الخميس - 19 أيلول 2024
close menu

إعلان

طلال الجردي لـ"النهار": حاصرتنا الكوارث خلال تصوير "العميل" لكن الأمر يستحق العناء

المصدر: "النهار"
الممثل طلال الجردي.
الممثل طلال الجردي.
A+ A-
إيمان إبراهيم
 
يبدع الممثل طلال الجردي في مسلسل "العميل"، رُوّج للعمل على أنّه بطولة ثلاثية، فتبيّن أنّه رابع الأبطال، العميد خليل الذي يدير مجريات الأمور، يجمع بين المتناقضات، يوجّه الأحداث، يمسك خيوط القصّة كلّها، كاريزما طاغية على الشاشة، تعوّضه عن معاناة يروي تفاصيلها لـ"النهار"، حين كانت كل الظّروف تقف عائقاً أمام تصوير المسلسل. خلف الكواليس لم تكن الأمور مريحة كما تبدو على الشاشة.
 
مسلسل بدون نص
عندما عُرض المسلسل على الجردي، لم يكن ثمّة نص مكتوب، طُلب منه أن يشاهد خمس حلقات منه، يقول: "ما جذبني للعمل أنّه ليس تقليدياً، بعيداً عن الجو الرومانسي والقصص الاجتماعية، مسلسل أكشن، مافيا، تشويق، شخصيات عميقة، كما تشجّعت عندما علمت بأسماء الزملاء المشاركين في العمل، هذه الأمور كان عليّ أن أضعها في الاعتبار كي أتمكّن من الإقامة مدّة طويلة في بلد لا أعرفه وأجهل لغته".
 
يعيش بعض الممثلين في الأعمال التركية المعرّبة هاجس الخوف من الوقوع في فخّ التقليد، ويتّخذ البعض الخيار الأسهل بنسخ الشخصية، أما طلال فاختار للعميد خليل أدواته الخاصة، مصقولة بتجربة سنوات طويلة، كيف ينجو الممثل من استنساخ الشخصية نفسها في النسخة التركية؟ يقول: "كما سبق وقلت طُلب منّا أن نشاهد أوّل خمس حلقات، لكنّي لم أشاهد سوى حلقة واحدة لأعرف أكثر عن الشخصية، فتبيّن أنّها في لبّ الحدث، هذا كان كافياً بالنسبة لي كمشاهد".
 
رجل أمن بذقنٍ طويلة
عندما استلم النصوص، بدأ بتركيب شخصيته، هو الذي أدى أكثر من مرّة دور رجل الأمن والمحقق والشرطي، حاول تمييز دور العميد خليل عن أدواره السّابقة، وقع في مشكلة المظهر الخارجي، يقول: "مشكلة الذقن توقّفت عندها كثيراً، طلبت منهم ألا أرتدي يوماً ملابس الدرك الرسمية لأنّه لا يجوز أن يظهر رجل الأمن بذقنٍ طويلة".
تؤرق التفاصيل طلال الجردي إلا تفصيل ترتيب الأسماء في المسلسل، نسأله "لماذا رُوّج للعمل على أنّه بطولة ثلاثية، ليتبيّن أنّه بطولة رباعية أنت أحد أركانها؟"، يقول: "هو بطولة رباعية، لكن ارتأوا الترويج له بهذا الشّكل لأسباب تسويقية. ما يهمني هو ردّ فعل المشاهدين، لم أهتم يوماً لمسألة الأسماء وترتيبها، أرى أنّها معركة لا تستحق الحرب، لا تستحق الجهد الذي أوفّره للاهتمام بتفاصيل الشخصية التي أؤدّيها. معركتي الكبيرة هنا".
بين التصوير في لبنان والتصوير في تركيا ما المختلف؟ يلفت الجردي إلى أنّ "التصوير في تركيا مرهق جداً، الجهد أكبر، لأنّ تقنية التصوير لديهم أصعب، فالمشهد الواحد يتمّ تصوير من كمّ هائلٍ من الزّوايا".
 
 
30 حلقة أُعيد تصويرها
لغاية اليوم، الحلقات التي نشاهدها في "العميل" أُعيد تصوير غالبية مشاهدها، والممثلون أدّوا نفس المشاهد مرّتين، مرّة مع الممثل جنيد زين الدين، ومرّة مع الممثل وسام فارس.
يضيف الجردي: "صوّرنا أكثر من شهرين مع جنيد دور وسام، بعدها أصيب في ركبته، لم يعد بإمكانه متابعة العمل فانسحب، كان علينا أن نعيد تصوير كل المشاهد التي كان يتواجد فيها".
ما مدى صعوبة أن يصوّر الممثل نفس المشهد مرّتين، وبعد مرور أشهر على المرّة الأولى، يؤكد الجردي أنّ الأمر في غاية الصعوبة، خصوصاً بعض المشاهد التي لا يزال الممثل يذكر تفاصيلها، قد يغامر بفقدان عفويته، تلقائيته، حقيقته، يقول "ندخل إلى المشهد نصوّره بطريقة عفوية وليس كأننا حفظناه ونردّده، هذا الأمر كان صعباً جداً في المشاهد المعادة، يصبح الحرص ألا نخسر العفوية والصدق".
أفراد فريق العمل كانوا متعاونين جداً، وحريصين على أدقّ التفاصيل.. كان طلال في بعض مشاهده قد ارتجل وأضفى على المشاهد جمالية، عند الإعادة، اكتشف أنّ فريق العمل كان قد سجّل هذه النقاط وأعاد تذكيره بها، حين كان عليه إعادة مشاهده بعد مرور أسابيع على تصويرها.
 
 
توفّي شقيق أيمن زيدان.. فخيّم الحزن على فريق العمل
فترة استبدال جنيد بوسام فارس استغرقت ثلاثة أسابيع، عاد فيها الممثلون إلى بيروت، نسأل طلال بين الممثلين مع من ارتاح طلال أكثر؟ يقول: "الممثلان جيدان، لكن بما أنّ وسام هو الذي أكمل، أقول إنّه قدّم عملاً رائعاً".
من الأمور التي أثّرت على فريق العمل، الوفاة المفاجئة لشادي شقيق الفنان الكبير أيمن زيدان. لم يتعطّل التصوير لأنّ القيّمين على العمل تابعوا تصوير المشاهد التي لم يكن للفنان السوري حضور فيها، غير أنّ الحزن خيّم على أفراد الفريق.
يقول طلال: "كان الأمر صعباً جداً عليه، وقفنا كلّنا إلى جانبه، كان عليه الانتظار يومين أو ثلاثة قبل أن يتمكّن من العودة إلى سوريا، بعدها عاد وأكمل التصوير رغم كل الحزن الذي كان يعتصر قلبه".
 
 
زلزال سوريا وتركيا أوقف التصوير
كل الإشارات كانت نذير شؤم، كانت تؤشر إلى أنّ ثمّة نحساً يطارد المسلسل ويمنع إنجازه، توالت الكوارث تنهال على رؤوس العاملين فيه، كل ما يخطر على البال حصل مع فريق العمل، يخبرنا طلال الجردي عن زلزال تركيا وسوريا، وقع في منطقة بعيدة، غير أنّ الشركة تعاطفاً منها مع الضحايا أوقفت التصوير لترسل معدّات إلى المنطقة المنكوبة وتساعد المتضرّرين، كما أنّ أفراداً من الفريق أصيب أقرباء لهم في الزلزال.
 
إصابات داخل فريق العمل
إضافة إلى الزلزال يتذكّر الجردي العواصف الثلجية التي ضربت تركيا خلال التصوير، ثم موجات الحر الخانقة، وبعيداً عن غضب الطبيعة، أصيب كثير من الممثلين بكسور خلال التصوير، البعض كسرت يده والبعض أصبعه وآخر أصيب بكسرٍ في الرّأس، تلت إصابة جنيد التي حصلت أثناء التحضير لأحد المشاهد حيث كان يتدرّب مع سامر اسماعيل.
ما هو المشهد الذي أبكاك؟ يقول "هناك أكثر من مشهد أبكاني، لكنّه لم يعرض بعد".
 
المسلسل الأصعب
يشير الجردي إلى أنّ هذه التجربة كانت صعبة لناحية طول مدّة التصوير 11 شهراً، وطول مدّة الحلقة، يقول "من الصعب أن يبقى الممثل بنفس الإيقاع طوال هذه المدّة الطويلة جداً، يدخل أحياناً الملل والرتابة والاستسهال، فيذهب البعض إلى التصوير دون حماس، كنت أكافح كي لا أصل إلى هذه المرحلة بالشغف والإرادة".
قضى طلال الجردي في تركيا قرابة السنة، زار فيها لبنان بشكلٍ متقطع 5 مرات، كانت أطولها المدّة التي قضاها في بيروت بعد انسحاب جنيد من العمل، نسأله "هل تعيد تجربة التصوير في تركيا؟" يقول "بالطبع، إذا كان العمل جيّداً".
ردود الفعل حول المسلسل تشجّع الجردي على تكرار التجربة، نسأله عن سبب الهوس بالمسلسلات المعرّبة التي باتت تحقّق أعلى نسب مشاهدة يقول "أنا اليوم أشاهد المسلسل، وأتذكّر كيف كنّا نتذمّر من كثرة الزوايا التي يصوّر منها المشهد، والوقت المستهلك لتثبيت الإضاءة وغيرها من التفاصيل، لكن عندما شاهدت وجدت أنّ الأمر كان يستحق هذا العناء، النتيجة واضحة على الشاشة وهذا ما لم نتمكّن من الوصول إليه في مسلسلاتنا".
 
ع أمل.. كاد ألا يكون
نجاح طلال بدور العميد خليل، جاء بعد النجاح الكبير الذي حقّقه في مسلسل "ع أمل"، هذا العمل الذي كاد ألاّ يصوّره. يخبرنا أنّه كان قد عاد منذ أيام من تركيا بعد انتهاء التصوير، مرهق ومنهك من التجربة الطويلة، ففكّر كثيراً قبل الموافقة على المسلسل الذي حقق نجاحاً منقطع النظير.
هل سنراك قريباً؟ يقول "حالياً ليس لديّ أي عمل، لديّ شعور أنّني سأغيب"، تغيب بعد كل هذا النجاح؟ يجيب من مرارة التجارب السابقة "أنا لم أغب يوماً بل كان يتمّ تغييبي".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم