النهار

إلى أي مدى تأثرت شبكة اتصالات "حزب الله"؟
عباس صباغ
المصدر: "النهار"
يلملم لبنان آثار العدوان الإسرائيلي غير المسبوق الذي تعرّض له عصر الثلاثاء الفائت. وفيما الجرحى لا يزالون يتلقون العلاج فإن الملاحظ أن الشهداء والمصابين كانوا من الإداريين والعاملين في وحدات غير عسكرية تابعة لـ"حزب الله". لكن هل هذا انعكس على شبكة اتصالات الحزب؟
إلى أي مدى تأثرت شبكة اتصالات "حزب الله"؟
من مراسم تشييع ضحايا تفجير الـ"بيجرز" في الضاحية الجنوبية "نبيل إسماعيل".
A+   A-
يلملم لبنان آثار العدوان الإسرائيلي غير المسبوق الذي تعرّض له عصر الثلاثاء الفائت. وفيما الجرحى لا يزالون يتلقون العلاج فإن الملاحظ أن الشهداء والمصابين كانوا من الإداريين والعاملين في وحدات غير عسكرية تابعة لـ"حزب الله". لكن هل هذا انعكس على شبكة اتصالات الحزب؟

ليس خافياً أن تل أبيب لديها قدرات تكنولوجية واستخباراتية عالية وهي تتفوّق تفوّقاً لافتاً على معظم ما يمتلكه خصومها من تلك القدرات في المنطقة. لكن ما حدث عصر الثلاثاء الفائت في لبنان يُعدّ جريمة غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي مع ما خلفه ذلك العدوان من ضحايا وجرحى.

شبكة الاتصالات هي الهدف... لكن
منذ سنوات تعتمد المقاومة على شبكة اتصالات خاصة بعيدة عن الرقابة والخرق، فتلك الشبكة أثبتت فعاليتها خلال عدوان تموز ولم تنجح المحاولات الإسرائيلية في منع التواصل بين الكوادر العسكرية وقياداتها بمختلف مستوياتها.

وإن كانت تل أبيب اختارت تنفيذ عدوان إلكتروني غير مسبوق وغير متعارف عليه في التاريخ، فإن ما أقدمت عليه طال إداريين ومدنيين على امتداد الوطن وإن كانت معظم الإصابات تركزت في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع.

حصيلة العدوان كبيرة، وللوهلة الأولى كان الظن أن المستهدفين هم من مقاتلي المقاومة. بيد أن الوقائع كشفت أن من استُهدفوا هم من المدنيين وبينهم أطفال وإن كان بينهم من يعمل في وحدات تابعة للحزب.

فالضحايا والمصابون كانوا خارج النشاط العسكري بشكل لا لبس فيه، وتبيّن من الفيديوات التي انتشرت بعد العدوان أن من بينهم من كان في عمله داخل المستشفى ومنهم من كان مع عائلته، وكذلك من كان يتبضّع أو غير ذلك.

لكن وسط هذه الجريمة المروّعة هل انعكس ذلك على شبكة اتصالات المقاومة؟
لم تعلن تل أبيب رسمياً حتى تاريخه تبنّيها لأدوات تفجير أجهزة الاستقبال المعروفة بـ"البيجر"، لكن المقاومة بعد تدقيق وتحقيق حمّلت تل أبيب المسؤولية وتوعّدت بالرد الحاسم على ذلك العدوان. وفي خضم تلك الجريمة، هل باتت شبكة اتصالات المقاومة مخترقة وبالتالي ستوقف عملياتها على الحدود؟

الخبير العسكري والاستراتيجي عمر معربوني يؤكد لـ"النهار" أن "ما حصل من تفجير أجهزة البيجر يستوجب السؤال هل تأثرت شبكة اتصالات حزب الله؟ والإجابة ببساطة هي لا".
ويوضح معربوني أن "من الخصائص المرتبطة باستخدام جهاز البيجر عملياً، أنه جهاز نداء آلي يتلقى الرسالة من متصل إلى متصل به. الهدف من اعتماد هذه التقنية هو عدم حمل الأجهزة الخليوية وبالتالي المتصل به أو المتلقي يتجه إلى أقرب مكان فيه هاتف شبكة اتصال داخلية لـ"حزب الله" ويتصل بالذي اتصل به".

ويخلص إلى أن "مهمة البيجر تقتصر على ذلك بشكل أساسي. ولكن الغالبية الساحقة من الذين أصيبوا هم من وحدات من طابع إداري أو تنظيمي يرتبط بالمؤسسات المختلفة لـ"حزب الله" وهي بغالبيتها مؤسسات مدنية وليست قتالية. غير ذلك، الوحدات القتالية الأساسية لم تتأثر، ما يعني أن منظومة القيادة والسيطرة موجودة وحاضرة على عكس ما يشيع البعض بأنها تأثرت".

لكن هل يمكن وضع ما جرى ضمن إطار العملية الاستباقية؟ يلفت معربوني إلى أنه للوهلة الأولى كان يمكن وضع ذلك ضمن هذا الإطار، ولكن "بعد الحصول على معطيات ومعلومات تبيّن أن الوحدات التي تستخدم البيجر هي خارج نطاق التأثير في الوحدات العسكرية. باتت لدينا قناعة مختلفة وتصوّر مختلف عما يقال. باختصار، الشبكة التي يعتمدها "حزب الله" للاتصالات منتظمة متكاملة لا تزال في الخدمة. لا تأثير لما حصل على كفاءة الوحدات القتالية للحزب كلها".


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium