النهار

"فتور" لا "قطيعة" بين "الاشتراكي" و"القوات"... هل تنحسر عاصفة "الرئاسة" بينهما أم تتمدّد؟
جاد ح. فياض
المصدر: "النهار"
"فتور" لا "قطيعة" بين "الاشتراكي" و"القوات"... هل تنحسر عاصفة "الرئاسة" بينهما أم تتمدّد؟
مصالحة الجبل.
A+   A-
بعد الحماوة الانتخابية، فترت العلاقة بين "القوات" و"الاشتراكي" مع إنتهاء الاستحقاق، وزادت تصريحات رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" الأخيرة المرتبطة بالملفين، رئاسة الجمهورية والمطران موسى الحاج، العلاقة برودةً، فصدر بيان ناري عن النائبة ستريدا جعجع هاجمت فيه جنبلاط، وكان السجال الذي سرعان ما تحرّكت قيادتا الحزبين لوقفه عبر الاكتفاء بما صدر، لأن ما يجمعهما أكبر من ملفات آنية تفرّقهما في الوقت الحالي.

ورغم التوافق حول العديد من القضايا الاستراتيجية، منها ملف النظام السوري وسلاح "حزب الله"، إلّا أن المقاربات تبقى مختلفة بين "القوات اللبنانية" و"التقدمي الاشتراكي"، فالأول يميل إلى المواجهات المباشرة والتصعيد السياسي على اعتبار أن لا طائل من الحوار مع الفريق الآخر المتمثل بـ8 آذار، فيما ينحو الثاني إلى الحوار وصولاً إلى التسويات، إيماناً منه بأن التركيبة اللبنانية تحّتم التفاهمات في ما بينها للوصول إلى نتائج، وإلّا الفراغ والشلل.

وفي هذا السياق، يحضر الملف الرئاسي مع اقتراب موعد الاستحقاق، ورغم الرؤية الواحدة لكلا الفريقين، التي تؤيّد وصول رئيس سيادي يعيد قرار الدولة إلى كنفها ويشرع بالإصلاحات، إلّا أن لكل منهما وجهة نظر مختلفة في مقاربة الملف على أرض الواقع، فـ"القوات" تتطلّع إلى رئيس "مواجهة" إنطلاقاً من حاجة البلاد، بينما يسعى "التقدمي" إلى رئيس "ليس استفزازياً" بحكم الواقعية السياسية.

اختلاف بمقاربة الاستحقاق الرئاسي
بدوره، يرى أمين سر تكتّل "الجمهورية القوية" النائب فادي كرم في حديث مع "النهار" أن "لبنان يحتاج إلى رئيس إنقاذي يفرض السيادة وتنتظم خلال عهده دولة القانون، وهذه المواصفات لا يُمكن أن تنطبق على مرشحي "حزب الله"، ولهذا السبب نعارض التفاهمات التي يُحاول جنبلاط عقدها من خلال لقائه وفد الحزب، ولا نرى في الحوار مع هذا الفريق طائلاً".

وفي معرض ردّه على نظرية ضرورة عقد التسويات مع الفريق الآخر، والتي سارت بها "القوات اللبنانية" عند انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، يُشير كرم إلى أننا "كنّا آخر فريق دخل التسويات التي رفضناها آنذاك وحاولنا إيقافها لعلمنا المسبق بأن لا نتائج إيجابية مرجوة، وهذا الأمر ينسحب على كافة محاولات فريق 14 آذار ذات النوايا الصافية للتواصل مع الفريق الآخر، والتي كان يقابلها "حزب الله" باستغلال لتحسين موقعه وشروطه".

أما من جهته، فيلفت عضو كتلة "اللقاء الديموقراطي" النائب وائل أبو فاعور إلى أن "التقدمي" يتشارك مع "القوات" نظرة عدم انتخاب رئيس من فريق 8 آذار، ويكشف أن "اللقاء الأخير الذي جمعني والنائب أكرم شهيب برئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع شهد على اتفاق، فحواه ألا يكون رئيس الجمهورية المقبل من 8 آذار، ونقلنا وجهة نظرنا بألا يكون أيضاً رئيس تحدّي، والأمر نفسه حصل في لقاء جنبلاط وحزب الله الأخير".

لكنه أبو فاعور يسأل في إطار حديثه مع "النهار"، "هل يُمكننا و"القوات" إيصال مرشح واحد في حال توافقنا؟ عدد النواب لا يسمح بذلك، وبالتالي التسوية ضرورية، لكن المحسوم أننا لسنا في وارد انتخاب رئيس من فريق 8 آذار".

وعن التواصل بين الفريقين حول هذا الملف لقعد التفاهمات والاتفاق على شخصية واحدة، يكشف أبو فاعور أن "لا قطيعة، لكن لا تواصل حول هذا الاستحقاق تحديداً، إلّا أن لا شيء يمنع الاتصال أو الاجتماع، كما حصل مع الحزب"، فيما يتمنى كرم من جهته أن يتفق الطرفان على تسمية موحّدة.

وبالنسبة للقاء المذكور مع وفد الحزب، يشير كرم إلى أن "جنبلاط حريص على الوضع الداخلي وعلى تجنيب لبنان الخضات الأمنية، وهو يخشى من التفجيرات التي تحصل في المنطقة، وعليه، أخذ دور الموفّق تجنّباً لأن ينعكس الوضع الإقليمي على لبنان، فيدخل البلد في ظروف سيئة".

على ماذا يتفق الطرفان اليوم؟
لكن ورغم التباينات الحاصلة على هذا الصعيد، إلّا أن ما يجمع ركني 14 آذار – سابقاً - أكبر من أن يفرّقهما، وهما يلتقيان على العديد من الملفات منها معارضة سياسات إيران في لبنان، الخصومة مع النظام السوري، المصالحة في الجبل وغيرها من القضايا، وتجمعهما مناطق مشتركة وقواعد شعبية مؤمنة بضرورة التحالف والعمل سوياً، ولا تتأثّر بشكل كبير في الاختلافات التي تحصل.

وانطلاقاً من هذا المبدأ، يشدّد أبو فاعور على أن "الطرفين يريدان استعادة الدولة لقرارها، ولرئيس يُخرج لبنان من أزمته، كما أننا نتفق على أن لا يكون لبنان جزء من الصراع الإقليمي"، وهي جميعها ملفات يؤكّد عليها كرم، ويضيف عليها الاتفاق تحت قبّة مجلس النواب على العديد من القوانين والتشريعات التي تخدم مصلحة البلد.

اقرأ في النهار Premium