يترقّب اللبنانيون جلسة انتخاب رئيس للجمهورية اليوم التي تُعقد في ظل توتر الأجواء السياسية في البلاد، ومن الواضح أن ثمّة مواجهة منتظرة في مجلس النواب بين المعارضة وداعمي ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور من جهة، والثنائي الشيعي وداعمي ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية من جهة أخرى.
لم تُحسم الأرقام بعد في ظلّ تردّد عدد من النواب وعدم حسمهم خياراتهم، وتكتّم عدد آخر، لكن من المرجّح أن يحصل فرنجية على نحو 45 صوتاً، مقابل نحو 60 صوتاً تقريباً لأزعور.
في هذا السياق، استضافت "النهار" أمس عدداً من النواب والشخصيات السياسية للوقوف عند آرائهم بالنسبة لجلسة اليوم.
حوّاط: أزعور ينطلق من نحو 60 صوتاً
كشف عضو تكتّل "الجمهورية القوية" النائب زياد حوّاط أن أزعور "ينطلق من نحو 60 صوتاً، والعمل جارٍ لتأمين المزيد".
ودعا جميع النواب "الذين يتمتّعون بالحسّ الوطني" النزول يوم الأربعاء إلى مجلس النوّاب "لممارسة الدور المنوط بهم ووضع أصواتهم في المكان الذي يرونه مناسباً".
ولفت إلى أن "هذه المرة الأولى التي نرى فيها انتخابات واضحة بمرشحَين وبرنامجَين واضحين فوق الطاولة، وهي معركة حول مشروعين".
وأضاف: "نحن نؤمّن الضغط اللازم لحشد الأصوات المطلوبة لفوز مرشّحنا، والعمليّة نفسها يقوم بها "حزب الله" وشركاؤه لحصد 65 صوتاً، وهذه قمّة الديموقراطيّة، علماً أنّ رشحنا على قائمة بكركي".
ثم اعتبر أن "خطاب الوزير سليمان فرنجيّة يوم الأحد لم يكن مشجّعاً، وليس بحجم المرحلة التي يمرّ بها لبنان، إذ انّ لبنان بحاجة إلى خطّة واضحة وطنيّة سياديّة إنقاذيّة لا مقاربات بسيطة لبعض المقومات والمكونات في البلد".
وختم: "الثنائي الشيعي عطّل 11 جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، وخسر لبنان بسبب هذا التعطيل مليارات الدولارات، وتمّ عزل لبنان عن محيطه العربي والدولي".
عريجي لـ"النهار": لا ضرر
قال الوزير السابق روني عريجي أن "الفريق الآخر يحاول رفع رقم التصويت الذي سيناله للتسجيل أنه حصل على رقم أعلى، ولسوء الحظ قد لا يكون هناك رئيس جمهورية الأربعاء، فهناك تكتيك انتخابي وفي الدورة الأولى كثير من النواب لا يعلنون عن مواقفهم".
وأكدّ "ألا ضرر على مرشحنا في حال نال المرشح الآخر عدداً أكبر من الأصوات".
وأشار عريجي في حديث ضمن برنامج #فكرة_حرة إلى أنه ليس وارداً بالنسبة إلى الوزير السابق سليمان فرنجية الانسحاب من المعركة بأي شكل، لاسيما أن ترشحيه ليس المشكلة.
وأبدى اعتقاده أن فرنسا لم تغيّر مقاربتها للملف الرئاسي في لبنان، في حين تلتزم السعودية الحياد الإيجابي، كما يبدو.
الصادق: 8 نواب تغييريين مع أزعور
النائب وضاح الصادق لفت في حديث لـ"النهار" إلى أن فرنجية يجمع ما بين 43 و45 صوتاً، ويعمل داعموه من خلال الترغيب على رفع العدد إلى 50 صوتاً، في حين يجمع أزعور ما بين 55 و60 صوتاً علناً، بانتظار ما ستفزره جلسة الانتخاب.
وتوقّع تصويت 8 نواب تغييريين لأزعور.
وتطرّق أيضاً إلى خيار عدد من النواب السنّة الاقتراع بشعار، وقال: "#الاعتدال الوطني "ما بدّو يزعّل" فرنجية والثنائي الشيعي".
كما تحدّث عن أجواء التخوين السائدة في البلاد، ولفت إلى أن "#حزب الله" وقّع "اتفاقَ شبه سلام مع إسرائيل وصهيننا".
صليبا: أزعور ليس مصبوغاً بلون واحد
في السياق، أعلنت النائبة نجاة صليبا تأييدها لأزعور، وقالت لـ"النهار": "تناقشت مع أزعور لمدة خمس ساعات في جلسات متتالية لم يتردّد أبداً في حضور أيّ منها".
أضافت: "نحن نريد دولة قانون، استقلاليّة قضاء وعدالة كي يستطيع الإنسان أن يعيش بكرامته".
وأكّدت صليبا أنّ "أزعور كان في حكومة فؤاد السنيورة وعمل كمستشار لعدد من الوزراء، لكنه يتلاقى مع أفرقاء عدّة وليس مصبوغاً بلون واحد".
أضافت: "اليوم ثمّة خياران وهما أزعور وفرنجيّة وإلّا المضيّ بالفراغ والفراغ قاتل".
وفي رسالة للبنانيين قالت: "تحلّوا بالصّبر لأن طريقة معالجة الأمور ليست دستوريّة ونحن من يريد أن يطبّق الدستور ونجمع النوّاب ونفتح الجلسات المتتالية لانتخاب الرئيس تحت قبّة هذا البرلمان".
معلوف: أزعور ليس مسؤولاً عن الارتكابات كما يصوّر
من جانبه، علّق النائب السابق إدي معلوف على جلسة الأربعاء واختلاف الرأي داخل "التيار"، ولفت إلى أنّه "لا يمكن الجزم أنّ هناك خمسة من التكتل لن يصوّتوا للوزير السابق جهاد أزعور، ويجب الانتظار".
وفي حديث لـ"النهار"، لفت معلوف إلى أن "فحوى "الإبراء المستحيل" تحوّل إلى المسار القضائي، ونحن بانتظار الأحكام".
واعتبر معلوف أن "أزعور ليس مسؤولاً عن الارتكابات كما يصوّر، إذ هناك حكومات ومسؤولون أعلى من كل الأطراف السياسية".
مراد: 12 نائباً سنياً سيقترعون لفرنجية
في السياق، اعلن النائب حسن مراد أن تكتل "التوافق الوطني" سيقترع لفرنجية، وشدّد على وجوب "التوجّه إلى الحوار في حال فشل انتخاب رئيسٍ للجمهورية الأربعاء".
كما كشف أن فرنجية تواصل مع التكتّل وتمنّى عليه التصويت لصالحه.
وعن دور سوريا في الانتخابات الرئاسية، قال مراد: "من المفترض أن تكون العلاقات مع سوريا جيّدة، وهي لا تتعاطى بالملف اللبناني ولا اعتقد أنها تُريد أن تتدخّل في الملف".
وعن توجّهات النواب السنّة، لفت مراد إلى أن "نحو 12 نائباً تقريباً سيقترعون لصالح فرنجية، و6 إلى 8 سيقترعون بأوراق بيضاء، والآخرون سيصوّتون لأسماء متعددة بينها أزعور".