يتلمس لبنان الرسمي خطر الفترة الفاصلة اميركيا ما بين رئيسين، ويراقب التطورات المحتملة، خصوصا بعد الضربات التي شنتها اسرائيل على الاراضي السورية قبل يومين، وفي ضوء دعوة صحيفة "يديعوت احرونوت" إسرائيل والغرب إلى استغلال الوضع في لبنان لإضعاف "حزب الله" وضرب إيران. وقالت الصحيفة إن "الأزمة الاجتماعية والمالية التي تعصف بلبنان، بالتزامن مع تولّي إدارة جديدة في واشنطن، هي الوقت المثالي للدفع باتجاه حل ديبلوماسي لإضعاف حزب الله وضرب إيران، من دون أي مخاطر".
وقد سارع لبنان الرسمي الى الرد امس على اتهام اسرائيل له بتغيير موقفه في شأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين في المتوسط مرات عدة. وقد حذرت اسرائيل من احتمال أن تصل المحادثات الى "طريق مسدود" وعرقلة مشاريع التنقيب عن محروقات في عرض البحر، كما افادت وكالة "فرانس برس".
واعتبر مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية ان "كلام وزير الطاقة الإسرائيلي عن ان لبنان "بدّل مواقفه في موضوع الحدود البحرية الجنوبية 7 مرات" لا أساس له من الصحة وموقف لبنان ثابت في موضوع الترسيم البحري للحدود الجنوبية وفقاً لتوجيهات الرئيس عون للوفد اللبناني المفاوض سيما لجهة ممارسة لبنان حقه السيادي".
وكان وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس صرح ان “لبنان غيّر موقفه في شأن حدوده البحرية مع إسرائيل سبع مرات”. وأضاف: “إن موقفه الحالي لا يتعارض مع مواقفه السابقة فحسب، بل يتعارض أيضا مع موقف لبنان على الحدود البحرية مع سوريا التي تأخذ في الاعتبار الجزر اللبنانية القريبة من الحدود”.
واعتبر أن “من يريد الازدهار في منطقتنا ويسعى إلى تنمية الموارد الطبيعية بأمان، عليه أن يلتزم مبدأ الاستقرار وتسوية الخلاف على أساس ما أودعته إسرائيل ولبنان لدى الأمم المتحدة، وأي انحراف عن ذلك سيؤدي إلى طريق مسدود وخيانة لتطلعات شعوب المنطقة”.
وتتعلق المفاوضات أساسا بمساحة بحرية تمتد على حوالى 860 كيلومترا مربعا، بناء على خريطة أرسلت عام 2011 إلى الأمم المتحدة. غير أن لبنان اعتبر لاحقا أنها استندت الى تقديرات خاطئة.
ويطالب لبنان في جلسات التفاوض بمساحة إضافية تبلغ 1430 كيلومترا مربعا، تشمل جزءا من حقل “كاريش” الذي تعمل فيه شركة “انرجيان” اليونانية، على ما قالت مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لوري هايتيان للوكالة.
واستنادا الى جولة التفاوض الاخيرة في الناقورة ما بين لبنان واسرائيل، برعاية الامم المتحدة ومشاركة الولايات المتحدة الاميركية، بدت الامور تمضي الى طريق مسدود، في ظل تمسك لبنان بمساحات اضافية لم تكن اسرائيل تتوقع المطالبة بها. وقد بدأت اسرائيل تمارس ضغوطها الاعلامية على لبنان منذ بدء التفاوض لحمله على بعض التنازلات التي ترغب بها لتسهيل عمليات التنقيب في حقولها النفطية.