حمل الإعلان الفرنسي الرسمي عن الاجتماع الخماسي الذي ستستضيفه باريس الإثنين المقبل حول الوضع في لبنان، على اقتضابه، دلالات لافتة كان من شأنها أن وضعت حداً للاجتهادات والتفسيرات السياسية والإعلامية اللبنانية المرتجلة وبلا تدقيق، بحسب التوظيف السياسي لكل تفسير.
تحلّ الذكرى الثانية لاغتيال المفكر لقمان سليم من دون أي جديد على التحقيق في هذه الجريمة التي أصمتت مثقفاً احتضن بيئة نشأ فيها واحتضنت آفاقه المنيرة. غاب لقمان وغابت العدالة حتى الساعة من دون التوصّل الى ذلك المجهول الذي استفرده في ليلة القبض على روحه.
فرغم كل الوعود لم تصل الى التحقيق حتى صور الكاميرات، وفق ما ذكره وكيل العائلة المحامي أمين بشير لـ"النهار". هو أدرج ملفّ اغتيال سليم مع ملف كل الشهداء السياسيين في لبنان منذ اغتيال الرئيس رينيه معوض حتى يومنا، فملفّ لقمان يراه "يشبه كل الملفات السياسية في لبنان. خاوٍ من أي ورقة. لا أحد يتناوله وكأنه ممنوع الإتيان على ذكره أو كأن هذا التحقيق لم يتقدم، ولم يصل إلى نتيجة".
أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس أنّ باريس ستستضيف الإثنين اجتماعاً مخصّصاً للبنان يضمّ ممثّلين عن كلّ من فرنسا والولايات المتّحدة والسعودية وقطر ومصر في محاولة لتشجيع السياسيين اللبنانيين على إيجاد مخرج للأزمة التي يتخبّط فيها بلدهم.
أعربت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الموجودة حالياً في السعودية، عن "قلقها البالغ إزاء انسداد الأفق في لبنان من الناحية السياسية"، كما قالت المتحدثة بإسم الوزارة آن-كلير ليجاندر خلال مؤتمر صحافي.
رغم الأزمة والصعاب، لا يزال اللبناني يبتكر ولا يستسلم. ليست المرة الأولى التي يسجّل فيها اللبنانيون إنجازات في عالم الابتكار والتكنولوجيا خارج لبنان. وفي الشركات الناشئة ومجال التكنولوجيا الغذائية، تشكّل الشركة الناشئة Matbakhi نموذجاً للمطابخ السحابية في العالم العربي.
مؤسّسا الشركة هم رائدا الأعمال اللبنانيان جو فرام ورودولف نجيم، من خلفية وخبرة واسعة في مجال التكنولوجيا الغذائية إذ شغلا مناصب عالية في شركات شهيرة من هذا النوع، وجمعهما الشغف في عالم المطاعم والمطابخ ولا سيما الافتراضية منها. لذا، فكّرا في تأسيس مشروعهما الخاص في تشرين الأول 2022، كشركة مطابخ سحابية للفنادق.
وبحكم أسفارهما العديدة وتنقّلهما في هذا القطاع وهذا المجال الواسع، لحظا مشكلة في الفنادق ذات الثلاث والأربع نجوم وأوجدا لها الحلّ. ففيما يتركّز عمل مطابخ الفنادق على الفترة الصباحية لتحضير الفطور – وهو ما يهمّ النزلاء بشكل أساسي – لا تستفيد الفنادق من هذه المطابخ طيلة الفترة الباقية من اليوم.
بعد دولرة أسعار الاتصالات والإنترنت، والمطاعم والفنادق، والتأمينات على أنواعها، وغيرها من الخدمات الصحية والاستشفائية، والحديث عن دولرة أسعار السوبرماركت وصل "موس" الدولار أخيراً، إلى فواتير المولدات، لتلامس بذلك أقسى فاتورة تقضّ مضاجع المواطنين المنهكين على كل المستويات، المتروكين لمصيرهم وأقدارهم، يواجهون منفردين، وباللحم الحيّ، وبحفنة ليرات لا يزال معظمهم يتقاضون رواتبهم بها، سبل البقاء على قيد الحياة الكريمة، إن لم نقل على شبع.
مضحك توجيه سهام الانتقاد إلى بكركي كلما لوّنت صرخة لها حيال الفراغ الرئاسي بلون مسيحي بزعم أنها تنحو منحى طائفياً فيما يطلب منها وحدها التحلي بـ"وطنية" كاذبة يمزّقها الآخرون شرّ تمزيق في كل لحظة. وسخيف الانقضاض على الرأي العام بمزاعم الحرص على القضاء وسط أشنع مؤامرة على التحقيق في مجزرة العصر في مرفأ بيروت، فيما الفريق الذي يقود هذه المؤامرة يتعمّد كل يوم تظهير الغطاء المذهبي الخالص لتعطيله التحقيق بمواقف لمرجعيته المذهبية التي لا تتوقف عن شن الهجمات المقذعة على طارق البيطار.
هل يمكن الاتكاء على فرضية أن زيارة وفد قيادة "حزب الله" لمقر إقامة الرئيس السابق العماد ميشال عون في الرابية أمس يمكن أن تشكل تطوّراً نوعياً في مسار العلاقة المرتجّة بين "التيار الوطني الحر" والحزب؟
في مناخات الحزب من يسارع لبسط الإجابة عن هذا السؤال بالتشديد على التفريق والتمييز بين زيارة أمس وتالياً مستقبل التفاهم المبرم بين الطرفين وبين محطة اللقاء الأخير في ميرنا الشالوحي قبيل أيام بين رئيس التيار جبران باسيل ووفد الحزب الذي ضمّ المعاون السياسي لأمينه العام حسين الخليل ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، وهو اللقاء الذي بُني على نتائجه الكثير.
مضت سنتان. كلّما ازدادت الحلكة فينا، ازددنا نحتًا في العدم في عبث المستحيل، بحثًا عن نبعةِ ضوء عن رغيفِ رفضٍ وزئير.
كلّما استبدّ بنا الشرّ، كلّما استفحل يأس الموت، استفحلْنا في تطلّب زهرة الإباء، في التعمشق بغيمة الأمل ببساط الريح والحنين.
لا شيء البتّة يثنينا عن صناعة الحبر، عن تمسيد أوجاع القتلى، عن تربية الوعر على الساحل وفوق هامات الهضاب ليكون مسكنًا لعشب التمرّد وكتابًا لأشعار الحبّ والعصيان.
فيما ينتظر البعض باهتمام ما قد يسفر عنه الاجتماع المرتقب في باريس في الأيام المقبلة، ولو أنه ليس على مستوى تقريري، فإن هؤلاء يولون أهمية موازية وربما أكبر لكل التطورات الأخيرة مع طهران من لقاء المبعوث الأميركي روبرت مالي ممثل إيران لدى الأمم المتحدة، إلى رسائل أعلنت إيران أن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني حملها إليها نهاية الأسبوع المنصرم معلناً أنها تتعلق بالملف النووي.