مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب على لبنان، برزت في الأيام الماضية أساليب إسرائيلية جديدة لتهديد سكان الجنوب قُبيل تنفيذ ضربات على مبانٍ وإحياء سكنية، بعضها بدا جديّاً، والبعض الآخر افتعله مواطنون لبنانيون على سبيل "المزاح" بغية إثارة الهلع لدى الأهالي!
في جديد هذه القضية، تلقّى أحد المواطنين رسالة تحذيرية، بُعيد منتصف الليل، عبر تطبيق "واتساب"، تُفيد بأنّ الجيش الإسرائيلي قرّر استهداف "موقع مكوّن من أربع طبقات بالقُرب من محطة سالم"، في بلدة البازورية، وسط دعوات لـ"إخلاء المكان فوراً قبل تفجيره".
وعلى الإثر، سادت حالة من الهلع لدى سكّان بلدة البازورية، ممّا استدعى تدخّلاً من عناصر الدفاع المدني التابع لـ"الهيئة الصحية الإسلامية"، الذين انتشروا على طول الطريق بعد إقفالها.
كذلك أخلى أهالي الحيّ السكنيّ المُهدّد منازلهم على الفور، فيما أقفلت المدارس الخاصة والرسمية في البلدة ومحيطها، ومنها مدرستا "أجيال المستقبل" و"السراج"، والثانوية الرسمية في البازورية، والتي كان من المفترض أن تجري جميعها امتحانات نهاية العام اليوم الاثنين.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها منذ بدء الحرب في الجنوب، إذ انتشر بالأمس تسجيل صوتيّ لشاب، في بلدة صريفا، قضاء صور، يُبلغ عن تلقّيه اتّصالاً من الجيش الإسرائيليّ، يطالبه بإخلاء منزله في البلدة تمهيداً لاستهدافه، قبل أن يظهر أنّ الحادثة "مزحة" افتعلها شبّان لإثارة الذعر في البلدة.
وبسبب هذا الاتصال "المزيّف"، عملت الهيئات المدنية في بلدة صريفا على إخلاء حي نيحا السكني من قاطنيه، كما عملت فرق إسعاف صريفا الخيري على نقل حالتَين مرضيّتَين من البلدة إضافة إلى عدد من سكان الحيّ المُهدّد بالاستهداف.
وسبق لأهالي الغندورية أن تلقّوا رسائل تهديد أيضاً، في الأشهر الماضية، تبيّن أنّها مفتعلة من الداخل اللبناني وليست من قبل الجيش الإسرائيلي.
وأمام هذه الحوادث المتكررة التي تزيد من هلع سكان الجنوب وخوفهم من توسّع الحرب وتصاعد المواجهات في أية لحظة، يُطرح تساؤل عن حقيقة هذه الاتصالات والرسائل الإسرائيلية، والهدف منها، والجهة التي تقف وراءها، إضافة إلى دور الأجهزة الأمنية في ضبط هذه الظاهرة.