نهاية أسبوع تبدو محتدمة بدلالة البيانات الأربعة التي صدرت عن "حزب الله" في غضون أقل من ساعة ظهر اليوم الجمعة، باستهداف مواقع حساسة للجيش الإسرائيلي. وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية أن "وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون تحدث مع رئيس وزراء لبنان ليعرب عن قلقه بشأن تصعيد التوترات مع إسرائيل وزيادة احتمالات الخطأ بالحساب. وأكد بوضوح على أن اتساع رقعة الصراع ليس في مصلحة أحد، مشدداً على أن بريطانيا تريد أن تشهد حلاً سلمياً عن طريق التفاوض على تسوية".
وعلى الرغم من تنامي الجدل بشأن كيفية تعاطي الحزب مع قبرص، الدولة المحسوبة على الإتحاد الأوروبي، في حال اندلعت الحرب وخصوصاً بعد الحديث المثار بشأن قواعد عسكرية ونشاطات تدريبية مشتركة مع إسرائيل، ثمة أجواء لدى قيادة الحزب أن الأمور يجري التعامل معها "بكثير من الحكمة والتأهب".
وإن لم تندلع الحرب بعد على الأرض، اشتعلت المواقع الافتراضية بحرب نفسية تشن على المواطن اللبناني لجهة تداول أخبار عن مغادرة سفراء إيطاليا وفرنسا وإنكلترا والسويد وألمانيا نقلا عن موقع إسرائيلي. وفي هذا الجانب علقت مصادر متابعة: "السفير الإيطالي في جولة سياحية شمالي لبنان". وكذلك السفير الفرنسي يتابع مهماته كالمعتاد في لبنان.
ونقلت مواقع أن تحصينات كبرى تقوم بها قوات اليونيفيل لمقراتها الحدودية، وهو الأمر الذي رأت فيه جهات متابعة أنه مبالغ فيه لأن مراكز اليونيفيل محصنة في الأساس.
من جهته، حذر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل الباريس اليوم الجمعة من "خطر تصعيد إقليمي"، آملا أن تتيح المشاورات القائمة إعادة إرساء السلام "في كل أنحاء الشرق الاوسط"، وخصوصا في لبنان حيث تكثف في الايام الاخيرة تبادل القصف بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله.
وصرح الوزير الاسباني "سنبذل ما في وسعنا لمنع" هذا التصعيد، مندداً بـ"التهديدات" التي أطلقها حزب الله الاربعاء ضد قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي. وعلى خطى هوكشتاين، أعلنت الخارجية الألمانية أنها بصدد الدخول على خط الأزمة في الشرق الأوسط "تتوجه وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل، حسبما أعلنت برلين الجمعة، على وقع استمرار الحرب في غزة وتزايد المخاوف من توسع رقعة النزاع الإقليمي إلى لبنان".
وأعلن "حزب الله" أنه استهدف موقع رويسة القرن في مزارع شبعا بالأسلحة الصاروخية، وأرفقه ببيانين آخرين عن استهداف موقعي الرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا بالأسلحة الصاروخية. كما استهدف موقع زبدين مباشرة.
وفي بيان رابع في أقل من ساعة، أعلن أنه شن هجومًا جويًا بسرب من المسيرات الانقضاضية على موقع رأس الناقورة البحري، مستهدفاً أماكن تموضع واستقرار ضباط وجنود، و"أوقع فيهم إصابات مؤكدة ودمّر جزءًا من المكان المستهدف".
في حين أصابت مرابض المدفعية الإسرائيلية محيط تلة العزية عند أطراف دير ميماس وكفركلا بالقذائف الفوسفورية، بعد قصف مماثل استهدف المنطقة نفسها قبل الظهر.
وواصل الحربي الاسرائيلي غاراته مساء اليوم وقصف بعد الخيام بلدات ميس الجبل وطلوسة والطيبة.
والغارة التي نفذها الحربي الاسرائيلي على بلدة ميس الجبل استهدفت منزلاً مؤلفاً من طابقين في حي القندولي غرب البلدة وادّت الى تدميره بشكل كامل، واندلعت حرائق متعددة في محيطه، وتعمل فرق من الدفاع المدني في جمعية الرسالة والهيئة الصحية والدفاع المدني اللبناني على تطويقه واهماده.