ما تزال ردود الفعل الشاجية والمستنكرة والمطالبة بكشف حقيقة الدوافع الكامنة وراء جريمة خطف منسّق "القوات اللبنانية" في منطقة جبيل باسكال سليمان وقتله تتوالى منذ أمس.
وتتقبل عائلة باسكال التعازي في صالون رعية مار جرجس جبيل، وذلك بدءًا من الثانية من بعد ظهر اليوم الثلثاء حتى الساعة السابعة مساءً وذلك الى حين تعيين موعد الدفن.
وأفيد بأنّ الجيش اللبناني سيتسلّم جثّة باسكال عن طريق بلدة القاع الحدودية.
زوجة المغدور باسكال سليمان تتحدث لـ"النهار"
في الآتي آخر المواقف:
من جهتها، علّقت الدائرة الإعلاميّة في حزب "القوات اللبنانية" على مسار التحقيقات، وأكّدت أنّ "التحقيق في جريمة قتل الشهيد #باسكال سليمان يجب أن يكون واضحاً وشفافاً وعلنيّاً وصريحاً ودقيقاً بوقائعه وحيثيّاته، وحتى صدور نتائج هذا التحقيق نعتبر أنّ باسكال سليمان تعرّض لعملية اغتيال سياسيّة".
وقالت في بيان: "في كافة الأحوال، ما يجب التشديد والتأكيد والتركيز وتسليط الضوء عليه هو أنّ ما أدى إلى عملية الاغتيال هذه بغض النظر عن خلفياتها عوامل جوهرية وأساسية:
- العامل الأول يتمثّل بوجود "حزب الله" بالشكل الموجود فيه بحجة ما يسمى مقاومة أو حجج أخرى، وهذا الوجود غير الشرعي للحزب أدى إلى تعطيل دور الدولة وفعالية هذا الدور، الأمر الذي أفسح في المجال أمام عصابات السلاح والفلتان المسلّح. فالمشكلة الأساس إذًا تكمن في جزيرة "حزب الله" المولِّدة للفوضى، وما لم يعالَج وضع هذه الجزيرة، فعبثًا السعي إلى ضبط جزر الفلتان. فهذه العصابات موجودة ولكنها تتغذى من عامل تغييب الدولة.
- العامل الثاني يتمثّل بالحدود السائبة التي حولها "حزب الله" إلى خطّ استراتيجي بين طهران وبيروت تحت عنوان وحدة الساحات فألغى الحدود، وما لم تُقفل المعابر غير الشرعية وتُضبط المعابر الشرعية فستبقى هذه الحدود معبرًا للجريمة السياسيّة والجنائيّة وتهريب المخدرات والممنوعات، وبالتالي مَن يُبقي الحدود سائبة و"فلتانة" هو المسؤول عن الجرائم التي ترتكب إما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر.
- العامل الثالث يتمثّل في "خصي" إدارات الدولة القضائية والأمنية والعسكرية وغيرها من خلال منعها من العمل في مناطق معينة، أو في قضايا معينة، أو في أي أمر يتعلق بأي شخص ينتمي إلى محور الممانعة".
وأكّدت الدائرة الإعلامية بأنّها تنتظر انتهاء التحقيق وبأسرع وقت لتبني على الشيء مقتضاه، ولكنها في الوقت نفسه دعت اللبنانيين إلى "مواصلة النضال سعياً إلى إنهاء مسبِّبات الاغتيال والجرائم على أنواعها، الأمر الذي يستحيل تحقيقه إلا من خلال العبور إلى الدولة الفعلية التي تبسط فيها وحدها سيادتها على كل أراضيها، والتي لها وحدها حصرية السلاح، وليس محرَّمًا عليها لا الدخول إلى أي منطقة تريد، ولا التحقيق في أيّ أمر تريده".
- دان "التيّار الوطني الحرّ" "الجريمة المروّعة بخطف المواطن باسكال سليمان وقتله"، وطالب بـ"كشف الحقيقة وملابسات الجريمة وعرضها للرأي العام اللبناني، وبإنزال أشدّ درجات العقاب بالمجرمين لإحقاق العدالة".
وذكّر بأنّ "مشاركة سوريين في الجريمة تعيد تسليط الضوء على المخاطر الناجمة عن كثافة النزوح السوري إلى لبنان، والتي كان "التيّار" ورئيسه أول من دعا إلى التنبّه إليها ومعالجتها بما يؤدّي إلى ضبط النزوح وتحقيق العودة".
وإذ توجّه بالعزاء إلى عائلة المغدور وحزب "القوّات اللبنانية" واللبنانيين جميعاً، الذين صُدموا بهول الجريمة، أكّد تمسكه بخيار الدولة وبمؤسّساتها الأمنية، وطلب إلى اللبنانيين التنبّه لمخاطر الفتنة وعدم الانزلاق إليها، مشدّداً على أهمية التضامن والوعي، خاصة في هذا الظرف الدقيق والخطير.
وختم: "حمى الله لبنان واللبنانيين، ورحم الله باسكال سليمان، وألهم عائلته الصبر والسلوان"..
- كتب النائب إبراهيم كنعان عبر منصة "إكس": "إنها الفرصة الأخيرة لما تبقّى من الدولة ومؤسّساتها وأجهزتها لتحزم أمرها فتكون أو لا تكون. لا يمكن القبول بهذا الفلتان الوقح والتمادي غير المسبوق في انتزاع مواطنينا من منازلهم وبلداتهم وقتلهم ونقلهم عبر الحدود من دون أن يؤدّي ذلك إلى انقلاب كامل على الطريقة التي تُدار بها الأمور. المحاسبة والعقاب الأشدّ فوراً ومعالجة الثغرات والخروقات الداخلية والحدودية مباشرة، وإلّا فالنار ستصل إلى الجميع".
وختم: "عزاؤنا لعائلة باسكال سليمان وحزبه وجميع اللبنانيين… وليكن شهيداً للوحدة الداخلية في التعاطي العملي والجدّي والفاعل مع كافة الملفات لاسيما ملف النازحين السوريين وضبط الحدود".
"النهار" مباشرةً من منزل الضحية باسكال سليمان
-نعى الرئيس السابق ميشال سليمان، في بيان، "الشهيد المغدور باسكال سليمان"، وقال: "إن جريمة قتل باسكال سليمان يجب ألّا تمر مرور الكرام من دون كشف كامل تفاصيلها ودوافعها".
أضاف: "خسارة باسكال هي خسارة كبيرة لعائلته ولبلدة البطاركة والشهداء ميفوق ولبلاد جبيل. وبالإضافة إلى أنها خسارة وطنية لمثال من الكوادر الحزبية الشابة العاقلة، المثقفة، المعتدلة والخلوقة، فهي خسارة شخصية لي ولعائلتي ولكل من عرفه".
وتابع: "أتمنى على الجميع التعالي على الجرح الكبير لوضع الأمور في نصابها، ووضع المصلحة العامة فوق أيّ اعتبار للحفاظ على الروابط التاريخية وإقفال أي باب في وجه الفتنة، عبر السعي إلى وحدة الصف الوطني، لمجابهة الأخطار المحدقة بالوطن وهويته".
وهنأ سليمان مديرية المخابرات والأجهزة الأمنية على "السرعة القياسية في كشف الفاعلين وتوقيفهم"، متمنياً عليها "تكثيف عملية التحقيق، لأن الحقيقة وحدها تحرّر الجميع، كما طالب بإصدار الأحكام بسرعة، لأن العدالة وحدها تخفف بعض الوجع والألم".
وختم: "أتوجه بالتعزية القلبية إلى عائلته وأولاده وزوجته الغالية وإلى والدها الصديق يوسف أديب وهبة، الرئيس السابق لبلدية ميفوق وحارس دير سيدة إيليج، وإلى أهلي في جبيل، وإلى حزب القوات اللبنانية ورئيسه الدكتور سمير جعجع. رحم الله الشهيد، وحفظ الله لبنان من كلّ شرّ. في زمن القيامة المجيدة وعشية عيد الفطر، جاء الخبر الحزين لتجتمع حوله العائلة اللبنانية الواحدة بمسلميها الشرفاء ومسيحييها أبناء القيامة والرجاء".
- كتب النائب شربل مسعد على منصة "إكس": "أمام هول جريمة قتل باسكال سليمان، أتقدم بالتعازي الصادقة لعائلته، وأدعو الدولة بأجهزتها الأمنية والقضائية إلى استكمال التحقيق وإعلان نتائجه بكل شفافية، وإنزال أشدّ العقوبات بالوحوش المتورطين درءاً للفتنة. حمى الله لبنان وشعبه وحقق آماله في بناء الدولة العادلة والحاضنة للجميع".
- دان وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال جورج كلاس جريمة قتل باسكال سليمان، وتقدم بخالص التعازي من "القوات اللبنانية" وعائلته، ودعا إلى "الصلاة والتروي والالتفاف حول لبنان وإنقاذ السلام الأهلي من كل الشرور التي تهدد كيانه وسلامه"، منوهاً بـ"الجهود الكبيرة التي بذلتها مديرية المخابرات والقوى الأمنية في كشف الحقائق والقبض على المجرمين وإنقاذ الوطن من أخطار الفتنة القاتلة"، ومؤكّداً أن "وحدة اللبنانيين هي الطريق الوحيد لإنقاذ الوطن".
- كتب النائب بيار بوعاصي على منصة "إكس": "نهشت الكلاب المسعورة قلب باسكال سليمان. عصابة سرقة نقلت جثته للداخل السوري. مات التحقيق بجرائم قتل جو بجاني لقمان سليم وإلياس الحصروني قبل أن يولد. حتى ظهور الحقيقة لا ثقة لديّ بأحد، لا بالأجهزة الأمنية ولا بوزراء الوصاية. بانتظار الحقيقة كاملة. إذا أمكن هالمرّة بلا أبو عدس".
- كتب النائب هاغوب بقرادونيان على منصة "إكس": أمام الفلتان الأمني الذي نشهده، نعبّر عن أشدّ الاستنكار لجريمة قتل باسكال سليمان ونعزّي عائلته الصغيرة وعائلة القوّات اللبنانية، ونطلب من القضاء إنزال أشدّ العقوبات لعدم تكرار مثل هذه الجرائم، وندعو الجميع إلى ضبط النفس والتهدئة. الرحمة لروحه. والله يحمي لبنان".
وفي الإطار، تعقد كتلة "تجدّد" مؤتمراً صحافياً الثانية عشرة من ظهر اليوم، في مقرها في سن الفيل- مبنى Qubic Square center الطابق الثالث Office E، لمناقشة آخر التطوّرات في جريمة خطف وقتل منسق "القوات اللبنانية" في جبيل باسكال سليمان.
إلى ذلك، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي قائد الجيش العماد جوزاف عون.
وكان الراعي قد التقى عضوي تكتل "الجمهورية القوية" النائبين زياد حواط وملحم رياشي لمتابعة قضيّة مقتل باسكال سليمان معه.
من جهة أخرى، توجّه الراعي بالتعزية الى عائلة سليمان، وأشار في بيان صدر عن مكتب الإعلام في الكرسي البطريركي في بكركي: "بألم كبير تلقيت ككل اللبنانيين المخلصين مأساة خطف واغتيال العزيز بسكال سليمان منسّق حزب القوات اللبنانية في قضاء جبيل، في غضون أقل من 24 ساعة (بعد ظهر الأحد إلى بعد ظهر الإثنين الفائتين)".
أضاف: "وكنا نأمل جميعاً أن يكون حيًّا، وهذا ما قيل في البداية. ولكن الحقيقة المرة كانت غير ذلك. فعمدتُ إلى الصلاة لراحة نفسه وعزاء عائلته الجريحة بسيف الألم، ورفاقه في حزب القوات اللبنانية، وعلى رأسهم الدكتور سمير جعجع رئيس الحزب. في هذا الظرف الدقيق والمتوتر سياسيًا وأمنيًا واجتماعيًا ندعو إلى التروّي وضبط النفس، طالبين من القضاء والقوى الأمنية القيام بالواجب اللازم وإنزال أشدّ العقوبات بالمجرمين. ونطلب من وسائل الإعلام مشكورة عدم إطلاق تفسيرات مغلوطة وتأجيج نار الفتنة".
وختم: "إن زوجته المفجوعة أعطت اللبنانيين أمثولة عظيمة بردّة فعلها: "نحن أبناء القيامة، أبناء الرجاء". ولم تتلفظ بعبارة ثأر أو قتل. حمى الله لبنان وشعبه من الأشرار".
- علق وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب الموجود في اليونان على جريمة خطف وقتل باسكال سليمان بالقول: "نتقدم بخالص العزاء من عائلة الفقيد، وأحبائه، والقوات اللبنانية ونشعر بألم شديد لبشاعة هذه الجريمة التي هزت كل لبنان، ونطالب بكشف ملابساتها بالسرعة القصوى للرأي العام، وإنزال أقسى العقوبات بالفاعلين لدرء الفتنة ورأفة بلبنان واللبنانيين".
- كتب اللواء عباس إبراهيم: "جريمة قتل باسكال سليمان مدانة بالمقاييس والأعراف كلها. لكن الإدانة والشجب والاستنكار لم تعد تكفي. الجريمة كشفت أن البلد على خط الاضطراب وذلك عشيّة ذكرى الحرب الأهلية (1975). فحذار الفتن إذ لا بدّ من حلول سياسية تكون المدخل إلى أمن مستدام. خالص العزاء لذوي الفقيد وتحية إجلال وتقدير للجيش اللبناني الذي يثبت عند كل حادثة ومنعطف أنه حارس السلم الأهلي وراعيه. رحم الله باسكال سليمان وأطال بعمر الحكماء، أهل الوحدة والعيش المشترك. حمى الله لبنان".
- كتب النائب الياس بو صعب على منصة "إكس": "مقتل باسكال سليمان عمل إجرامي جبان والأجهزة الأمنية مطالبة بإنزال أشدّ العقوبات بالمجرمين ووضع حد للفلتان الأمني والنزوح العشوائي الذي بات يهدّد بفتن متنقلة، نتمنى تحكيم لغة العقل بهذه الظروف الصعبة، رحم الله باسكال والعزاء لعائلته ولحزب القوات اللبنانية ولكل لبنان".
وفي شان متصل، أعلن بنك "بيبلوس"، في بيان، أنه "حداداً على روح زملينا المغدور باسكال سليمان، يُعلم بنك بيبلوس زبائنه بأنه سيقفل أبوابه اليوم".
وأشار إلى أن "المغدور عمل لأكثر من عشرين سنة لدى المصرف وتميّز باحترافه وإخلاصه وتفانيه في العمل وقربه من زملائه. كان رجلاً محترماً كما يعرفه الجميع، وبفقدانه يخسر كل واحد من أفراد عائلة بنك بيبلوس صديقاً طيباً، محباً ومخلصاً وستبقى ذكراه في قلوبنا إلى الأبد".
ودان "بشدّة هذه الجريمة المروّعة التي أودت بحياة زميلنا باسكال، ونأمل أن تتوصّل التحقيقات التي تجريها الجهات المختصّة الى كشف ملابساتها وإنزال أشدّ العقوبات بمرتكبيها".
وتقدّم "بخالص العزاء والمواساة إلى عائلته وأقربائه وزملائه، سائلين الله أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يتغمّر المغدور باسكال سليمان بواسع وبعظيم رحمته".