غادر رئيس الجمهورية ميشال عون قصر بعبدا، للمرة الأخيرة رئيساً، وسط مراسم رسمية وشعبية حاشدة لمناصري "التيار الوطني الحرّ" الذين باتوا ليلتهم في محيط القصر وحضروا منذ ساعات الصباح الأولى من مناطق عديدة.
في المراسم الرسمية، خرج الرئيس عون من مكتبه بين صفين من الرماحة ثم صافح كبار الموظفين والمستشارين، واستعرض كتيبة من لواء الحرس الجمهوري.
وحيّا عون العلم اللبناني على وَقع عزف موسيقى الجيش لحن التعظيم والنشيد الوطني، قبل توجّهه إلى الجمهور.
أمام الحشود الشعبية، أعلن رئيس الجمهورية ميشال عون توقيع مرسوم قبول استقالة الحكومة صباح اليوم "وفق صلاحيتي".
وتوجّه عون إلى الحشود المتجمهرة أمام قصر بعبدا بالقول: "اليوم يوم لقاء كبير وعُدنا من الحجر إلى البشر، واليوم نهاية مرحلة والمرحلة الثانية للنضال".
وقال عون في كلمته الأخيرة كرئيس للجمهورية: "البلد مسروق بخزانته ومصرفه المركزي ومن جيبوكم، وهذا العمل يتطلّب جهوداً لاقتلاع الفساد من جذوره"، مؤكداً أنّ "القضاء لم يعد يحصّل حقوق الناس والجميع خائف من عصا ولم نستطع إيصال حاكم المصرف المركزي إلى المحكمة"، وسأل: "من يحميه، ومن شريكه؟".
كما أكد عون أنّه "بقي الأبرياء في ملفّ المرفأ بالسجون وهذه مسألة خطيرة، فأيّ دولة تقوم على عمودَي الأمن والقضاء"، وقال: "لن نهدأ قبل انتشال الوطن من الحفرة العميقة التي وضعوه فيها".
وتابع خطابه قائلاً: "نعلم أنّه لا يمكن للبنان أن يقوم من أزمته إلّا من خلال استخراج النفط والغاز، ويحاربوننا لأنّ هناك تحقيقاً يوصلهم إلى المحاكم".
وختم: "سنرى إذا كان سيتم تعيين رئيس للصندوق السيادي لأنّه سيحفظ أموال النفط والغاز وهذا التدبير الوحيد الذي سيحافظ على أموال الشعب".
وعند انتهاء خطابه، سلّم عون شعلة "التيار الوطني الحرّ" إلى قطاع الشباب في "التيار"، وغادر بعدها قصر بعبدا للمرة الأخيرة رئيساً متّجهاً إلى مقرّه في الرابية.
الصور بعدسات الزملاء نبيل اسماعيل، مارك فياض، حسام شبارو، حسن عسل.