اختار "حزب الله" فجر ذكرى أربعين الإمام الحسين لينفذ المرحلة الأولى من الرد على عدوان الضاحية الجنوبية واغتيال القيادي فؤاد شكر واستشهاد عدد من المدنيين.
حدد الحزب الساعة الصفر للرد الأولي على عدوان 30 تموز الفائت، ونفذ ما وعد به من خلال هجوم بمئات صواريخ الكاتيوشا والمسيرات، التي بحسب بيان "المقاومة الاسلامية" قد وصلت الى أهدافها، وأكدت البيانات المتتالية للإعلام الحربي فجر أمس أن المقاومة شنت "هجوما جويا بعدد كبير من المسيرات والصواريخ".
وعليه فإن الحزب الذي وعد مراراً بالرد الحتمي على عدوان الضاحية، نفذ وعده بالرد المدروس على هدف عسكري ذي حساسية لجهة أهميته وموقعه بالقرب من تل أبيب، ولم يربط بين رده وما يجري من مفاوضات، وإن يكن مقتنعا بأنها لن تؤدي إلى نتائج إيجابية ما دام الدعم الأميركي للعدوان على غزة ولبنان لا يزال قائما، علماً أنه أعلن أكثر من مرة أن الهدف الأساسي هو وقف العدوان، وإذذاك تتوقف جبهة الإسناد في الجنوب.
أما رد المقاومة فكانت تفاصيله في كلمة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي قال: "إن رد المقاومة سنسميه يوم الأربعين، وإن كانت المقاومة جاهزة للرد بعد تشييع شكر في الأول من آب الحالي، لكن العجلة كان يمكن أن تعني الفشل".
ولفت الى أن "الحزب أعطى الفرصة الكافية قبل الرد، ونتيجة الدراسة والتشاور قرر أن يقوم برده منفردا وان يقرر كل طرف في المحور متى يرد وأين".
وأشار إلى أن "الأميركيين غير جادين في الضغط على تل أبيب لوقف النار، وأن تأخير الرد لم يكن ليستمر كثيرا في الوقت الذي يشن البعض حرباً نفسية في شأن الحرب".
ووصف نصرالله ما أعلنته تل أبيب عن رد المقاومة بـ"السردية". وقال: "فضلنا أن نتجنب المدني عند العدو، وأن يكون الهدف عسكرياً وله صلة بعملية اغتيال السيد فؤاد، أي المخابرات العسكرية وسلاح الجو، ويكون قريباً من تل أبيب، أي في العمق".
وأوضح أنه "تم البحث عن تلك الأهداف وتحديد قاعدة غيليلوت التابعة لشعبة "امان"، وهي شرق الأوتوستراد في تل أبيب، وقاعدة أساسية للمخابرات الإسرائيلية تضم الوحدة 8200 المعنية بالتجسس وتدير الكثير من عمليات الاغتيال في المنطقة والكثير من أعمال الفتن، وتبعد عن لبنان أكثر من 110 كيلومترات وعن تل أبيب فقط 1500 متر. ذلك هو الهدف الأساسي، إضافة إلى هدف فرعي وعدد من الثكن والقواعد العسكرية في الجولان السوري المحتل وشمال فلسطين، والغاية من استهداف تلك القواعد إشغال القبة الحديدية".
أما عن السلاح المستخدم فأشار إلى صواريخ الكاتيوشا الموزعة على طول الجبهة، "وكان المقرر إطلاق 300 صاروخ وتوزيعها على المواقع المستهدفة لإشغال القبة الحديدة دقائق عدة كي تعبر المسيرات من أنواع عدة".
وأكد أن "كل المسيرات عبرت الحدود مع فلسطن المحتلة إلى الأهداف المحددة، سواء التي انطلقت من جنوب النهر أو شماله أو من البقاع".
وإذ لفت إلى تكتم العدو عن الأهداف، رد على سردية رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي قال إنه اكتشف العملية وإن 8000 صاروخ كانت ستستهدف تل أبيب وتم استهدافها، وبالتالي إفشال العملية،
ووصف تلك السردية بأنها "مليئة بالأكاذيب".
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية إكدت وقوع حادث وصفته ب"القاسي جداً" في شواطئ نهاريا. ولاحقاً أعلن عن مقتل جندي وإصابة آخرين.
وتوالت بيانات المقاومة التي افتتحتها بالبيان الأول الذي حمل آية قرآنية في إشارة إلى الرد على العدوان على الضاحية، وقالت: "إنّا من المجرمين لمنتقمون". وأضافت: "في يوم أربعينية الإمام الحسين بن علي عليهما السلام سيد الشهداء وإمام الأحرار ورمز التضحية والإيثار والإباء، وعند فجر الأحد، وفي إطار الرد الأولي على العدوان الصهيوني الغاشم على الضاحية الجنوبية لبيروت والذي أدّى إلى استشهاد القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر رحمه الله وعدد من أهلنا الكرام من نساء وأطفال، بدأ مجاهدو المقاومة الإسلامية هجوماً جوياً بعدد كبير من المسيرات نحو العمق الصهيوني واتجاه هدف عسكري إسرائيلي نوعي سيعلن عنه لاحقاً، وبالتزامن مع استهداف مجاهدي المقاومة الإسلامية لعدد من مواقع العدو وثكناته ومنصات القبة الحديدية أي شمال فلسطين المحتلة بعدد كبير من الصواريخ".
ولفتت المقاومة الى أنها "في أعلى جهوزيتها وستقف بقوة وبالمرصاد لأي تجاوز أو اعتداء صهيوني وبالأخص إذا تم المسّ بالمدنيين، فسيكون العقاب شديداً وقاسياً جداً".
لكن اللافت أنها أكدت في بياناتها أن "الهجوم الجوي بدأ في اتجاه هدف عسكري إسرائيلي نوعي سيعلن عنه لاحقا"، وأشارت إلى أن "هذا الهجوم يأتي في إطار الرد الأولي على استشهاد القائد شكر".
وعددت المقاومة القواعد العسكرية التي استهدفتها، وهي 11 قاعدة وثكنة عسكرية "تم استهدافها وإصابتها" في شمال فلسطين المحتلة والجولان السوري المحتل، معلنة الانتهاء من "المرحلة الأولى" من الرد على اغتيال شكر.
وتلك القواعد والثكنات والمواقع العسكرية التي استهدفتها كانت "تسهيلا لعبور المسيرات الهجومية في اتجاه هدفها المنشود في عمق الكيان، وقد عبرت المسيرات بحمد الله كما هو مقرر".
وأشارت إلى "إطلاق 320 صاروخاً في اتجاه مواقع العدو، وهي: قواعد ميرون، وزعتون، والسهل، وعين زي تيم، ومربضا زعتون والزاعورة، إضافة الى ثكنة راموت نفتالي في الجليل.
أما في الجولان السوري المحتل فاستهدفت المقاومة ثكنتي كيلع، ويواف، إضافة الى قاعدتي نفح ويردن.
اعتداءات إسرائيلية
وقد شهد فجر أمس تصعيداً إسرائيلياً من خلال سلسلة غارات استهدفت بلدات لبنانية عدة، وأسفرت بحسب بيانات وزارة الصحة العامة عن استشهاد 3 أشخاص في الطيري والخيام. ونعت حركة "أمل" أحد كوادرها أيمن إدريس "الذي ارتقى دفاعاً عن الجنوب ولبنان".
وأغارت المقاتلات الحربية الإسرئيلية على بلدات الناقورة والمنصوري وزبقين وياطر والخيام وميس الجبل ومركبا وكفرملكي وبيت ياحون وكونين وغيرها، وشملت الاعتداءات بستاناً في القاسمية، ومزرعة بسطرة وجبل الريحان. وتجاوز عدد الغارات الـ 50 في توسيع لافت للاعتداءات منذ 8 تشرين الأول الفائت.
وقال جيش الاحتلال إنه "شن ضربات واسعة في جنوب لبنان لإحباط هجوم كبير من حزب الله، وشاركت فيه 100 طائرة"، وفي المقابل نفت المقاومة أن يكون ذلك هجوماً استباقياً.
وتوقفت حركة الملاحة في مطار بن غوريون في تل أبيب، وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى إلغاء 50 رحلة جوية، في الوقت الذي طلبت فيه تل أبيب عدم التجمعات الكبيرة.
في المقابل أعلنت المديرية العامة للطيران المدني عن استمرار العمل الطبيعي في مطار الشهيد رفيق الحريري، ونفت إلغاء جميع الرحلات، فيما أعلنت شركة "اير فرانس" والخطوط الجوية التركية إلغاء رحلاتها التي كانت مقررة أمس.