استمرت الاتصالات والمساعي السياسية والجهود الميدانية جنباً الى جنب، من أجل تثبيت وقف النار الهش في مخيم عين الحلوة، ووضع حد للإشتباكات التي اندلعت مساء السبت الماضي، وخلفت قرابة 15 قتيلاً بينهم قائد "الأمن الوطني" في منطقة صيدا اللواء "أبو أشرف" العرموشي، وعشرات الجرحى وخسائر فادحة في المنازل والممتلكات.
ميقاتي
رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي واكب تطورات الوضع في المخيم عبر اتصالات شملت الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وعضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد وسفير فلسطين اشرف دبور.
وتلقى اتصالا من رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية.
وجدد مطالبة القيادات الفلسطينية بـ"وقف الاقتتال الذي يشكل انتهاكا صارخا للسيادة اللبنانية، وخصوصا أن اللبنانيين الذين ناصروا على الدوام القضية الفلسطينية، هالهم هذا الاقتتال الذي يدور على ارضهم والذي دفعوا في السابق اثمانا غالية بسببه".
وشدد على أن "من غير المسموح ولا المقبول ان تعتبر التنظيمات الفلسطينية الارض اللبنانية سائبة، فتلجأ الى هذا الاقتتال الدموي وتروّع اللبنانيين ولا سيما منهم ابناء الجنوب الذين يحتضنون الفلسطينيين منذ اعوام طويلة".
وأكد "ان الجيش، كما سائر الامنية اللبنانية، سيقوم بالدور المطلوب في سبيل ضبط الامن ووقف الاقتتال".
اليوم السادس
ميدانياً، أفاد مراسل "النهار" من صيدا أن وقف النار صمد أمس في أعقاب ليلة دامية من الاشتباكات العنيفة في عين الحلوة، حيث انجلى دخان الاقتتال عن لوحات سود رسمتها مشاهد الدمار والخراب والحرائق.
وكانت الاشتباكات اندلعت بعنف قرابة العاشرة والنصف ليل الأربعاء واستمرت لغاية الرابعة فجرا، عندما نجحت الاتصالات الحثيثة واللقاءات بين القوى الفلسطينية في لجم التدهور والزام المسلحين وقف النار. وفي مبادرة لنزع فتيل التوتر، اعلنت "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" اثر اجتماعها عن تشكيل لجنة التحقيق الخاصة في جريمة اغتيال قائد "الأمن الوطني" الفلسطيني اللواء محمد العرموشي "أبو أشرف" وأربعة من مرافقيه، اضافة إلى جريمة اغتيال عبدالرحمن فرهود الذي قتل عشية اغتيال العرموشي.
وانتدبت حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية اللواء معين كعوش رئيسا للجنة يعاونه قائد "القوة المشتركة" اللواء محمود العجوري، فيما انتدب "تحالف القوى" الفلسطينية "ابوحسن" كردية، والقوى الاسلامية نصر المقدح، على ان تباشر عملها فورا بعد ان تجتمع وتضع خطة لتحركها وعملها.
كذلك عقدت "هيئة العمل" اجتماعا طارئا في مقر اتحادات النقابات الفلسطينية في صيدا لمتابعة تطبيق الاتفاق ومنع الخروق، ومناقشة الخطوات التالية لجهة بدء لجنة التحقيق عملها وتأمين عودة النازحين الى المخيم خطوة أولى على طريق تطبيع الوضع.
واستهله امين سر "فتح" وفصائل المنظمة فتحي ابو العردات بالإشارة الى "الاشاعات والافتراءات الخبيثه والتضليل الاعلامي الذي هدف الى ضرب الفصائل بعضها ببعض، واستهداف الاتفاق والنيل منه"، نافيا "اي مشكلة مع عصبة الانصار التي هي جزء منا".
ليلة ساحنة
يذكر أن الاشتباكات العنيفة التي تجددت فجأة ليل الاربعاء، استخدمت فيها مختلف انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية ومدفعية الهاون 60 ملم، وتركزت على محور حي البركسات معقل "فتح" و"مخيم الطوارئ" معقل المتشددين و"عصبة الانصار" الاسلامية، وترافقت مع محاولات اقتحام. وتبادل الطرفان الاتهامات لجهة الباديء بالهجمات، واتهم المسؤول عن "الامن الوطني" الفلسطيني في مخيمات لبنان اللواء "ابو عرب " عناصر من "جند الشام" بـ"محاولة التقدم في اتجاه مواقعنا وتصدينا لهم بقوة". غير ان الناطق الرسمي باسم "عصبة الانصار" الشيخ "ابو شريف" عقل اتهم الحركة بشن هجوم من حي البركسات على "مخيم الطوارئ"، مشيراً الى "أن عناصر متفلتة من "فتح" في البركسات لا تريد الهدوء لمخيم عين الحلوة، ومصرة على زج عصبة الانصار في اتون هذه المعركة التي ليس فيها خاسر الا أهلنا وشعبنا".
وأضاف: "ابو عرب يقول هم هجموا علينا، عليه ان يحترم عقول الناس هم يعتدون علينا وعلى الجميع ان يفهموا ذلك، وهم يصرون على زج عصبة الانصار في هذه المعركة، وهذا الامر لا نزال نرفضه رفضا قاطعا حتى هذه اللحظة".