على رغم مرور قرابة السنتين على وفاة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان، تبقى رئاسة المجلس مشغولة بالإنابة من نائب الرئيس الشيخ علي الخطيب، ومردّ ذلك، كما يتردّد، عدم التوافق بين حركة "أمل" و"حزب الله" على خطة محدّدة لدعوة المجلسين الشرعي والتنفيذي لانتخابها وفق الأصول والقانون.
أول من أمس، تقدّمت الدائرة القانونية لمجموعة "الشعب يريد إصلاح النظام" ممثلة بالمحامين نجيب فرحات وحسن بزي ومازن صفية بمراجعة أمام مجلس شورى الدولة ضدّ المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى طعناً بالقرار الضمني الصادر عنه والمتضمن رفضه اتخاذ الإجراءات الآيلة إلى إجراء انتخابات الهيئتين الشرعية والتنفيذية وانتخاب رئيس ونائب له، وقد سجلت المراجعة برقم 24922/ 2022 تاريخ 22/3/2022. وتشكل هذه المراجعة مأزقاً للمعنيين بسبب انتهاء مدة ولاية الرئيس ونائبه والهيئات واللجان في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وعدم صدور قانون عن مجلس النواب يمدد ولايتها".
وفي حين تتطلع قيادات سياسية وروحية شيعية لوجوب حسم هذا الاستحقاق عاجلاً ليؤدي رئيس المجلس دوره الطائفي والوطني إلى جانب بقية رؤساء الطوائف الأخرى، يرى آخرون أن لا داعي للسرعة في إقفال الملف معتبرين أنّ الاستحقاقات الوطنية والملفات الاقتصادية والمعيشيىة تتقدم سواها، على رغم اهميتها ومنها انتخابات رئاسة المجلس القابلة للانتظار لما بعد الانتخابات النيابية باعتبارها محطة مفصلية نتائجها ستلامس كافة المحطات الأخرى.
مصادر المجلس الشيعي تنفي لـ"المركزية" أن يكون هناك خلاف بين أمل والحزب حول اسم الرئيس العتيد لتولي رئاسة المجلس أو انتخاب هيئتيه الشرعية والتنفيذية، مشيرة إلى أنّ العكس هو الصحيح، بمعنى أنّ الطرفين مجمعان راهناً على أن يكون التوافق هو شعار المرحلة التي تستوجب الانصراف الكلي إلى الشأن الانتخابي. من هنا، يمكننا التأكيد أنّ انتخابات المجلس الشيعي ككلّ، بما فيها ملء الشغور في رئاسته كما سواها من الملفات الاخرى، هي مرجأة إلى ما بعد الانتخابات النيابية.
وتضيف: "إنّ الأولوية اليوم ليست لمنصب أو مركز هنا أو هناك على رغم أهميته، لأنّ الناس واهتماماتها في غير مكان، لذلك فإن عمل الثنائي يتركز على تمكين المجتمع الأهلي من الصمود وتوفير المقومات اللازمة له من غذاء ودواء واستشفاء".
وتختم المصادر، مؤكّدة أنّ نائب الرئيس الشيخ علي الخطيب يقوم بالمهمات على أكمل وجه، مشيرة إلى وجود مرجعيات دينية كبيرة وكثيرة تتقدم على الأسماء المطروحة لشغل الموقع من مفتين ومشايخ صغار في السن لا يزالون في بداية الطريق مقارنة بالأسماء الكبيرة السابقة التي تولت الرئاسة أمثال الإمام موسى الصدر والشيخين محمد مهدي شمس الدين وعبد الأمير قبلان.