أشار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى أنّ حكومته تنتظر "الأخ الأكبر" العربي لمساعدتها خلال الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، معتبراً أنه "لا يمكن تجاوز حزب الله".
وفي حوار مع مذيعة شبكة "سي إن إن" بيكي أندرسون رأى ميقاتي أنّ "لبنان بلد صغير في العالم العربي"، مضيفاً: "نبحث عن الأخ الأكبر من كلّ الدول العربية ليأتي ليأخذ بيدنا ويخرج لبنان من هذه الفوضى"، معتبراً أنّ "لبنان المستقرّ سيفيد العالم العربي كله".
وردّاً على سؤال حول الأسماء الحليفة لـ"حزب الله" التي ضمّتها التشكيلة الحكومية، أكّد ميقاتي أنه "رجل عمليّ والحكومة جامعة لمعظم الأطياف اللبنانية، ولا يمكننا أن نقوم بأي إصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي من دون موافقة ودعم الجميع. (حزب الله) يمثل شريحة من اللبنانيين في مجلس النواب".
وعن إدخال "حزب الله" النفط الإيراني أمس والخوف من عقوبات على لبنان قال: "أنا حزين على انتهاك سيادة لبنان، ولكن ليس لدي خوف من عقوبات على لبنان، لأنّ العملية تمت في معزل عن الحكومة اللبنانية".
من جهة أخرى، لفت ميقاتي إلى أنّ الدول العربية لم تتّصل حتى الآن به منذ تشكيل حكومته الأسبوع الماضي، لكنه مازال متفائلا بأنه سيحصل على "ردّ إيجابي". وأشار إلى أنه تلقّى "مكالمات قليلة من أعضاء في الإدارة الأميركية وكانوا جميعاً يدعمون حكومته، لكنّ بايدن لم يتصل به".
في سياق متّصل، قال ميقاتي إنّ "غالبية مخصصات الدعم التي تزيد عن 10 مليارات دولار قد أُسيء استخدامها في لبنان خلال العام الماضي"، مضيفاً: "الدعم يكاد يُرفع لأنه ليس لدينا المزيد من السيولة أو الاحتياطيات لدعم النفط أو السلع الأخرى".
وتابع ميقاتي: "سنبقي على دعم الأدوية، لكن الدعم عن السلع الأخرى سيرفع"، موضحاً أنّ "74 بالمئة من 10 مليارات دولار من مخصصات الدعم أُسيء استخدامها خلال العام الماضي".
واعتبر أنه "من المهمّ رفع الدعم لبدء مفاوضات مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمجتمع الدولي".
إلى ذلك، أشار ميقاتي إلى "ارتياحه النسبيّ" بين تشكيل الحكومة واليوم، "لأننا في خلال سبعة أيام تواصلنا مع صندوق النقد الدولي الذي أبدى استعداده لدعم لبنان، وعرضنا مشكلة الكهرباء واقتراحات الحلول المناسبة. بالأمس اجتمعت مع رئيس منظمة الصحة العالمية الذي أبدى استعداد المنظمة لدعم القطاع الصحي في لبنان، واستعداده لحض الدول المانحة على تقديم المساعدات للبنان".
وعن قدرة الحكومة على إنجاز ما هو مطلوب قال: "المسألة مسألة وقت، وللأسف تواجه لبنان تحديات طارئة كثيرة منها الأزمة المالية والاقتصادية وتداعيات انفجار مرفأ بيروت وجائحة كورونا".
وأضاف ميقاتي: "وضع لبنان الحالي يشبه مريضاً في حالة سيئة جداً وينتظر الدخول الى طوارئ المستشفى، وبعدها ينقل الى غرفة العمليات لإجراء الجراحة إذا لزم الأمر، ثم الى العناية الفائقة وبعدها يخضع لفترة من النقاهة قبل التعافي النهائي. ويؤسفني القول أن بلدنا لا يزال في مرحلة الانتظار أمام طوارئ المستشفى".
وأكّد الرئيس أنّ "الحكومة لا يمكنها تحقيق مرحلة الشفاء والتعافي في ثمانية أشهر، وهو عمر حكومتنا دستورياً باعتبار أن الحكومة تقدم استقالتها بعد الانتخابات البرلمانية التي تصرّ حكومتنا على إجرائها في موعدها"، مشيراً إلى أنّ "الملفات الداهمة أمام حكومتنا هي تحسين وضع الطاقة والكهرباء ومعالجة أزمة المحروقات وتأمين الدواء ومعالجة وضع القطاعين الاستشفائي والتربوي".
ورداً على سؤال قال: "لا انقلابات في لبنان، ولكن التغيير يبدأ بمرحلة انتقالية من خلال الانتخابات البرلمانية التي تتيح للشعب اختيار ممثليه في الحكم".
وعن ملف الدعم قال ميقاتي: "لم يعد لدينا أموال لاستكمال الدعم، وهذا الأمر يجب أن يتوقف لأن 26 في المئة من أموال الدعم العام الفائت وصلت الى اللبنانيين والباقي ذهب الى جيوب التجار والمحتكرين والمهربين. سنكتفي في الفترة المقبلة بدعم الأدوية خصوصاً أدوية الامراض المستعصية. من هنا نطالب المجتمع الدولي بالإسراع في مساعدتنا لوقف النزف قبل فوات الأوان".
من جهة أخرى، شكر ميقاتي حكومة العراق على "دعم لبنان بالمشتقات النفطية"، وأضاف: "أشكر أشقاءنا العرب على دعمهم الدائم للبنان، وأتعهد لهم بأن لبنان لم ولن يكون ساحة للإساءة الى الدول العربية. من هنا أطالب جميع الأطياف اللبنانية باعتماد سياسة النأي بالنفس. لبنان لم يتخلّ عن أشقائه العرب وهو يدعوهم الى عدم التخلي عنه".
وعن الدور الفرنسي في لبنان قال: "فرنسا صديقة للبنان وساعدتنا كثيراً لتشكيل الحكومة من دون أن تتدخل في التفاصيل ولكنها تحترم سيادة لبنان"، مؤكّداً في سياق متّصل تلقّيه "رسائل دعم عدّة من الإدارة الأميركية".
وعن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت قال: "لن نسمح لأيّ عائق بالوقوف في وجه التحقيق لمعرفة ملابسات الجريمة ومحاسبة المسؤولين عنها، مع الأخذ بالاعتبار الأصول الدستورية والقانونية".