جدّد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله التأكيد أن الردّ آتٍ حتماً على عملية الاغتيال التي استهدفت القيادي في حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية.
ورأى أن "تنفيذ العملية على الأرض اللبنانية لا يمكن التسليم به وهذا خرق كبير وخطير، قطعاً لن يكون بلا ردّ وبلا عقاب".
أضاف: "القرار في يد الميدان، والميدان الذي سيردّ، والرد آتٍ حتماً، ولا نستطيع أن نسكت عن خرق بهذا المستوى من الخطورة لأن كل لبنان سيصبح مكشوفاً وكل الشخصيات ستصبح مكشوفة. حجم المخاطر التي ستترتب على هذا الخرق أكبر بكثير من المخاطر التي ستنتج عن الرد على هذا العدوان. والرد سيكون من الميدان".
نصرالله، خلال الحفل التأبيني للحاج محمد ياغي، قال: "منذ 8 تشرين الأول دخلنا في قتال مع إسرائيل في جبهة الجنوب، على امتداد أكثر من 100 كلم. خلال هذه المرحلة استُهدفت كل المواقع الحدودية وعدد كبير من المواقع الخلفية وعدد من المستعمرات الإسرائيلية رداً على استهداف المدنيين. نفذت المقاومة ما يقارب 670 عملية على مدى 3 أشهر. المواقع الحدودية التي استُهدفت بلغ عددها 48 موقعاً، وبالتالي لم يبق موقع من الناقورة حتى مزارع شبعا لم يُستهدف. واستُهدف 11 موقعاً من المواقع الخلفية. كما استُهدفت 50 نقطة حدودية لجأ إليها جنود إسرائيليون".
وأشار نصرالله إلى أن المواقع الحدودية كلها استُهدفت في المرحلة الأولى لأن الجيش كان لا يزال موجوداً في هذه المواقع. واستُهدفت التجهيزات الفنية والاستخباراتية التي تقدّر قيمتها بمئات ملايين الدولارات، وهي على درجة عالية من التكنولوجيا ولها سيطرة تجسّسية على جزء كبير من لبنان، فضلاً عن قتل وجرح العديد من جنود وضبّاط الجيش الإسرائيلي.
وأعلن أن الجيش الإسرائيلي يتكتم على خسائره، كجزء من الحرب النفسية، موضحاً أن عدد الجنود الذين أصيبوا بإعاقات يصل الى 12 ألف جندي منذ بداية 7 تشرين. والإحصاء يشير الى وجود ألفي إصابة على جبهة الشمال، وعدد كبير منهم أوضاعهم سيّئة وميؤوس منها.
نصرالله تناول إيجابية الجبهة الجنوبية، فقال: "من نتائج الجبهة الجنوبية، المهجرون من المستوطنات الإسرائيلية الذين يشكلون عامل ضغط على الحكومة الاسرائيلية. وهذا التشريد سوف يشكل ضغطاً نفسياً واقتصادياً وأمنياً على الحكومة الإسرائيلية".
وأوضح أن الهدف من الجبهة الجنوبية أمران، الأول، الضغط على حكومة العدو واستنزافه من أجل وقف العدوان على غزة. والثاني تخفيف الضغط عن قطاع غزة في الوضع الميداني القتالي. وأكد أن هذا الأمر كان مفيداً، والدليل تصريحات المسؤولين الإسرائيليين عن التعب والإرهاق الذي يصيب الجنود الإسرائيليين في القطاع، فلو لم يكن هناك نحو 120 ألف جندي إسرائيلي على الحدود الشمالية لكانوا أسهموا في إراحة من هم في القطاع.
واعتبر أن الحل أن يتوجّه مستوطنو الشمال والمهجرون منهم إلى حكومتهم لمطالبتها بوقف العدوان على غزة، وأيّ خيار آخر لن يجلب الى مستوطني الشمال إلا المزيد من الأثمان الباهظة.
وقال إنّ "نيّة الإسرائيلي بعد هزيمة غزة هي هزيمة جبهة جنوبي الليطاني، معركتنا هي معركة لبنان وغزة".
واعتبر نصرالله أن من النتائج المهمة للمعركة على الحدود الجنوبية تثبيت موازين الردع، وهذا يفتح أمام لبنان فرصة جديدة في أن يتمكن بعد طيّ هذه المرحلة ووقف العدوان على غزة، من تحرير بقيّة أرضه، بدءاً من نقطة B1، الى الغجر وشبعا وتلال كفرشوبا. أضاف: "نحن أمام فرصة تاريخية للتحرير الكامل لكلّ شبر من أرض لبنان، ولتثبيت معادلة تمنع العدو من خرق سيادة بحرنا وأرضنا، وهذه الفرصة فتحتها معركة الجنوب، وهذه من بركات التضامن مع غزة".
لكنه شدد على أن أي حوار في هذا السياق لن يوصل إلى نتيجة إلا بعد وقف العدوان على غزة.