على رغم الكتمان الذي أحاط اجتماع باريس ونتائجه أول من أمس، فقد علمت "النهار" من مصادر رفيعة متابعة أن الاجتماع الفرنسي السعودي حول لبنان لم يخرج باتفاق يمكن تسويقه لدى الدول المعنية كورقة للبحث. وظل التباين قائماً بين الطرفين.
وفي معلومات "النهار" أن باريس لا تزال تبحث عن صيغة لإخراج لبنان من مأزق الفراغ تكون قائمة على حكومة إصلاحية مع محاولة التوصل إلى أغلبية سياسية لانتخاب الرئيس وتشكيل حكومة متجانسة. ولا تعارض باريس أن يكون سليمان فرنجية رئيساً بعد أن يقدم ضمانات والتزامات واضحة خصوصاً عبر عدم استخدام الثلث المعطل وعدم تعطيل الإصلاحات، بل المضي بها. ولا تعارض باريس الاتفاق على مرشح آخر، إذ ليست لديها أفضلية ولا انحياز لديها لشخصية محددة، لكنها تريد إخراج لبنان من المأزق. أما الجانب السعودي الذي يوافق باريس على ضرورة الإسراع في إخراج لبنان من الأزمة، يرفض أن يكون المرشح "تابعاً لحزب الله" ولو قدم ضمانات، لكن المملكة أيضاً لا تقدم أسماء مقبولة من قبلها بل توافق على مرشح يحوز أغلبية سياسية ويكون إصلاحياً، وقد تمنت باريس على الجانب السعودي الذي أعاد العلاقات مع إيران، أن يختبر نتائج الاتفاق بما فيه مصلحة السعودية وللمنطقة ومن ضمنها لبنان. وعلمت "النهار" أن انشغالات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم تحل دون متابعته الشخصية وتواصله مع قيادات لبنانية في مسعى لإخراج البلد من المأزق.
وأشارت مصادر إلى أن اللقاء الثنائي يمهّد لاجتماع جديد للدول الخمس التي اجتمعت في باريس في 6 شباط وهي الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، يُفترض أن يُعقد في الأسابيع المقبلة، وسيعرض في شكلٍ موسّع أكثر، للملف الرئاسي وللأزمة اللبنانية السياسية والمالية والاقتصادية وسبلِ معالجتها.
وقد غاص اللقاء في ملف المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب اللبناني عبر الصندوق السعودي – الفرنسي الذي اتُفق على إنشائه بين الدولتين منذ أشهر.
وداخلياً، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن "تأييدنا ترشيح فرنجية مبني على قواعد واضحة في عملنا السياسي وهو تبني مرشح جدي وطبيعي يعمل ليصل، ونحن نؤيده ونعمل لإيصاله". وتابع خلال لقاء سياسي نظمه قسم العلاقات العامة لـ"حزب الله" في البقاع، أن "أي فريق في مجلس النواب لا يستطيع منفرداً تأمين نصاب 86 نائباً لانتخاب الرئيس، لذا لا يوجد أي خيار أمام القوى السياسية والكتل النيابية إلا الحوار والنقاش والتفاهم الهادئ والهادف. ولكن للأسف الفريق الثاني يصر على رفض الحوار والتفاهم، وبرفضه الحوار هو يعلم أن توفير النصاب غير متوافر لأي فريق، هذا يعني أنه يصر على التعطيل، وبالتالي هو مسؤول عن تفاقم الأزمات في لبنان".
رئاسياً أيضاً، تتجّه الأنظار إلى أي خطوة من قِبل فرنجية الذي لا يزال يتريّث في إعلان ترشيحه وبرنامجه رسمياً علماً أن معلومات صحافية أشارت اليوم إلى أنه زار الشام في الأيام الماضية حيث سمع أنه "سيكون رئيس الجمهورية المقبل أو أن ستكون له الكلمة الفصل في الاستحقاق".
كما ترصد الرادارات المواقف التي ستصدر عن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظته اليوم، في وقت يواصل موفده المطران أنطوان بو نجم جولاته على القيادات المسيحية. وقد وجّه الراعي دعوة إلى النواب المسيحيين إلى يوم اختلاء روحي وصلاة الأربعاء 5 نيسان المقبل في بيت عنيا في حريصا، آملاً في إعادة جمع المتخاصمين على الصلاة ومائدة محبة.