النهار

لقاء لافت... هل يعمل وليد جنبلاط على إعادة العلاقة مع الأسد؟
جاد ح. فياض
المصدر: "النهار"
لقاء لافت... هل يعمل وليد جنبلاط على إعادة العلاقة مع الأسد؟
وليد جنبلاط ونجله تيمور. (أرشيفية- "النهار").
A+   A-
انشغلت الأوساط الإعلامية والسياسية في الأيام القليلة الماضية بتصريحات أطلقها رياض رعد، وهو ناشط سياسي لبناني عُرف في وقت سابق بعلاقته بوليد جنبلاط، وصلاته بالنظام السوري القديمة والمستمرّة حتى اليوم. رعد كشف عن لقاء جرى بينه وبين جنبلاط لأوّل مرّة بعد قطيعة استمرّت لعقد من الزمن، وأكّد أنه لم يتعدَّ حدود السؤال عن الأحوال الشخصية.

انسكب الحبر وكُتبت المقالات وأُطلقت التحليلات التي تحدّثت عن احتمال وجود نوايا سياسية خلف الاتصال بين الطرفين، هدفها سعي جنبلاط إلى إعادة العلاقة مع النظام السوري، على اعتبار أن رعد مقرّب من دمشق وبشار الأسد، وسبق له أن نسّق علاقة جنبلاط بسوريا في فترة الحرب الأهلية، وبالتالي فإن التواصل بعد الغياب قد يحمل أبعاداً مبيّتة.

إلّا أن ما كُتب كان عبارة عن تحليلات محض وليس معلومات موثوقة، إذ لم يكشف أي من مصادر "الحزب التقدمي الاشتراكي"، علناً أو مواربةً، أي معلومات في سياق نيّة المختارة إعادة العلاقة مع دمشق. وكان جنبلاط أدلى بتصريحات قبل فترة قصيرة نفى فيها نيته التواصل مع الأسد نسبةً لأسبابه المبدئية، وقال إن تيمور جنبلاط لا يحتاج لزيارة دمشق أيضاً.
 
معلومات "النهار" تؤكّد عدم صحّة كل الأخبار التي جرى تناقلها عن احتمال وجود نوايا لدى جنبلاط لفتح صفحة جديدة مع النظام السوري. وتُشدّد على أن هذا الموضوع لم يُطرح لا من قريب ولا من بعيد خلال لقائه مع رعد، بل تمحور الحديث حول الأمور الشخصية والعموميات.

القيادي توفيق سلطان، المعروف بعلاقته الوثيقة والمستمرّة بجنبلاط ينفي نفياً قاطعاً وجود مشروع في الوقت الحالي لإعادة العلاقة بين الطرفين، ويؤكّد أن ما تم تداوله "غير صحيح إطلاقاً، فتواصلي دائم مع جنبلاط، والأخير لم يُبلغني بأي معلومات من هذا النوع، ولا بعلاقة لقائه مع رعد بما يُشاع في الإعلام".

وفي حديث لـ"النهار"، يكشف سلطان أن "التواصل الذي حصل بين جنبلاط ورعد توقّف عند السؤال عن الأحوال الشخصية، والحديث عن التاريخ، ولم تُفتح سيرة إعادة العلاقة بين المختارة ودمشق، ثم إن اللقاء لا يعكس بأي شكل من الأشكال ما كُتب، لكن ثمّة من له مصلحة في إشاعة جو عن عودة سوريا إلى لبنان بعد عودتها إلى جامعة الدول العربية".

وإذ يؤكّد سلطان وجوب أن تكون العلاقة بين سوريا ولبنان "جيّدة" انطلاقاً من المصالح المشتركة والجغرافيا المتشابكة، ويعتبر أن جنبلاط "براغماتي عملي" لا تغفله التبدّلات الإقليمية، يُشدّد على أن ثمة خلافات كثيرة بين جنبلاط والأسد على جملة من القضايا. وعندما تصطلح الأمور ويرى جنبلاط ضرورة عودة العلاقة، فإنّ "الأزمان قد تغيّر الأحكام".

لكن سلطان يعود ويشدّد على أن "الحال بين جنبلاط والنظام السوري لا يُمكن أن تُصلح قبل معالجة القضايا الخلافية، منها ما هو مرتبط بموقفه المبدئي تجاه الشعب السوري الذي يعيش داخل سوريا، ومنها ما هو مرتبط أيضاً بقضية النازحين السوريين في الشتات ولبنان، وبالتالي فإن لا عودة للعلاقة قبل حلحلة هذه الأمور".

أما وعن مدى قدرة رعد على إعادة العلاقة بين جنبلاط والأسد، يجهل سلطان موقع رعد في المعادلة السورية، لكنّه يُشير إلى أن لسوريا حزباً في لبنان، وهو حزب "البعث"، وحلفاء أيضاً، وعلى رأسهم "حزب الله".

ويتطرّق سلطان إلى ما تحدّث عنه رعد لجهة اغتيال كمال جنبلاط وتبرئة النظام السوري وحافظ الأسد من الجريمة، ويعتبر سلطان أن "ظروف ما حصل في ذلك الحين معروفة من قبل الجميع، ولا حاجة لأن يُفتح هذا الملف، لكن من يفكّر في هذه الطريقة يقتل كمال جنبلاط مرّتين، ثم إن استحضار هذه القضية بهذا الشكل في هذا الوقت مستغرب جداً".
 
في المحصّلة، فإن لا جديد يُذكر بالنسبة لعلاقة جنبلاط بسوريا، والموقف المبدئي من ممارسات نظام الأسد ضد الشعب السوري على حاله، لكن ثمّة من يُحاول في الداخل اللبناني إعادة سوريا إلى الزواريب السياسية والترويج لأخبار تخدم دعايته السياسية الهادفة إلى تعويم النظام.
 

اقرأ في النهار Premium