النهار

لا قطيعة بين برّي وجنبلاط رغم خلافهما... ورفض للعزل
رضوان عقيل
المصدر: "النهار"
لا قطيعة بين برّي وجنبلاط رغم خلافهما... ورفض للعزل
الرئيس نبيه بري مستقبلاً رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط (أرشيفية).
A+   A-
حافظ الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط طوال أكثر من أربعة عقود على علاقة بقيت ثابتة وموحدة في الكثير من المحطات. وعندما لا يلتقيان حيال مسألة ما لا يصلان الى حد القطيعة وتبادل الاتهامات ولا التنصل من تاريخهما المشترك. ولا يدخلان في حرب إعلامية. ومنذ البدء في مسلسل أشهر الشغور في الرئاسة الاولى كانت الامور تتجه الى افتراق بينهما حيال ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية الذي يتمسك به ثنائي حركة "أمل" و"حزب الله".

ولم تخف رياح المختارة منذ البداية أنها لا تحبذ فرنجية وهي تقول إنها لا ترى فيه المرشح المناسب. وهذا ما يردده رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط الذي لا يستطيع القفز فوق إجماع العدد الاكبر من النواب المسيحيين الذين يؤيدون المرشح جهاد ازعور وإن كان أكثرهم يعرف أن لا حظوظ له بالوصول الى الرئاسة، أقله في جلسة غد الاربعاء التي لن تنتج رئيساً باعتراف الجميع.

في الاجتماع الاخير للكتلة الجنبلاطية وبعد حسم السير باسم أزعور تم التوقف عند ردة فعل بري. وردد جنبلاط الابن على مسمع أعضاء كتلته أنه سيزور عين التينة. ونفى التقدمي طلب الحصول على موعد من بري ورفضه، لكن الاخير لا يخفي انزعاجه من صديقه جنبلاط.

وعند سؤال أي عضو في "اللقاء الديموقراطي" عن مستقبل علاقتهم مع بري، لا يجيب إلا بالحفاظ على "العلاقة التاريخية والثابتة بين رئيس المجلس ووليد بيك، وأن التعارض في الآراء بينهما هذه المرة لا يفسد في الود قضية، ولا مشكلة في الافتراق حيال من يرشح كل طرف لرئاسة الجمهورية في ظل توجه كل الانظار في الداخل والخارج الى ما ستقرره جلسة الغد. وثمة أكثر من سفير أوروبي قد أعلن عن رغبته في التوجه الى البرلمان ومتابعة الجلسة مباشرة بغية مراقبة ما سيفعله كل نائب. وتجري معاينة علاقة كل الافرقاء في بينهم وما ستنتهي إليه وخصوصاً على خطي "حزب الله" و" التيار الوطني الحر" فضلاً عن التركيز على المسألة نفسها بين عين التينة والمختارة.

في غضون ذلك، نفي مصدر في الاشتراكي لـ"النهار" أن يكون أعطى وعداً لبري باقتراع كتلته بأوراق بيضاء. ودافع بشدة عن الخيار الذي اتخذه الحزب حيال الاقتراع لأزعور "حيث لا يمكننا الوقوف في وجه الإجماع المسيحي المؤيد له مع التذكير بأننا أول من سمى الرجل الى جانب اسمي قائد الجيش العماد جوزف عون والنائب السابق صلاح حنين". وإضافة الى كل ذلك تلفت المختارة الى إشارة من بكركي لا تعارض انتخاب أزعور "ونحن تركنا ترشيح النائب ميشال معوض لأننا رأينا فيه مرشح تحدّ لكن أزعور يختلف عنه. ونحن في النهاية قدّرنا جيداً هذا التوقيت الرئاسي في البلد. ولا نريد في النهاية حشر أي جهة أو عزلها. ولا نقبل ولا أحد يستطيع عزل الطائفة الشيعية الكريمة". ويعتقد التقدمي هنا أن المهم ليس انتخاب الرئيس بل إن الأهم هو كيف ستشكل الحكومة المقبلة وكيف ستقود عملية الإصلاح "ولم تأت من فراغ دعوة جنبلاط لجلوس الجميع الى طاولة الحوار وتلبية ما شدّد عليه رئيس المجلس في هذا الخصوص".

من جهته يقول النائب مروان حمادة ردّاً على سؤل لـ"النهار" عن مستقبل العلاقة بين بري وجنبلاط "لا يمكن لمرجعين على هذا المستوى أن يختلفا نتيجة جملة من الثوابت الوطنية التي تجمعهما". ويعود الى 2016 إبان انتخاب الرئيس ميشال عون كيف انتخب نواب من "اللقاء الديموقراطي" عون ولم يمنحه آخرون أصواتهم على غرار ما سلكته كتلة "التنمية والتحرير". ويدعو حمادة الساعين الى "استثمار أو ترسيخ خلاف بين الرئيس بري ووليد بيك الى الكف عن هذه المحاولات، فما حصل بينهما هو اجتهاد حيال انتخابات الرئاسة. وفي النهاية لن ينقطع الحوار بين الطرفين".

في المقابل لا يريد أي من نواب "الثنائي" الرد على جنبلاط ولا التعليق على خياراته الرئاسية وقبوله السير بخيار أزعور "الذي نرفض انتخابه ولا نرى فيه الشخص القادر على إدارة البلاد في هذه المرحلة ولم يقنعنا البيان الذي أصدره أمس ولم يكن جنبلاط أقل استفزازاً في السياسة من أزعور".

وتعلق مصادر الثنائي على الانقسام الحاصل في البلد بأن "من حق النواب أن ينتخبوا من يريدون لكن الجهات التي تؤيد أزعور لا تستعمله بهدف انتخاب رئيس للجمهورية بل من أجل تصفية حسابات ومواجهة مكون أساسي في البلد. وهل ارتكبنا جريمة عند قولنا تعالوا الى طاولة الحوار وكلمة سواء. وهل فرنجية مقطوع من شجرة عند المسيحيين، وهل أزعور يمثل أكثر في وجدان الموارنة وكل المسيحيين؟ ولندقق جيداً أيضاً في خيارات السنة ومن يفضلون رئيساً للبلد. لا أحد يقلل من الأزمة التي يعيشها النائب جبران باسيل الذي يسير عكس رياح كوادر تياره وقواعده حيث يأخذهم الى خيار قاتل بعدما بنى مشروعه طوال السنوات الاخيرة على كتاب الإبراء المستحيل".


[email protected]

اقرأ في النهار Premium