بُعيد بثّ ما يُمكن وصفه بـ"الأجواء الإيجابية الحذرة"، صباح اليوم، والتي أفادت بإعطاء رئيس الوزراء الإسرائيلي "الضوء الأخضر" لوقف إطلاق النار في لبنان والبدء بمفاوضات الهدنة، قال نتنياهو إنّه "لم يردّ على اقتراح أميركي فرنسي لوقف إطلاق النار في لبنان، لكنّه أصدر تعليمات للجيش بمواصلة القتال بكامل قوته في الوقت الحالي". وأضاف أنّ "القتال في قطاع غزة سيستمر حتى تحقيق أهداف الحرب التي تشنها إسرائيل".
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قد عبّر عن أمله في التوصل قريباً إلى وقف لإطلاق النار، وذلك بعد لقاءاته الديبلوماسية في نيويورك.
ونقلت وكالة "أسيوشيتد برس" معلومات تُفيد بأنّ "ميقاتي وقَّع على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار بعد لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والوسيط الأميركي للشرق الأوسط آموس هوكشتاين"، على هامش جلسة مجلس الأمن، ما استدعى نفياً قاطعاً من مكتب ميقاتي.
وقال مكتب ميقاتي، في بيان، إنّ "هذا الكلام غير صحيح على الاطلاق"، مذكّراً "بما كان أعلنه دولة الرئيس فور صدور النداء المشترك بمبادرة من الولايات المتّحدة الاميركية وفرنسا، وبدعم من الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، لإرساء وقف موقّت لإطلاق النار في لبنان، حيث قال دولة الرئيس بالحرف: نرحب بالبيان وتبقى العبرة في التطبيق عبر التزام اسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية. فاقتضى التوضيح".
في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق "موجة جديدة من الهجمات" على اعتبره "أهدافاً لحزب الله في لبنان، فيما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري أنباء بأنّ "سلاح الجو يستهدف مواقع نوعية في لبنان".
من جهته، رفض وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس "مقترحات وقف إطلاق النار في لبنان"، وذلك بعد دعوة الولايات المتحدة وفرنسا إلى وقف القتال لمدة 21 يوما لإتاحة الوقت للتوصل إلى حل ديبلوماسي.
وقال في بيان نشره على منصة "إكس": "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال. سنواصل القتال ضد منظمة حزب الله الإرهابية بكل قوّتنا حتى النصر والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم".
بدورها، أكّدت دولة قطر أنّه "ليس هناك صلة مباشرة بين المحادثات بشأن الهدنة في غزة والدعوة الدولية لوقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان".
وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الصحافيين بأنّه "لست على علم بوجود صلة مباشرة، لكن من الواضح أنّ الوساطتين متداخلتان بشكل كبير عندما تتحدث عن نفس الأطراف التي تشارك، في الغالب في هذا المسار الديبلوماسي".
وفي موازاة الجهود الديبلوماسية لوقف الحرب على لبنان، لا يزال الطيران الإسرائيلي يرتكب المزيد من المجازر في جنوب لبنان وقى البقاع، فقد شنّ غارات على بلدات قانا، صديقين، البيسارية، كفررمان، والهرمل وغيرها من المناطق.
بيان مشترك أميركي أوروبي عربي
أصدرت الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية الأربعاء نداءً مشتركاً لإرساء "وقف موقّت لإطلاق النار" لمدة 21 يوماً في لبنان، حيث يهدّد النزاع الدائر بين إسرائيل و"حزب الله" بجرّ المنطقة إلى حرب واسعة النطاق.
وقال الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، في بيان مشترك، "لقد عملنا معاً في الأيّام الأخيرة على دعوة مشتركة لوقف موقت لإطلاق النار لمنح الديبلوماسية فرصة للنجاح وتجنّب مزيد من التصعيد عبر الحدود".
وأضاف بايدن وماكرون أنّ "البيان الذي تفاوضنا عليه بات الآن يحظى بتأييد كلّ من الولايات المتّحدة وأوستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر".
وقالت الدول الموقّعة على البيان المشترك "لقد حان الوقت لإبرام تسوية ديبلوماسية تمكّن المدنيّين على جانبي الحدود من العودة إلى ديارهم بأمان".
وأضافت أنّ "الديبلوماسية لا يمكن أن تنجح وسط تصعيد هذا النزاع. وبالتالي، فإنّنا ندعو إلى وقف فوريّ لإطلاق النار لمدة 21 يوماً عبر الحدود اللبنانية-الإسرائيلية لإفساح المجال أمام الديبلوماسية لإبرام تسوية ديبلوماسية".
وحذّر النداء المشترك من أنّ "الوضع بين لبنان وإسرائيل منذ 8 تشرين الأول 2023 لا يُطاق، ويُشكّل خطراً غير مقبول لتصعيد إقليميّ أوسع، وهذا لا يصبّ في مصلحة أحد: لا في مصلحة شعب إسرائيل ولا في مصلحة شعب لبنان".