بالرّغم من التغيير الملحوظ الذي حصل في مجلس النواب، وتمثّل بنجاح مرشّحين من المجتمع المدني، تمكّنوا من انتزاع عدد من المقاعد من لوائح حزبيّة تقليديّة، فإن هذا التغيير لا يزال منقوصاً، مع حصول النساء على 8 مقاعد فقط في مجلس النواب، من أصل 128 مقعداً.
فقد نجحت 8 سيدات فقط من أصل 115 مرشّحة إلى الانتخابات بالوصول إلى المجلس النيابيّ، بالرغم من ارتفاع العدد مقارنةً بالعام 2018؛ وقد توزّعنَ وفق الآتي:
- بيروت الأولى: بولا يعقوبيان (نجحت في دورة العام 2018، ثم استقالت قبل انتهاء ولاية المجلس الحالي، وستكون مجدّداً في هذه الدورة عضواً في مجلس النواب)، وسينتيا زرازير.
- صيدا - جزين: غادة أيوب (قوات لبنانية).
- الشوف - عاليه: نجاة صليبا وحليمة القعقور (من قوى التغيير).
- صور الزهراني: عناية عزالدين (نائبة منذ العام 2018، وستكون هذه الدورة الثانية لها في مجلس النواب. تنتمي إلى حركة أمل. تولّت رئاسة لجنة "المرأة والطفل" النيابية في دورة 2018).
- بشري - البترون - زغرتا - الكورة: ستريدا جعجع (نائبة منذ العام 2005) وقد فازت منذ ذلك الحين بكل الدورات الانتخابية. تنتمي إلى حزب القوات اللبنانيّة).
- كسروان - جبيل: ندى البستاني (هذه دورتها النيابية الأولى. وزيرة سابقة للطاقة والمياه في حكومة الرئيس سعد الحريري في العام 2019. تنتمي إلى حزب التيار الوطني الحرّ).
حقّقت النساء تقدّماً في مشاركتهنَّ النيابيّة، بعد أن ارتفع عددهنّ من 6 سيّدات (دورة العام 2018) إلى 8 في دورة العام 2022. لكن مشاركتهن لا تتناسب مع قدراتهن ولا مع عددهن في المجتمع اللبناني، ممّا يحفّز على إقرار قانون "الكوتا" النسائية الموجود في مجلس النّواب، والذي يمنح النساء نسبة 30 في المئة من أعضاء المجلس النيابي، إلى أن يصل المجتمع إلى درجة من الوعي يختار فيها نوابه انطلاقاً من مبدأ الكفاءة لا الجنس.
وبالعودة إلى تاريخ مشاركة النساء في الحياة النيابية، فإنّ هذه المشاركة كانت خجولة، ولم يتعدَّ عدد النساء الـ6، وذلك في العام 2018، فيما العدد الأقلّ كان 3 سيّدات في دورات الأعوام 1992 – 1996 – 2000.
ويبدو لافتاً هذا العام غياب النائبة بهية الحريري، للمرة الأولى منذ 30 عاماً، عن مجلس النواب، بعدما دخلته نائبة عن المقعد السنيّ في دائرة الجنوب الأولى صيدا - جزين في العام 1992، ضمن كتلة "المستقبل" النيابية.
يُذكر أيضاً أن المرأة الأولى التي دخلت مجلس النواب كانت ميرنا البستاني، التي وصلت بالتزكية بعد انتخابات فرعيّة جرت إثر وفاة والدها إميل البستاني في العام 1963.