النهار

تصعيد نوعي يقوّض مساعي التهدئة: إسرائيل تقصف بعلبك للمرّة الثانية خلال ساعات... و"حزب الله" يطلق صواريخ على مواقع عسكرية
المصدر: "النهار"
تصعيد نوعي يقوّض مساعي التهدئة: إسرائيل تقصف بعلبك للمرّة الثانية خلال ساعات... و"حزب الله" يطلق صواريخ على مواقع عسكرية
الدمار الذي خلفته الغارة الإسرائيلية في بلدة الأنصار في بعلبك
A+   A-
تصعيد خطير شهدته الجبهة بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي صباح اليوم، مع قصف إسرائيل مدينة بعلبك للمرّة الثانية في أقل من 12 ساعة، في إشارة إلى أن تل أبيب ليست بوارد التهدئة، وهي مستمرّة في استهداف قيادات الحزب ومواقعه العسكرية، في حين يترقّب اللبنانيون ردّ "حزب الله" على هذا التصعيد النوعي.
 
واقع القصف الإسرائيلي لبعلبك، واستهدافات "حزب الله" لمواقع إسرائيلية حسّاسة، كالجولان، ينسف مبدئيّاً محاولات التهدئة التي يقودها المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، ويعرقل جهود الموفد الأميركي آموس هوكشتاين للوصول إلى وقف إطلاق نار، في الوقت الذي يتماشى مع التصريحات الإسرائيلية التي يُطلقها مسؤولون رفيعو المستوى، بينهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، حول إبعاد "حزب الله" عن الحدود إمّا ديبلوماسيّاً وإمّا عسكرياً.
 
وفي تصريح له، أكد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان أنّه "نريد أن نرى نهاية للهجمات عبر الحدود بين "حزب الله" وإسرائيل".
 
ومساء اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه "قصفنا بنية تحتية عسكرية لـحزب الله على الجبهة السورية"، محمّلاً "النظام السوري المسؤولية".

من جهته، نعى "حزب الله" اثنَين من عناصره إثر الغارات الإسرائيلية على منطقة بعلبك اليوم، هما: محمد علي جمال يعقوب "ياسر زغيب" مواليد عام 1988 من مدينة بعلبك، سادق حسين جعفر "كفاح" مواليد عام 1970 من بلدة جرماش في البقاع.
 
 
 
 
في المستجدات الميدانية خلال النهار، أعلن الدفاع المدني مقتل شخصين وإصابة 10 أشخاص إثر تعرّض بلدتي السفري والنبي شيت في قضاء بعلبك لغارتين إسرائيليتين، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي قصف مركزين للقيادة العسكرية لحزب الله في منطقة بعلبك، استخدمهما الحزب لتخزين وتطوير أسلحة.
 
ووفقاً للمعلومات، استهدفت الغارة على بلدة السفري أحد المنازل بالقرب من شركة الموسوي.
 
 
 
مشاهد من بلدة السفري بعد تعرّصها لغارة إسرائيلية
 
 
 
وصباحاً، لم يستمر الهدوء الحذر طويلاً على جبهة جنوب لبنان، ففي تطور لافت، أفيد عن إطلاق أكثر من 30 صاروخاً من الجنوب باتجاه مواقع إسرائيلية في إصبع الجليل والجولان المحتلّ.
 
وأشارت "الوكالة الوطنية للإعلام" إلى أنّه "تمّ اطلاق رشقة صاروخية باتجاه مواقع إسرائيلية في تلال كفرشوبا والسمّاقة وزبدين".
 
ويأتي إطلاق الصواريخ من لبنان بعد ليل عاصف عاشته مناطق البقاع، إذ للمرّة الثانية على التوالي طالتها الغارات الإسرائيلية. وفي هذا السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي استهدافه لمجمعين تابعين للقوّة الجويّة لـ"حزب الله"، مشيراً إلى أنّ "الغارات على البقاع تأتي ردّاً على استهداف حزب الله لمنطقة الجولان".
 
بيانات الحزب
 
وقال "حزب الله": "رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على أهلنا وقرانا ومدننا وآخرها في محيط مدينة بعلبك واستشهاد مواطن قصفنا مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف ومرابض المدفعية المنتشرة في محيطها بأكثر من مئة صاروخ كاتيوشا".
 
وفي بيانٍ ثانٍ، أشار "حزب الله" إلى أنّه "عند الساعة 10:15 من قبل ظهر  اليوم، استدفنا موقع الراهب بصاروخ بركان وتمت اصابته إصابة مباشرة".
 
كما أعلن قصف الأجهزة التجسسية في موقع جل العلام.
 
واستهدف "حزب الله" أيضاً موقعَي رويسات العلم وزبدين في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وتمّت إصابتهما مباشرة.
 
وأشار مراسل "النهار" إلى أنّ المبنى الذي تمّ استهدافه في منطقة دورس ليل أمس، والذي انهار بالكامل، يضمّ أحد المكاتب التابعة لمصلحة وزارة الصناعة في محافظة بعلبك الهرمل.
 
وفي اتصال مع "النهار"، قال رئيس مصلحة الصناعة في محافظة بعلبك الهرمل مأمون ناصر: "نجا موظفو مصلحة الصناعة في محافظة بعلبك من الغارة الإسرائيلية بعناية إلهية، إذ طالت الغارة مكتب المصلحة خارج دوام العمل الذي يحضر فيه الموظفون عادة إلى المكتب".
 
مستجدات ميدانية على ساحة الجنوب
 
وفي المُستجدّات الميدانية جنوباً، استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف بلدتَي حولا ومركبا.
 
 وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على خراج بلدة السريرة، في ما يسمّى حورته التحتا.
 
كما تعرّضت أطراف بلدة عيتا الشعب وبنت جبيل لغارة إسرائيلية.
 
وأدّت الغارة على بنت جبيل إلى إصابة شخص بجروح طفيفة صودف مروره لحظة حدوث الغارة، وقد تم نقله بوساطة سيارة تابعة لجمعية الرسالة الإسلامية للإسعاف الصحي لتلقّي العلاج.
 
 
 
كما أغار الطيران الحربي الإسرئيلي على بلدة الخيام.
 
 
 
وخرق الطيران الحربي الإسرائيلي، صباحاً، جدار الصوت أكثر من مرة في سماء الجنوب، كما حلّق الطيران الاستطلاعي  فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وصولاً إلى مشارف مدينة صور.
 
جبهة الجنوب في الأمس
 
وفي الأمس، لجأ الجيش الإسرائيلي مجدداً إلى استعمال الأسلوب الدعائيّ، فألقى بوساطة مسيّرة مناشير فوق منطقة الوزاني، جاء فيها: "يا ابن الجنوب، "حزب الله" يخاطر في حياتكم وحياة عائلاتكم وبيوتكم، ويدخل عناصره ومخازن السلاح لمناطق سكنكم. من ساحة بيتك عحساب عيلتك والله حرام".

واستمر التوتر على حاله على الحدود، إذ شنّ الطـيران الحربي الإسرائيلي غارة على أطراف بلدة الجبين واستهدفت منزلاً. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن "طائراتنا الحربية قصفت موقعاً عسكرياً لحزب الله في الجبين، وهاجمنا موقعاً عسكرياً في الطيّبة خلال الليل". وتعرّضت تلة الحمامص لقصف مدفعي. وسقطت مسيّرة معادية جراء عطل فنيّ في خراج بلدة حلتا قضاء حاصبيا. 

من جانبه، أعلن "حزب الله" عن سلسلة عمليات، فاستهدف موقع جلّ العلام، كما "شن هجوماً جويّاً بأربع مسيّرات انقضاضية على مقرّ الدفاع الجويّ والصاروخيّ في ثكنة كيلع، وأصابت أهدافها بدقة". وأعلن الحزب أنّه تصدّى لمسيّرة إسرائيلية في أجواء المناطق الحدودية، وأجبرها على العودة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة، كما استهدف مجموعة للجنود الإسرائيليين عند قيامها بتركيب تجهيزات تجسّسيّة جديدة في موقع المرج بالصواريخ. ونعى الحزب علي محمد زين من بلدة سحمر في البقاع الغربي.
 
 
الكلمات الدالة
إعلان

الأكثر قراءة

سياسة 11/16/2024 7:26:00 PM
في خطوة مفاجئة، أقدمت جهات معنية في الضاحية الجنوبية لبيروت على إغلاق عدد من مداخل المنطقة ومخارجها باستخدام السواتر الحديد، رغم استمرار تعرضها للقصف الإسرائيلي شبه اليومي. هذه الإجراءات أثارت تساؤلات: هل هدفها الحد من ظاهرة السرقات التي انتشرت أخيرا في الضاحية، أو منع تجمع المواطنين قرب المباني التي يحذر العدو الإسرائيلي من الاقتراب منها، لتوثيق لحظة القصف؟

اقرأ في النهار Premium