يتمتّع المنتج اللبناني صادق الصبّاح بعين إبداعية ثاقبة ورؤية درامية هدفها عربيّ بامتياز. لهذا السبب لم يكن مستغرباً حضوره ضمن لجنة تحكيم جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً، فهو قد وضع منذ سنوات أسساً برزت مفاعيلها في الأعمال الدرامية ولا تزال في أوّل الطريق.
قال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية المستشار تركي آل الشيخ خلال مؤتمر صحافي عُقد منذ أيام في الرياض، "إننا نريد أن نصل إلى مرحلة يكون لدينا بنك كامل متكامل من الروايات والسيناريو والمحتوى العربي لكي يتواكب مع الإنتاجات الضخمة التي ستكون في وطننا العربي بشكل عام، وفي المملكة العربية السعودية بشكل خاص". ودشّن آل الشيخ الموقع الإلكتروني للجائزة التي تندرج ضمن اتفاقية كبيرة بين الهيئة العامة للترفيه ووزارة الثقافة.
الصبّاح حضر حفل التدشين بوصفه عنصراً أساسيّاً للمساهمة بهذه الإنتاجات المنفّذة عربياً وتحمل المعايير العالمية، معتبراً أنّ: "الجائزة وإعدادها وتشكيل فريق من لجنة تحكيم كان ذكياً جداً، واختيار عدّة اختصاصات يعطي ثراء لهذه الجائزة".
وأضاف في دردشة خاطفة مع "النهار" على هامش المؤتمر: "أطلعتُ المستشار تركي آل الشيخ خلال اجتماعنا الأخير على القيمة التي تعطيها هذه الجائزة لإنتاجنا الدرامي السينمائي، في الوقت نفسه الذي تعطي فرصاً لكل الكتّاب والمؤلّفين في الوطن العربي وكل من يرغب في الكتابة".
الصبّاح فخور بمشاركته ضمن لجنة التحكيم في رحلة البحث عن مواهب شابة جديدة بطريقة منظّمة، وقال: "هذا الأمر يُغني الدراما والسينما العربية بأفكارها وأسلوبها العصري، خصوصاً أن جيل اليوم يعيش هواجس عديدة، ومن الضروريّ تسليط الضوء عليها، لكون الدراما والسينما مرآة المجتمع الحقيقية".
ودعا الصبّاح الشباب العربي الموهوب في كتابة السيناريو والروايات إلى أخذ هذه الفرصة بمنتهى الجدية والاحترافيّة "فهذه مناسبة مهمّة جدّاً للأدب العربي وللإنتاج السينمائي الدرامي العربي".
وأكد أنّ "لبنان له حصّة فيها من خلال حضوريّ كي نعود بالإفادة على السينما والدراما اللبنانية. هذه الخطوة مهمّة جداً، وأدعو كلّ من يحلم بكتابة سيناريو أن يدخل إلى الموقع الذي تمّ تدشينه، فهذه الجائزة اليوم باتت سنوية، وليس غريباً أن تصبح لاحقاً على طريقة الأوسكار".
دراما لبنانية – سعودية مشتركة
كشف المستشار آل الشيخ، في تموز المنصرم عن إنتاج لبنانيّ مع المنتج الصبّاح، وقال: "مسلسل ونجوم على أعلى المستويات سيصوّر جزءٌ كبيرٌ منه في المملكة العربية السعودية، ومن إنتاج لبنانيّ سيكسّر الدنيا"، موضحاً بأنّ "المسلسل سيصوّر قريباً، وهو عبارة عن 15 حلقة، ويشكّل بداية دخولنا إلى الساحة اللبنانيّة".
وأكد الصبّاح ما جاء على لسان المستشار، وقال: "هو مسلسل لبناني – سعودي ستدور أحداثه بين لبنان والمملكة العربية السعودية وعدد من الدول الأوروبية"، مضيفاً: "سيشكّل المسلسل عملاً خاصّاً جداً، وانطلاقة جديدة لإنتاج الأعمال المشتركة. هو فرصة مهمّة نستفيد منها في لبنان".
بدورها، أشادت الممثلة السعودية إلهام علي برؤية الصبّاح، وكتبت عبر منصّة إكس منذ أيام بعد لقائه: "عندما يمتلك المنتج روحَ فنان، هذا سرّ محبته، لقاء سأعتز به، ويا فرحتي بمعرفة المنتج صادق الصباح وفريقه عن قرب". وتابعت: "أهمّ جملة سمعتها وأنا معهم، الفنّ إذا ما حبيته واحترمته وأعطيته ما بيعطيك، الفن ليس عملاً، الفن تاريخ لنا، شكراً لجمال هذه المعرفة".
بالنسبة إلى الصبّاح "إلهام علي نجمة مهمة في السعودية، ولدينا أفكار تدفعنا إلى التعاون معها من خلال إنتاج عمل سعودي قريب جداً. وحقيقة الأمر، الإنتاج السعودي الذي انطلقنا به منذ سنوات من الطبيعي أن يجعلنا اليوم نستقطب ونلتقي بنجوم الدراما السعودية".
ماذا عن الجعبة الدرامية الرمضانية؟
أعلن الصبّاح أخيراً عن مسلسل "تحت سابع أرض" الذي سيبصر النور في رمضان، من بطولة تيم حسن وكاريس بشار والقديرة منى واصف، محمّد حداقي وأنس طيارة. العمل المؤلف من 30 حلقة، من إخراج سامر البرقاوي وكتابة عمر أبو سعدة. ينطلق تصويره منتصف شهر تشرين الأوّل المقبل.
نسأل الصبّاح عن مشاركة كاريس بشار في عمل دراميّ آخر، وعن التعارض المحتمل مع شروط شركة "الصباح"، فيجيب: "هو لا يتعارض مع شروط الشركة، لكن كنّا نتمنى أن يكون هناك حصريّة في هذا الأمر، هو خيار وافقنا عليه".
مسلسل رمضاني آخر منتظر هو "نَفَس" من بطولة دانييلا رحمة وعابد فهد، فيما أكّد الصبّاح أنّ أعمالاً عدّة موجودة في جعبة الشركة، منها أربعة مسلسلات مصريّة وعملان مغربيّان.