تعرّضت أجهزة لاسلكية يحملها المئات من عناصر حزب الله إلى ما يبدو أنه قرصنة إسرائيلية، الأمر الذي أدى الى انفجارها بين أيديهم وعند منطقة الخاصرة، في مختلف المناطق اللبنانية.
ووصفت الحكومة اللبنانية ما حصل بـ"العدوان الإسرائيلي"، في حين أعلن وزير الصحة عن سقوط 9 شهداء بينهم طفلة ونجل النائب علي عمار، إضافة إلى إصابة نحو 2800 شخص بينهم 200 حالة حرجة.
وخلال تقديم التعزية للنائب علي عمار، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من الضاحية الجنوبية: "حادث اليوم خطير جدّاً".
ونفى مصدر كبير في "حزب الله"، لوكالة "رويترز"، أن يكون الأمين العام السيد حسن نصرالله قد أصيب بأذى جرّاء هذه الانفجارات.
وفي بيان أولي تعليقاً على هذا التطوّر، قال "حزب الله": "قرابة الساعة 03:30 من بعد ظهر يوم الثلاثاء 17-09-2024 انفجرت عدد من أجهزة تلقي الرسائل المعروفة بالـ"بايجر" والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات حزب الله المختلفة، وقد أدّت هذه الانفجارات الغامضة الأسباب حتى الآن إلى استشهاد طفلة واثنين من الأخوة وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة".
وأعلن أنّ "الأجهزة المختصة في حزب الله تقوم حاليًا بإجراء تحقيق واسع النطاق أمنيًا وعلميًا لمعرفة الأسباب التي أدّت إلى تلك الانفجارات المتزامنة، وكذلك تقوم الأجهزة الطبية والصحية بمعالجة الجرحى والمصابين في عدد من المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية"، داعياً "أهلنا الكرام إلى الانتباه من الشائعات والمعلومات الخاطئة والمضلّلة التي تقوم بها بعض الجهات بما يخدم الحرب النفسية لمصلحة العدو الصهيوني، لا سيما أنّ ذلك يترافق مع خطابات التهويل والتهديد للعدو الصهيوني وما يُسمّيه بتغيير الوضع في الشمال. ونؤكد أنّ المقاومة بكافة مستوياتها ومختلف وحداتها في أعلى جهوزية للدفاع عن لبنان وشعبه الصامد".
وأضاف في بيان ثانٍ: "بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوافرة حول الاعتداء الآثم الذي جرى بعد ظهر هذا اليوم، فإنّنا نُحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي طال المدنيين أيضًا وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة".
وقال إنّ "شهداءنا وجرحانا هم عنوان جهادنا وتضحياتنا على طريق القدس، انتصارًا لأهلنا الشرفاء في قطاع غزة والضفة الغربية وإسنادًا ميدانيًا متواصلًا وسيبقى موقفنا هذا بالنصرة والدعم والتأييد للمقاومة الفلسطينية الباسلة محل اعتزازنا وافتخارنا في الدنيا والآخرة"، مؤكداً أنّ "هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب، والله على ما نقول شهيد".
من جهتها، دانت الخارجية والمغتربين الهجوم السيبراني الاسرائيلي الذي "يترافق مع تهديدات إسرائيلية بتوسيع رقعة الحرب بإتجاه لبنان على نطاق واسع، وتصلب المواقف الاسرائيلية الداعية الى مزيد من سفك الدماء، والدمار، والخراب".
وأعلنت أنها بالتشاور مع رئاسة مجلس الوزراء باشرت تحضير شكوى إلى مجلس الأمن بهذا الخصوص فور اكتمال المعطيات الخاصة بالاعتداء.
ونقلت "رويترز" عن مسؤول في حزب الله أن الاختراق الإسرائيلي هو "أكبر خرق أمني يتعرض له الحزب".
وجرى تناقل عدد كبير من الفيديوات التي تظهر عناصر الحزب جرحى وهم في المستشفيات، كما وثق فيديو لحظة انفجار جهاد البايجر.
وفور شيوع خبر الاختراق الأمني، طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من وزير الصحة العامة مغادرة الجلسة واستنفار كل أجهزة الوزارة لمواكبة معالجة الجرحى في المستشفيات.
وفي مؤتمر صحافي، أعلن وزير الصحة فراس أبيض سقوط 9 شهداء بينهم طفلة ونحو 2800 إصابة جراّء تفجير الأجهزة، بينهم 200 حالة حرجة. ووجه نداءات الى مختلف المستشفيات باستقبال المصابين، موضحاً أنّ "غالبية الإصابات جاءت في اليد والوجه".
ودعت وزارة الصحة العامة المستشفيات إلى أقصى درجة الاستنفار ورفع مستوى استعداداتها. وجاء في البيان: "صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان بصيغة عاجل طلب من جميع المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية الاستنفار إلى أقصى درجة ورفع مستوى استعداداتها لتلبية الحاجة السريعة إلى خدمات الطوارئ الصحية".
كما طلبت الوزارة من جميع المواطنين الذين يمتلكون أجهزة pagers ان يعمدوا إلى رميها بعيدا عنهم بشكل فوري.
وصدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بيان، وفيه: "تعرضت أجهزة اتصالات لاسلكية من أنواع معينة في عدد من المناطق اللبنانية ولاسيما في الضاحية الجنوبية للتفجير، مما أدى إلى سقوط اصابات. لذلك، تطلب قوى الأمن الداخلي من المواطنين إخلاء الطرقات تسهيلاً لإسعاف المصابين ونقلهم الى المستشفيات".
أصدر المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار تعميما داخليا طلب فيه من "عناصر الدفاع المدني القادرين على التبرع بالدم، التوجه فورا الى أقرب مستشفى إليهم للقيام بهذا الواجب الإنساني، نظرا إلى الحاجة الماسة إلى وحدات من الدم من كل الفئات".
وأعلن الصليب الأحمر اللبناني أنّ "أكثر من 30 سيارة إسعاف تستجيب لتفجيرات متعددة في جنوب لبنان البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت وجميع مراكزنا في جبل لبنان وبيروت في حالة تأهب قصوى".
بيان حزب الله
وجاء في بيان حزب الله الذي صدر بعد قرابة ثلاث ساعات من الهجوم السيبراني: "قرابة الساعة 03:30 من بعد ظهر يوم الثلاثاء 17-09-2024 انفجرت عدد من أجهزة تلقي الرسائل المعروفة بالـ"بايجر" والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات حزب الله المختلفة، وقد أدّت هذه الانفجارات الغامضة الأسباب حتى الآن إلى استشهاد طفلة واثنين من الأخوة وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة".
وأضاف: "تقوم الأجهزة المختصة في حزب الله حاليًا بإجراء تحقيق واسع النطاق أمنيًا وعلميًا لمعرفة الأسباب التي أدّت إلى تلك الانفجارات المتزامنة، وكذلك تقوم الأجهزة الطبية والصحية بمعالجة الجرحى والمصابين في عدد من المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية. ندعو للجرحى والمصابين بالشفاء العاجل، وندعو أهلنا الكرام إلى الانتباه من الشائعات والمعلومات الخاطئة والمضلّلة التي تقوم بها بعض الجهات بما يخدم الحرب النفسية لمصلحة العدو الصهيوني، لا سيما أنّ ذلك يترافق مع خطابات التهويل والتهديد للعدو الصهيوني وما يُسمّيه بتغيير الوضع في الشمال. ونؤكد أنّ المقاومة بكافة مستوياتها ومختلف وحداتها في أعلى جهوزية للدفاع عن لبنان وشعبه ".
وفي بيان لاحق صدر عن حزب الله: "بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوافرة حول الاعتداء الآثم الذي جرى بعد ظهر هذا اليوم فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي طال المدنيين أيضًا وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة".
وأضاف: "إنّ شهداءنا وجرحانا هم عنوان جهادنا وتضحياتنا على طريق القدس، انتصارًا لأهلنا الشرفاء في قطاع غزة والضفة الغربية وإسنادًا ميدانيًا متواصلًا وسيبقى موقفنا هذا بالنصرة والدعم والتأييد للمقاومة الفلسطينية الباسلة محل اعتزازنا وافتخارنا في الدنيا والآخرة. إنّ هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب، والله على ما نقول شهيد".
من مصدر الشحن
ووفق خبير تقني قد يكون تم تفخيخ أجهزة إتصالات اللاسلكي العائدة لحزب الله في المصدر. والاختراق الأمني حصل حين شحن هذه التجهيزات في شركة المنشأ. وبالتالي جرى تفجيرها عن بعد.
وشهدت الجامعة الأميركية في بيروت ازدحاماً يعيد التذكير بمشهد انفجار 4 آب لجهة أعداد المصابين وتوافد الأهالي.
وطلب العديد من المستشفيات التبرع بالدم . وتداولت مواقع التواصل فيديوات لأشخاص مصابين كانوا يحملون هواتف لاسلكية بين أيديهم.
وأفاد مراسل "النهار" في بعلبك أنّ انفجار أجهزة بايجر بدأ عند حوالي الساعة الثالثة والثلث بعد الظهر في سوق بعلبك. وهناك طوق أمني حول عدد من مستشفيات بعلبك.
وأفاد مراسل "النهار" أن مستشفيات النبطية امتلأت بالجرحى، وقد فرض طوق أمام المستشفيات مانعاً التصوير من قبل عناصر حزبية، كما احتشد المئات من الأهالي للتبرع بالدم.
وعملت فرق الإسعاف على نقل الجرحى بين مستشفيات النبطية التي فاق الوضع قدرتها الاستيعابية. وتكرر المشهد بقاعاً، واستقبل مستشفى الأمل عشرات الاصابات.
وأشارت السفارة الإيرانية في لبنا في بيان إلى أنّ "السفير مجتبى أماني أصيب بجرح سطحي وحالته العامة جيدة".
ووفق الاعلام العبري أطلقت إسرائيل على العملية اسم "تحت الحزام". وكشفت القناة 14 العبرية أن العملية استهدفت نحو 1200 عنصرا من حزب الله.
بايجرز
وجهاز البايجر أو النداء الآلي هو جهاز إلكتروني صغير يسهل حمله ويستخدم لاستقبال الرسائل القصيرة أو رقم الشخص الذي يحاول الاتصال بالجهاز.
وتحدثت معلومات أن أجهزة البايجر من طراز حديث حصل عليها عناصر الحزب قبل ثلاثة أشهر. وبناءآ على التحليل الأولي للصور فإن الجزء الذي تم تفجيره في الأجهزة هو بطارياتها من خلال رفع حرارتها وتعريضها بطريقة ما لتلف ميكانيكي يؤدي لانفجارها .
ونقلت يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أنّ "عناصر الحزب الذين تزوّدوا بالأجهزة الحديثة تلقّوا رسالة في البداية قبل ارتفاع درجة حرارة البطارية ومن ثم انفجارها".
أنواع جهاز بايجر ؟
أصبحت أجهزة البيجر التقليدية من الماضي مع تطور التكنولوجيا، ولكنها كانت تعتبر الوسيلة الرئيسية للاتصال اللاسلكي في السابق. كانت تتميز بحجمها الصغير وبساطتها، حيث كانت تُرسل إشارات بسيطة تنبه المستلم بوجود رسالة.
جهاز بايجر الحديث
مع تقدم التكنولوجيا، ظهرت أجهزة البيجر الحديثة التي تجمع بين مميزات التواصل اللاسلكي والتطبيقات الذكية. تتيح للمستخدمين إرسال النصوص، المكالمات، والتنبيهات من دون الحاجة لاستخدام هواتفهم. بالإضافة إلى ذلك، توفر تقنية البلوتوث والواي فاي ربطاً سلساً بين الأجهزة لتحسين تجربة الاتصال.تصبح أجهزة البيجر في نهاية المطاف أدوات قديمة في عالم التواصل الحديث، لكن لا يمكن نسيان دورها البارز في تطور صناعة الاتصالات. تظل تاريخ أجهزة البيجر جزءًا هامًا من تاريخ التكنولوجيا وتطور الاتصالات اللاسلكية.
كيف يعمل جهاز بايجر ؟
يعمل جهاز نداء لاسلكي عن طريق استقبال إشارة من جهاز إرسال. عندما يرسل شخص ما رسالة إلى جهاز البايجر، يتم تحويل هذه الرسالة إلى إشارة راديو يمكن استقبالها عن طريق جهاز البايجر. يصدر الجهاز صوت تنبيه أو اهتزاز لتنبيه صاحبه بوجود رسالة. بعد استقبال الرسالة، يمكن للمستخدم الاتصال بالرقم الموجود على شاشة البايجر للرد على الرسالة أو التواصل مع المرسل. تعتبر تقنية جهاز البايجر الآن قديمة نوعًا ما مقارنة بوسائل الاتصال الحديثة، لكنها استخدمت بشكل واسع في الماضي.