بدأت مجموعة من وسائل الإعلام في العالم اعتباراً من مساء امس الأحد وبتوقيت متزامن نشر تحقيقات حول تسريبات لنحو 12 مليون وثيقة عن شركات الـ"أوف شور" في العالم، وأطلق على هذا المشروع اسم "وثائق باندورا"، أوتسريبات "باندورا"، وهي تحقيق استقصائي في سياق أكبر تعاون صحافي يشارك فيه موقع "درج" ونحو 600 صحافي من العالم بإشراف الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية (ICIJ)، يحقق في ملايين الوثائق التي تكشف أسرار الجنات الضريبية. التحقيق يكشف معلومات تتعلق بالأملاك السرية والثروات المخبأة لعدد كبير من زعماء العالم وشخصيات عامة. ويكشف صفقات لشخصيات هاربة او مدانة ومشاهير ونجوم رياضة.
تعتبر "وثائق باندورا" أكبر وأكثر عالمية حتى من تحقيق وثائق بنما، الذي هز العالم في عام 2016، وأدى إلى مداهمات للشرطة وقوانين جديدة في عشرات البلدان وسقوط رؤساء الوزراء في أيسلندا وباكستان.
تكشف "وثائق باندورا" عن الموارد المالية للعديد من قادة الدول والمسؤولين الحكوميين أكثر مما فعلت أوراق بنما وتوفر أكثر من ضعف المعلومات حول ملكية الشركات الخارجية. وكشفت التسريبات الجديدة المالكين الحقيقيين لأكثر من 29000 شركة خارجية. يأتي المالكون من أكثر من 200 دولة، مع أكبر فرق من روسيا والمملكة المتحدة والأرجنتين والصين والبرازيل.
لكن المفارقة اللبنانية في هذه الملفات تتمثل في أن لبنان المنهار مالياً واقتصادياً، والذي لامست الكارثة فيه حدود المجاعة وأصابت كل قطاعاته، وأفضى الفساد فيه إلى ثاني أكبر انفجار غير نووي في التاريخ، لبنان هذا، سبق كل دول العالم لجهة لجوء سياسييه ومصرفييه ورجال أعماله إلى تسجيل شركاتهم في الجنات الضريبية. فمن بين 14 مزوداً للملفات المسربة، وعددها نحو 12 مليون وثيقة، كانت شركة trident trust الشركة الأكبر من بينها، اذ بلغ عدد الوثائق المسربة منها نحو 3 ملايين وثيقة، ولبنان سبق كل دول العالم من حيث لجوء أوليغارشييه إلى هذه الشركة لتسجيل شركاتهم في الملاذات الضريبية، فبينما حلت بريطانيا في المرتبة الثانية في قائمة زبائن الشركة بـ 151 ملفاً، حل لبنان في المرتبة الأولى بـ346 ملفاً، لجأ أصحابها اللبنانيون إلى trident trust لتسجيل شركاتهم في الملاذات الضريبية، فيما حل العراق ثالثاً بـ 85 ملفاً.
ووردت في الوثائق الأولى التي نشرت مساء امس أسماء مسؤولين حاليين وسابقين ونواب سابقين ورجال اعلام ومصرفيين .