ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي ينقذ فيها الاغتراب الداخل اللبنانيّ، ويمدّه بعناصر الصمود بطرق مباشرة وغير مباشرة.
واليوم، وعلى الرغم من الخطر الأمني الذي يحيط بلبنان انطلاقاً من جبهة الجنوب المشتعلة والتي تزداد حماوة يوماً بعد يوم، يبدو الاكتظاظ واضحاً في مطار رفيق الحريري الدولي الذي يصل عدد الوافدين إليه من مختلف دول الاغتراب إلى ما يقارب الـ 15 ألفاً.
في هذا السياق، أكّد المدير العام للطيران المدنيّ المهندس فادي الحسن لـ"النهار" أنّه إذا قمنا بمقارنة عدد الوافدين إلى لبنان عبر مطار رفيق الحريري الدولي خلال شهر تشرين الثاني الفائت، بشهر تشرين الثاني من العام الفائت أي عام 2022، نجد أنّ نسبة الوافدين تدنّت بما لا يقلّ عن 25 في المئة.
أمّا مع بداية الشهر الحالي، سجّل عدد القادمين إلى لبنان عبر المطار خلال الأيام العشرة الأولى بمعدّل وسطيّ من 6 إلى 7 آلاف وافد في اليوم الواحد.
ومع بداية الأسبوع الفائت، بدأ معدل الوافدين اليوميّ يرتفع إلى 10 آلاف.
ويوم أمس الخميس 21 كانون الأوّل 2023، وصل إلى لبنان عبر المطار 13400 وافد، وهذا الرقم يعني أنّنا عدنا إلى تسجيل الأرقام عينها التي سجّلناها في السنة الماضية في توقيت مشابه لتوقيت اليوم.
ففي العام الماضي وفي نهاية شهر كانون الأوّل 2022، وصل عدد الوافدين إلى نحو 300000 وافد، ونتوقّع أن نسجّل الأرقام نفسها هذه السنة".
وتوقّع الحسن أن يصل عدد الوافدين بين اليوم وغد إلى 15 ألفاً، معتبراً انّه "وفقاً لما هو متوقع أقدم المغترب اللبناني على إنقاذ موسم الأعياد اللبناني، إذ أنّه وككلّ سنة عاد إلى لبنان للوقوف إلى جانب بلده وتمضية الأعياد بين أهله وأصدقائه، وفي هذا الإطار نتمنّى أيضاً أن يعود الأجانب إلى لبنان من مختلف الدول، إذ إنّ حضورهم يساهم في تحسين واقع قطاع الفنادق".
وأشار الحسن إلى أنّ "مطار رفيق الحريري في جهوزية دائمة لاستقبال كل الوافدين، فالمطار سبق واستقبل أعداداً أكبر بكثير قبل بداية الأزمة الاقتصادية وقبل تفشّي وباء كورونا، وذلك بفضل التعاون بين مختلف الأجهزة المدنية والعسكرية، بالإضافة إلى شركات الطيران ومختلف المستثمرين في المطار".
واعتبر أنّ "التعاون بين كافة الأجهزة العاملة في المطار، يساعد في خلق جوّ ملائم ومناسب لاستقبال كلّ الوافدين، بالإضافة طبعاً إلى الإجراءات التي تمّ اتّخاذها لدعم المطار من قبل وزير الأشغال العامّة في حكومة تصريف الأعمال علي حميّة. كما أنّ المطالب التي رفعت إلى الحكومة وصدّق عليها منذ حوالى الشهرين، والتي من المتوقّع أن تتحقّق مع بداية العام الجديد من شأنها أن ترفع مستوى المطار".
وفي سياق منفصل، وفي ما يتعلّق بانقطاع التيار الكهربائي عن المطار، أكّد الحسن أن "لا انقطاعاً كلياً للكهرباء عن المطار، بل هناك تحويل للكهرباء يتمّ في خلال ثوان، وغالباً ما يقوم الناس بالتقاط صور خلال هذه الثواني، وهذا ما يضرّ مع الأسف بسمعة المطار".
وفي ما يخصّ فيضان المياه الذي عانى منه المطار قبل فترة وجيزة، أشار إلى أنّ "الظاهرة التي شهدناها في تاريخ 12 كانون الأوّل الجاري، والمتمثلة في تساقط الأمطار حصراً فوق حرم المطار غريبة، ودفعت الناس إلى عدم تصديق أنّ كمية الأمطار التي سقطت على المطار في ذلك الوقت غير اعتيادية.
والكمية هي 45 ملم خلال نصف ساعة، وعادة ما نشهد هذه الكمية من المتساقطات على مدار 10 أيام.
وبالتالي، أمام هذا الواقع، دخلت المياه إلى المبنى، ولم تتمكّن المصافي من تصريفها.
ونحن بدورنا كجهة مسؤولة قمنا بإرسال كتاب للاستشاريّ المسؤول عن أعمال الصيانة في المطار، وطلبنا منه تقديم تقرير كامل وشامل، كما طلبنا منه اقتراح حلول قريبة وبعيدة المدى تتلاءم مع ظاهرة التطرّف المناخي المستجدّة".
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.