انتخب #نبيه بري رئيساً لمجلس النواب في الدورة الأولى بـ65 صوتاً، فيما تم التصويت بـ23 ورقة بيضاء، و40 ورقة ملغاة، حمل بعضها شعارات كالـ"عدالة لضحايا انفجار مرفأ بيروت"، و"العدالة للقمان سليم"، وأخرى حملت اسم كتلة "الجمهورية القوية".
يعتبر بري عميد رؤساء البرلمانات في العالم. هو الخصم والحكم. بارع في تدوير الزوايا. متذوّق للشعر والأمثال. متميّز بابتداع أرانب الحلول عند الأزمات الشديدة والمعقّدة، كما يرى مراقبون. شديد الحنكة، وهو رمز من رموز السياسة اللبنانية التقليدية وأبرز مخضرميها، ووجه من الطبقة السياسية التي ناهضها كثير من اللبنانيين في انتفاضة تشرين.
يرى خصومه أنه واجهة "حزب الله" السياسية إلى العالم. في حرب تموز الـ2006 فوّضه السيد حسن نصرالله خوض المعركة السياسية. هو مهندس طاولات الحوار كلها، وله في كواليس اتفاق الدوحة لمساتٌ، ورقمٌ صعب في تشكيل الحكومات. شكّل ضابطَ إيقاع، ليس فقط للمجلس النيابي بل للسياسة اللبنانية برمّتها مرات عدّة.
منذ العام 1992، عام دخول "حزب الله" إلى اللعبة السياسية في لبنان، بدأ مسيرة ترشّحه إلى البرلمان، ومذّاك لم ينافسه أحد على المنصب في البيئة الشيعية نتيجة التوافقات السياسية والاعتبارات الطائفية.
تفجير مرفأ بيروت والعقوبات الأميركية شكّلت محطة مهمّة لدى الرئيس بري من دون أدنى شكّ، إذ طاولت الشبهات والدّعوة للتحقيق في تفجير مرفأ بيروت أقرب مساعديه علي حسن خليل والنائب غازي زعيتر، إضافة إلى العقوبات الأميركية على حسن خليل جراء تغطيته لمنافع ومشاريع تعود بصورة غير مشروعة لـ"حزب الله".
وعلى الرغم من هذه المطبّات السياسية، بقي بري محور لقاء البعثات الديبلوماسية، كما بقي الشخصيّة الشيعية الأكثر جذباً لأطراف الداخل، نظراً لواقع البلد وتركيبته الطائفية، ولإبقاء المكوّنات السياسيّة شعرة التواصل مع الطائفة الشيعية عبر بري لا عبر "حزب الله"، خصوصاً أن هذه الطائفة، ونتيجة التوازنات الداخلية والتركيبة الطائفية والحزبية في داخلها، كرّست بري زعيماً برلمانياً على مدى ثلاثين عاماً.
لكن هذا لم يمنع أنّه - كسائر الطبقة التقليدية - كان من المساهمين في الانقضاض على انتفاضة 17 تشرين. ورصاص شرطة المجلس الذي أذّى الثوار، وأطفأ عيون بعضهم، الدليل. كذلك كانت اعتداءات حراسه على المنتفضين أمام عين التينة تسجّل له نقطة سوداء في سجّل حماية الحريات وحقوق الناس.
من أقوال الرئيس بري:
- مثلّث المقاومة الماسيّ بين لبنان وسوريا وإيران لم تصنعه الصدفة بل رجال وصدقوا.
- من الطبيعي أن تكون حركة أمل هي الحافظة لعلاقة المصير والمسار المشترك بين لبنان وسوريا.
- التمسّك بالمقاومة كضرورة لبنانية، والمطالبة ببناء مجتمع المقاومة.
- سنظلّ أمناء على قرار الجنوب لبنانياً وعربياً.
- دفعنا غالياً ثمن تمسّكنا بالشرعية الدولية وإثبات مصداقيتها.
- لا يُمكن تجسيد الثقة بلبنان من دون بناء الثقة بالدولة، الدولة التي لا يُمكن أن تتلخّص بفرد أو حزب أو طائفة.
- إن السلاح الأمضى في يد لبنان هو الوحدة الوطنية.
نبذة عن مسيرته
هو من بلدة تبنين (جنوب لبنان)، ومن مواليد سيراليون (غرب أفريقيا) في 28 كانون الثاني سنة 1938. تلقّى علومه الابتدائية، بعد عودته إلى لبنان، في مدرسة تبنين، والتكميلية في مدرسة بنت جبيل، وفي الكلية الجعفرية في صور؛ والثانوية في كلية المقاصد ومدرسة الحكمة في بيروت.
انتسب إلى كليّة الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية، وتخرج فيها محامياً، وحلّ في المرتبة الأولى سنة 1963. تابع دراساته العليا في الحقوق في جامعة السوربون في فرنسا.
انتسب إلى نقابة المحامين في بيروت، وتدرّج في مكتب الأستاذ عبدالله لحود.
ناضل منذ نشأته في الحركة الطلابية، وترأس الاتحاد الوطني للطلاب الجامعيين في لبنان، وشارك في العديد من المؤتمرات الطلابية والسياسية، وكان إلى جانب الإمام موسى الصدر في حركة المحرومين، حيث تولّى مسؤوليّات إعلامية وسياسية وتنسيقية مع الأحزاب السياسية، ملتزماً مقاومة الاعتداءات الإسرائيلية، والنضال ضدّ احتلال جنوب لبنان.
للإمام موسى الصدر دور مهمّ في حياة الرئيس بري، ففي أواسط الستينيّات، تعرّف نبيه بري إلى الإمام موسى الصدر وبات أحد أبرز مساعديه في عدّة مجالات، خاصّة في المجال السياسي.
عاون بري الإمام الصدر في تحرّكه ومطالبته بإنشاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ثمّ انتسب إلى حركة المحرومين التي أسّسها الصدر.
ومنذ غُيّب الإمام الصدر، لا ينفكّ الرئيس بري عن المطالبة بكشف مصيره، علناً أو سراً.
في مطلع السبعينيّات، عمل في بيروت محامياً لشركة جنرال موتورز، وعاش في منطقة ديترويت من سنة 1976 إلى سنة 1978.
استقالة الرئيس حسين الحسيني من قيادة حركة أمل أدّت إلى تولّي نبيه بري قيادة الحركة في نيسان 1980، وقد أعقب ذلك استقالة معظم الأعضاء السّابقين في الحركة، علماً بأن برّي لا يزال حتى اليوم رئيساً لحركة "أمل".
عُيّن الرئيس بري:
ـ وزيرَ دولة للجنوب والإعمار، ووزيراً للموارد المائية والكهربائية، وللعدل، في نيسان سنة 1984، في حكومة الرئيس رشيد كرامي.
ـ وزيراً للموارد المائية والكهربائية، والإسكان والتعاونيات، في تشرين الثاني سنة 1989، في حكومة الرئيس سليم الحص.
ـ وزير دولة، في كانون الأول سنة 1990، في حكومة الرئيس عمر كرامي.
ـ وزير دولة، في أيار سنة 1992، في حكومة الرئيس رشيد الصلح، إلى أن انُتخب رئيساً لمجلس النواب للمرّة الأولى بتاريخ 20 تشرين الأول سنة 1992، وأعيد انتخابه للمرة الثانية بتاريخ 22 تشرين الأول سنة 1996، ثمّ انتخب للمرة الثالثة بالإجماع بتاريخ 17 تشرين الأول سنة 2000. وكذلك انتُخب للمرة الرابعة في 28 حزيران سنة 2005، وللمرّة الخامسة بتاريخ 25 حزيران 2009، وللمرة السادسة بتاريخ 23 أيار 2018، وصولاً إلى يومنا هذا ليُباشر الولاية السابعة في رئاسة مجلس النواب.
وبحسب سيرته الذاتية المدرجة على موقع مجلس النواب، عُيّن نائباً عن محافظة الجنوب، في سنة 1991، ثمّ انتخب وترأس لائحة الجنوب النيابية في دورات 1992 و1996 و2000 و2005.
ترأس لائحة كتلة "التحرير" النيابية في سنة 1992، ثمّ لائحة "التحرير والتنمية" في سنة 1996، ثمّ لائحة "المقاومة والتنمية" سنة 2000. وقد فازت اللوائح التي كان يرأسها كاملة (22 عضواً) في جميع الانتخابات النيابية التي جرت منذ سنة 1992 حتى سنة 2005.
ترأس منذ العام 1993 اتحاد البرلمانيين المتحدّرين من أصل لبناني في 19 بلداً، بالإضافة إلى أنّه يرأس منذ سنة 1999 اللجنة البرلمانية العربية لكشف الجرائم الإسرائيلية ضدّ المدنيين العرب.
انتخب في حزيران سنة 2003 رئيساً للاتحاد البرلماني العربي، وتسلّم الرئاسة في دمشق في الأول من آذار سنة 2004. وانتخب رئيساً لمجلس اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي في دكار (السنغال) بتاريخ 9 آذار سنة 2004.
وها هو اليوم يبدأ ولايته السابعة في البرلمان اللبناني.