية" لها ولأولادهما خلال فترة زواجهما، لكن ذلك لم يمنع من تجدّد التفاعل مع الوسم على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "براد بيت المعنّف".
استمتع بيت بكلام جورج كلوني عن سنوات صداقتهما من دون أن يغفل الأخير توجيه بعض "اللطشات" المرحة، مازحاً لمجلة "بيبول": "لا يوجد شيء جيد في الأمر (العمل مع بيت)، إنه كارثة"، ليعود كلوني ويؤكد أن "من الممتع العمل مع أشخاص تعرفهم جيداً".

نجح براد بيت وأنجلينا جولي في جذب اهتمام العالم رغم ظهورهما المنفصل على السجادة الحمراء. فلم يسرق أيّ منهما الضوء من الآخر بسبب نجومية عالمية يحتلانها في قلوب الجمهور نتيجة باع طويل من التمسّك والالتزام المقدّس من قبلهما لتقديم صناعة سينمائيّة سامية بعيداً من مشاكلهما الحياتية. غير أنّ هذا الظهور على أرض مشتركة أكد أمراً واحداً مفاده عدم وجود أفق قريب قد يُنهي معركتهما الطاحنة التي دخلت عامها الثامن.