النهار

سيف وترس، دبكة وشبك أيدي فرحاً بالنجاح... "طاولة حوار لحل قضية شرطة الرئيس برّي"! (صور وفيديو)
المصدر: "النهار"
سيف وترس، دبكة وشبك أيدي فرحاً بالنجاح... "طاولة حوار لحل قضية شرطة الرئيس برّي"!  (صور وفيديو)
عناصر من شرطة عين التينة تحتفل بنجاح الرئيس بري
A+   A-
استثنائية حالة الرئيس نبيه برّي في لبنان. وكل ما يحيط به استثناء. وكيف لا إذا كانت شرطة مجلس النواب كيان مستقل بذاته لا يأتمر إلا بأوامره. وحراس عين التينة عند كل استحقاق يتعلّق به، يحولون مقرّ الرئاسة الثانية إلى حلبة رقص ودبكة.
 
بالأمس، مشاهد عناصر حرس رئاسة المجلس يحتفلون في محيط قصر عين التينة وعلى الطرقات تعبيراً عن فرحهم بإعادة انتخابه لولاية جديدة، كانت محط أسف للبنانيين الذي اعتادوا على هذه المشاهد، التي وإن كانت تعبّر عن فرح مجموعة بنجاح رئيسها، إلاّ أنها تعكس مشهدية حزينة عن وجود أناس فوق المحاسبة والقانون، أولاً، وثانياً، عن تسخير مؤسسات الدولة لصالح هذا الزعيم أو ذاك. علماً أن لكل المرجعيات السياسية في لبنان، حرساً ورجال أمن، لكن لم نر يوماً هذه الصور، التي تصدرت صفحات الصحف العالمية، إلا في عين التينة.
 
 
هذا السلوك، بعيد عن المحاسبة. ليس لأن مديرية قوى الأمن الداخلي عاجزة عن محاسبة أفرادها، لكن لسبب أن هؤلاء لا ينتمون أبدا إلى المؤسسة، ولا يأتمرون بأوامرها ولا يتقيدون بتعاميمها، ولا يرضخون لقوانينها. حراس عين التينة وشرطة المجلس كيان واحد، يتبع إلى الرئيس بري أو بالأحرى إلى "أبو خشبة". عناصره يحصلون على زيادات رواتب وترقيات وأصبح في صفوفهم ضباط من دون خضوعهم لأي دورات تدريبية رسمية.
هذا يعني، أن شرطة المجلس وحراس عين التينة، هم واحد، جهاز هاص، يتبع بالتراتبية لرئيس المجلس.
 
لكن السؤال، كيف يُسمح لهؤلاء بارتداء البدلة الرسمية لقوى الأمن الداخلي. سؤال، جوابه غير متاح. ولا قدرة على الإجابة عليه. وعندما تقصد أي معني بالموضوع، يجيب: "إسألوا رئيس المجلس". ويقول أحدهم ممازحاً: "بدا طاولة حوار لحل قضية شرطة الرئيس برّي".
 
سيف وترس، دبكة وشبك أيدي، طبول وأناشيد لحركة امل، وحرّاس رقصوا فرحاً، مديح لـ"أبو خشبة"، و"الله يخليلنا الرئيس برّي". هم ذاتهم، شرطة مجلس النواب، اعتدوا بالأمس، على معتصمين أرادوا أقل حقوقهم، وكسّروا سياراتهم، وعلى صحافيين يحملون همّ الناس والوطن، وطالبوا بأن لا تكون العدالة ملغاة من قاموس من أوكل إليهم حماية الدولة والوطن.
 

اقرأ في النهار Premium