تحلّ الذكرى الثانية لاغتيال المفكر لقمان سليم من دون أي جديد على التحقيق في هذه الجريمة التي أصمتت مفكراً معتدلاً مثقفاً ومنفتحاً احتضن بيئة نشأ فيها واحتضنت آفاقه المنيرة. غاب لقمان وغابت العدالة حتى الساعة من دون التوصّل الى ذلك المجهول الذي استفرده في ليلة القبض على روحه.
فرغم كل الوعود لم تصل الى التحقيق حتى صور الكاميرات، وفق ما ذكره وكيل العائلة المحامي أمين بشير لـ"النهار". هو أدرج ملفّ اغتيال سليم مع ملف كل الشهداء السياسيين في لبنان منذ اغتيال الرئيس رينيه معوض حتى يومنا، فملفّ لقمان يراه "يشبه كل الملفات السياسية في لبنان. خاوٍ من أي ورقة. لا أحد يتناوله وكأنه ممنوع الإتيان على ذكره أو كأن هذا التحقيق لم يتقدم، ولم يصل الى نتيجة". وأسف المحامي بشير "لتراكم الاغتيالات السياسية التي طاولت السياديين واصحاب الرأي المطالبين باستقلال لبنان وبقيت ملفاتهم فارغة دائماً، فيما نقوم ببطولات في كشف خلايا الموساد وداعش، لكن المجرمين الذين يقتلون السياديين واصحاب الرأي لا يمكننا أن نصل الى نتيجة في ملفاتهم مع ما ترافق من حجج لدى مراجعتنا مآل هذه القضية تارة بإضراب القضاة وطوراً بإضراب المساعدين القضائيين والوضع المأزوم في لبنان حيث بتنا نعاني في الملفات العادية للسير بها. وما أكثر الحجج في لبنان"، مشيراً الى أنه "لا جديد على صعيد التحقيق حيث سُطّرت استنابات الى الأجهزة الأمنية". أضاف "كنا قد حاولنا أن نضغط ولكن ما يحصل مع المحقق العدلي طارق البيطار في ملف المرفأ، بلغت الأمور درجة غير مسبوقة في التعاطي عرّت السلطات القضائية في لبنان". ليأخذ المحامي بشير "على استعمال السلطة والأمن كعناصر جريمة ليغدو فجأة تصرّف قاضٍ يطلق موقوفين من غير وجه حق، وقاضٍ يملك كل الصلاحيات والمقدرة على اتخاذ قرار، وإن فعل وأصدر قراراً لا يُنفّذ لغياب الغطاء السياسي عنه، عنيت به القاضي البيطار".
وقلل محامي العائلة من "إمكان الوصول الى نتيجة في قضية لقمان أمام ما يحصل". وقال: "للأسف، هذا هو الواقع، وما حصل مع المحقق العدلي هو أدلة ملموسة. وتجربتي المهنية تؤيّد ذلك. رحم الله لقمان. هذا هو مصير كل الشهداء السياسيين في لبنان". ليستطرد "ومن ضمن سلسلة الاغتيالات السياسية إن سئل النائب ميشال معوض نجل الرئيس الشهيد رينيه معوض، وبباعه السياسي فهو لم يتمكن ولم يستطع، وهو ابن بيت سياسي، تحريك ملف والده أو الوصول الى قضاء مستقل وجدي يحقق فعلاً في هذه الجريمة، فهل نحن رفاق لقمان سنتمكن من حمل سلطة ضده وضدنا في الرأي السياسي على أن تحقق في جريمة قتله في منطقة معروفة النفوذ؟ نحن ندرك النتيجة في قرارتنا. هو واقع ملموس. وبعد كل ما حصل مع القاضي البيطار، وما صدر من قرارات غير قانونية بتخلية موقوفين، نحن نعلم بأن ثمة قراراً من فوق بطيّ ملف لقمان وعدم متابعته". واستغرب المحامي بشير "سكوت الرأي العام بعد كل ما حصل بكل شهداء 14 آذار من دون كشف أي من الجرائم التي ارتُكبت في حقهم، لكن جرائم خلايا الإرهاب والموساد تُكشف على الفور". ويرى أن لقمان من بين هؤلاء الشهداء لكونهم شهداء الفكر الحرّ المطالب بالاستقلال من الاحتلال السوري في السابق، ومن الاحتلال الإيراني راهناً، وخطيئة لقمان أنه كان من بيئة معيّنة عاش فيها وكان مفروضاً إسكات صوته المعارض وكان هو الصوت الأقوى والآن كل الأصوات من دونه سكتت بعد غيابه".