الجمعة - 20 أيلول 2024
close menu

إعلان

خيبة بيروت في بروكسيل وشرف الدين لـ"النهار": استراتيجية جديدة لتنظيم عودة النازحين بالتفاهم مع دمشق

المصدر: "النهار"
عباس صباغ
عباس صباغ
أطفال في مخيمات النزوح السوري (أ ف ب).
أطفال في مخيمات النزوح السوري (أ ف ب).
A+ A-
بات الرفض الاوروبي ومعه الغربي لاعادة النازحين السوريين الى بلادهم واضحاً وعبر عنه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزف بوريل. ما المتاح امام لبنان بعد لصدمة في مؤتمر بروكسيل وماذا يقترح الوزير عصام شرف الدين؟

قبل نحو 6 اشهر سألت "النهار" مرجعاً معنياً بملف النازحين السوريين عن امكانية عودتهم القريبة الى المناطق الامنة ، فأجاب من دون مواربة ان " الامر مزحة ولا عودة للنازحين ما لم يتغير الموقف الغربي"، ثم عاد وقال صراحة ان "المجتمع الدولي لا يريد اعادة النازحين السوريين الى ديارهم ولذلك كان افشال الخطة الروسية عام 2018 لاعادة النازحين".

في 26 نيسان الفائت امهلت اللجنة الوزارية لمتابعة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، المفوضية العليا لشؤون النازحين اسبوعاً لتزويد وزارة الداخلية بـ"داتا" النازحين على أن تسقط صفة النازح عن كل شخص يغادر الأراضي اللبنانية.

مر الاسبوع والشهر والشهران واكثر ولا استجابة اممية لطلب رسمي لبناني، علماً ان بيروت على دراية ان المفوضية غير متحمسة حتى للعودة الطوعية الامنة للنازحين ولم تكن تنظر بعين الارتياح لرحلات العودة الطوعية التي كان ينظمها الامن العام ، وحكماً فإنها لن تغير في نظرتها الى ذلك مستقبلاً .

اما ورقة النازحين التي اقرتها الحكومة فلا يبدو انها ستجد طريقها للتنفيذ ولا سيما بعد رفع المتاريس الاوروبية في وجهها خلال مؤتمر بروكسيل ما يعيد الكرة الى الملعب اللبناني واللجوء الى خيارات اخرى بغض النظر عن الموقف الخارجي.

فوزير شؤون المهجرين في حكومة تصريف الاعمال عصام شرف الدين يؤكد لـ"النهار" ان " الحل يكمن بالعودة الى الخطة التي وضعتها الوزارة بتكليف من مجلس الوزراء في ربيع العام الفائت ، وان الخطة تضمن اعادة 180 الف نازح كدفعة اولى وان يصار الى تقسيم الدفعات اللاحقة بمعدل 15 الف شهرياً وذلك الى المناطق الامنة والى اماكن الايواء المجهزة بشكل يضمن الاقامة اللائقة والكريمة للعائدين فضلاً عن توفير الخدمات الاساسية من طبابة وتعليم واستشفاء وتنقلات شبه مجانية".

اما عن الضمانات الامنية فيؤكد شرف الدين ان دمشق اصدرت مراسيم العفو اللازمة وبالتالي ليس هناك من أي خطر على العائدين ، ويذكر بكلام وزير الادارة المحلية والبيئة السوري المهندس حسن مخلوف الذي اكد خلال اللقاء في آب الفائت ان"هناك توافقا في الرؤية بين الجانبين السوري واللبناني لجهة عودة جميع اللاجئين وليس فقط 15 ألف نازح شهريا كما ورد في الخطة التي قدمها الجانب اللبناني"، لافتا إلى أن "مراسيم العفو التي صدرت شملت جميع السوريين إضافة إلى تسهيل وتبسيط الإجراءات في المناطق الحدودية وتأمين الخدمات (...)".

ويتضح من كلام شرف الدين ومخلوف ان دمشق على استعداد لاستقبال العائدين وان الامر سيعاد التأكيد عليه خلال اللقاء المرتقب بين اللجنة الوزارية اللبنانية والجانب السوري في الفترة المقبلة ولا سيما ان الرهان على المجتمع الدولي لاعادة النازحين ليس في مكانه طالما ان الاوروبيين ومعهم الولايات المتحدة الاميركية لا يزالون على مواقفهم من دمشق على الرغم من المتغيرات الاقليمية والعربية وعودة سوريا الى جامعة الدول العربية.

وفي سياق متصل لم تكن قمة جدة الاخيرة بعيدة عن قضية النازحين حين اكدت ضرورة عودة النازحين وجاء في البند الخاص بذلك ما حرفيته " (...) الترحيب بالمواقف العربية المنسجمة مع موقف لبنان الذي يدعو الى تكثيف وتسريع جهود إعادة النازحين السوريين الى بلادهم بعد أن باتت الظروف أكثر ملاءمة لعودة آمنة وكريمة في ظل تشديد لبنان على أن يكون وجودهم مؤقتاً ورفضه لأي شكل من أشكال اندماجهم أو إدماجهم في لبنان، لما في الأمر من تهديد كياني ووجودي. كما يطالب لبنان المجتمع الدولي، والأشقاء العرب، ببلورة خارطة طريق واضحة وملموسة لعودة جميع النازحين السوريين الى بلادهم."

وانطلاقاً من ذلك القرار يؤكد شرف الدين ان العرب يدعمون عودة النازحين فضلاً عن البيان الذي صدر عن اللقاء الخماسي في عمان الشهر الفائت.

ويكشف وزير المهجرين انه خلال زيارته المرتقبة الى دمشق الاسبوع المقبل سيصار الى اضافة 3 بنود على الورقة الخاصة بالنازحين وان الزيارة ستكون ايضاً تمهيد لزيارة اللجنة الوزارية اللبنانية وبعدها ستكون هناك استراتيجية للعودة المدروسة.


[email protected]



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم