النهار

نصرالله: اتفاق عون والحريري او الإستعانة ببري... المس بالقدس سيؤدي إلى حرب إقليمية
المصدر: النهار
نصرالله: اتفاق عون والحريري او الإستعانة ببري... المس بالقدس سيؤدي إلى حرب إقليمية
A+   A-
في ذكرى تحرير الجنوب، اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته ان "التحرير مهد الطريق أمام زمن الانتصارات واليوم نحن امام معادلة جديدة ، وهي المس بالقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية سيؤدي إلى حرب إقليمية وزوال كيان إسرائيل ". وتعليقاً على العدوان الإسرائيلي في غزة، قال: "نحن أمام عدو أحمق ومتغطرس، استخف بالفلسطينيين ولم يخطر بباله ان غزة ستقدم على قرار تاريخي وتقاوم". وعلى صعيد الملف الحكومة، قال نصرالله : "الرئيس عون باق والرئيس المكلف لن يعتذر، فإما أن يزور الحريري عون ويتفاهما على التشكيلة أو ان يتدخل الرئيس بري لحل المشكلة".
 
بعدما قدم التهنئة بالمناسبة، أعلن نصرالله أنه "سيتم الاحتفال في أيار بعيدين: الأول في 25 أيار في لبنان، والثاني في 21 أيار في فلسطين"، مهنئا الشعب الفلسطيني بهذا الانتصار، ولقادة المقاومة وللمقاتلين الفلسطينيين وللاهالي الذين عانوا، ولكن عبروا عن صفائهم وأصالتهم.

وأكد أن "النصر تحقق بفضل الله وبالتضحيات الجسام في 25 أيار، وأن التضحيات حصلت نتيجة تراكم سنوات طويلة من كثير من اللبنانيين وفصائل من المقاومة الفلسطينية، ومن شهداء الجيش اللبناني، وشهداء الجيش العربي السوري وتضحياتهم في اجتياح 1982، وأيضا شهداء شعبنا وما تعرضوا له في مختلف أنواع الحروب".

وأضاف: "كان الجنوب في مقدمة الجبهة، لكن أهل البقاع قدموا شهداء كثر، ولطالما تحمل البقاع تبعات نصرته للجنوب، وكذلك في بيروت والشمال وغيرها، مستذكرا القادة الشهداء في هذه المسيرة، منوها بالموقف الرسمي اللبناني في ذلك الحين ممثلا بالرؤساء أميل لحود ونبيه بري وسليم الحص، والحكومة اللبنانية مجتمعة، مؤكدا أن هذا الموقف الرسمي ساند المقاومة، وأدى الى أن يكون 25 أيار عرس تحرير وليس جنازة".

كذلك أشاد "بالدعم السوري ممثلا بالرئيس الراحل حافظ الأسد يومها، واستمر مع الرئيس بشار الأسد، وكذلك دعم جمهورية إيران الإسلامية للمقاومة وتطوير امكانياتها".

وأعلن أن هذا التحرير "أسس لزمن الانتصارات، وقد أهدينا هذا النصر في بنت جبيل الى فلسطين، لأن الآمال والآلام هناك. كان أعلى تقييم لتراجع إسرائيل قد صدر العام 2000 عن اسحق شامير"، لافتا الى أن "دور المقاومة الشعبية المسلحة واحد في لبنان وفي غزة، ومحاولات العدو اقتلاع هاتين القاعدتين سواء في لبنان أو غزة، لكنه فشل وعاد بالهزائم، مما كان يعطي دفعا جديدا للمقاومة، وهو ما حصل في 2006، وفي غزة 2008 و2012 و2014".
 
وعرض لمجريات تطور الأوضاع في المعركة في فلسطين مؤخرا، بدءا من الشيخ جراح وصولا الى القدس وغزة وأرض ال48، متوقعا أن "قادة إسرائيل سيستمرون بحماقتهم وغبائهم وتكرار تجاربهم، التي ستنتهي بهم الى الفشل والهزيمة الكبرى، مما سيعيد الأرض الى أهلها الأصليين".

وأعرب عن اعتقاده أنه "لم يخطر ببال العدو ولا نتنياهو ولا أجهزتهم، أن غزة ستقدم على قرار تاريخي من نوع تدخلها العسكري، وأن غزة فاجأت العدو والصديق، وهذه خطوة تاريخية في إطار الصراع مع العدو ويجب أن يقدر عاليا، لأن غزة هنا دخلت لتحمي القدس والمقدس فيها، وليس لتحمي غزة فقط".

وتابع: "لقد وضعت غزة أبناءها على كف حماية الأمة، وهذا القرار كان تضحية وصدق بأعلى مستوى، ولذلك كان تأثيره عاليا في فلسطين وفي الخارج". مخاطبا قادة العدو بالقول: "عليكم أن تعيدوا النظر في تقديراتكم من خلال ما حصل في غزة، وعندما يتم المس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، لأن لهذا الأمر يكون له حسابات مختلفة والدليل ما فعلته والتزمت به قيادة غزة، تجاه القدس والمقدسات".

واضاف "على الإسرائيلي أن يدرك أن المس بالمقدسات لن يقف عند حدود مقاومة غزة، وهذا يجب أن يكون التزام كل محور المقاومة في المنطقة، ويجب حسب رأيي الشخصي أن نصنع معادلة جديدة، هي أن القدس يعني حرب اقليمية، وهذه المعادلة جدية وحقيقية ويبحث فيها أهل المقاومة ليل نهار". وقال:"إن أي حرب إقليمية إذا حصلت ضمن المعطيات القائمة، تعني زوال اسرائيل".

وفي تقييمه لمعركة "سيف القدس"، تحدث نصرالله عن قسمين في النتائج، "الأولى في إعادة الروح الى الشعب الفلسطيني وفي الشتات، وشعرنا أننا أمام شعب واحد يتحرك بهدف واحد وقضية واحدة، وكذلك في إعادة الحياة الى القضية الفلسطينية في العالم ووسائل الاعلام ووسائل التواصل، كما أنها أعادت الحياة الى فلسطين التاريخية من البحر الى النهر، وهو تطور استراتيجي عظيم، وارتفاع الثقة بخيار المقاومة المسلحة بعد بؤس نتائج المفاوضات".

أضاف "كذلك أدت المعركة إلى إسقاط كل دعايات المطبعين من أن الشعب الفلسطيني أسقط هدفه، وأيضا في توجيهها ضربة لمشروع التطبيع وكل ما قامت به وسائل إعلام هذه الدول التطبيعية، وأيضا أنها أدت الى سقوط صفقة القرن".

وتابع "لقد فرضت المقاومة وفشل الصهاينة في المواجهة على الادارة الاميركية على تعديل ما قام به ترامب، وكان التدخل الأميركي، خشية من تصاعد الموقف وتخرج المنطقة عن السيطرة، كما أظهرت هذه المعركة الوجه البشع لاسرائيل القاتلة والعنصرية، وأعادت بوصلة الصراع في المنطقة مع العدو الصهيوني".

وقارن نصرالله بين "جيش إسرائيلي مسلح بكل أنواع الأسلحة، ومقاومة لا تمتلك ذات الامكانات، ولكن رغم كل الحصار، فقد أظهرت المقاومة في غزة تطورا في أدائها، ولا سيما في القدرة على إطلاق الصواريخ، وهذا إنجاز عسكري، وكذلك في حجم ونوع ومديات الصواريخ التي أطلقوها، إضافة الى شل كيان إسرائيل".

ولفت الى انه في حال تم فتح الحدود بين لبنان وفلسطين لذهب كل الفلسطينيين في المخيمات وهو ما يدحض تهمة التوطين، لقناعتهم ان بلدهم هو فلسطين.

ورأى ان ما حصل في أرض ال48 صدم كيان اسرائيل، وأحدثت معركة سيف القدس فيهم خسائر نفسية وبشرية واقتصادية. وأشاد بشموخ أهل غزة والاستعداد لتضحياتهم، وبالنصر الذي حققته المقاومة فيها".

ثم تحدث عن اخفاقات العدو وفقا لاعترافاتهم ومنها فشلهم في تحقيق نصر استراتيجي، مشيرا الى دور القبة الحديدة والتي على لسان خبراء من عندهم قالوا ان فعاليتها لم تتعد ال35 بالمئة. وأشار الى فشل اسرائيل في النيل من المخزون الحقيقي للصواريخ، وفي تحديد أماكن قيادات الصف الأول وأبرزهم أبو خالد محمد ضيف، وكذلك فشل اسرائيل في تقدير امكانات المقاومة، وفشلهم في تقدير رد غزة على ما حصل في القدس ومثلها في ارض ال48".

وأضاف: "أن اهم علامات الفشل الاسرائيلي هي الضياع"، ساخرا من نظريات رئيس اركانهم كوخافي، ومؤكدا أن اهم علامات الفشل الاسرائيلي أيضا هي عدم تجرؤه على القيام بعملية برية. وهذا فشل استراتيجي".
 
تشكيل الحكومة

و أكد نصرالله، أن "المقاومة في لبنان في أحسن حال، وهي قوية بالعديد والعدة والعداد والخبرة والاستعداد والنوعية وجهوزية وثقة وشجاعة ومعنويات".

وخاطب الاسرائيلي بالقول: "بألا يحسب خطأ تجاه لبنان، لأن المعادلة هنا حكمتها العادلة الذهبية وهي الجيش والشعب والمقاومة، لا تخطئوا التقدير أيها الإسرائيلون، ولا تراهنوا على وضع البلد الاقتصادي، لأن الحفاظ على أمن وكرامة وأرض لبنان لا يمكن التسامح فيه". وعلى المراهنين على المس ببيئة المقاومة، بأن ييأسوا من ذلك".

وإذ شدد نصرالله على ضرورة تشكيل حكومة، وصف المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية بأنها "مزايدات"، وقال: "نتمنى للرئيس المكلف أن تتسهل مهمته، وليتفضل الرئيس المكلف بوضع تشكيلة حكومة مع رئيس الجمهورية، والمشكلة هي محض داخلية. وأتوجه الى الرئيسين عون والحريري، إن البلد أمانة عندكما، أو الاستعانة بالرئيس نبيه بري".

وختم "محور المقاومة استطاع عبور أصعب عشر سنوات في تاريخه، وأن صمود محور المقاومة شكل الداعم الأساسي للمقاومة في فلسطين، والانتصار فيها" مؤكدا ان القدس أقرب وأن سلام الليوث والأعزاء والحياة الكريمة هو السلام الذي سيحصل وليس سلام الذل".

اليكم ابرز المواقف:
 
- أعتذر عن غيابي في الأيام الماضية بسبب وعكة صحية
- أبارك الى أهل غزة الذين دعموا المقاومة وصمدوا في وجه العدوان الإسرائيلي 
انتصار 2000 صنعه الشعب اللبناني والمقاومة وهو نتيجة تراكم تضحيات حركات وأحزاب وطنية
بتنا من الآن نحتفل في ايار بانتصارَين، 25 ايار 2000 و21 ايار 2021 عندما انتصرت
- أصبح للمقـاومة المسلحة الشعبية قاعدتان مهمتان الاولى على الحدود الشمالية للكيـان وفي جنوب فلسـ.ـطين في غزة وحاول العـ.ـدو في ذلك الحين اقتلاع هاتين القاعدتين في لبنان و غزة ففشل وخاب وعاد بالهزائم
- نحن أمام عدو أحمق ومتغطرس، استخف بالفلسطينيين ولم يخطر بباله ان غزة ستقدم على قرار تاريخي وتقاوم
- التطور التاريخي في معركة سيف القدس أن غزة دخلت لتحمي القدس وأهلها وليس لحماية غزة
- المس بالقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية سيؤدي إلى حرب إقليمية وزوال كيان إسرائيل
- معركة "سيف القدس" شلّت أمن إسرائيل وهذا انجاز عظيم للمقاومة في غزة
- لو كانت القبة الحديدية ناجحة لكان تفاخر بها نتنياهو وسوّق لها في كل مكان

اقرأ في النهار Premium