بات اللبنانيون، كل اللبنانيين، في سلّة واحدة. كل يحارب من موقعه لتأمين أقل مقومات الصمود امام الانهيار الكبير. وموظفو "اوجيرو" شريحة من مجتمع يطالب بأقل حقوقه.
لهذا، قررت نقابة موظفي "أوجيرو" الاستمرار في إضرابها إلى حين البت بمطالب الموظفين. اجتماع أمس بين وزير الاتصالات جوني القرم ونقابة "أوجيرو" والذي ضم إيلي زيتوني وأمين السر هيثم كبي وعضو مجلس إدارة الهيئة هادي بوفرحات، لم يخرج بنتائج ملموسة على صعيد وقف الاضراب، لا بل ان النقابة تنتظر إلى يوم الثلثاء المقبل إلى حين الحصول على أجوبة شافية بشأن المواضيع التي طرحتها.
رئيس نقابة هيئة "أوجيرو" إيلي زيتوني أوضح لـ"النهار" أن المفاوضات يتولاها وزير الاتصالات وهو يقوم بدور الوساطة مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وتمنى أن تنتهي هذه المفاوضات سريعاً، وأن يكون يوم الثلثاء المقبل بداية لانطلاق مبادرات إيجابية، بالأخص أنّ ما نطالب به هو حق طبيعي، أي ان مطالبنا لا تتعدّى مطلب تطبيق المراسيم والقوانين التي صدرت عن مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية للقطاع العام، كمرسوم بدل النقل، والمساعدة الاجتماعية، ومنحة الإنتاج، وبدل غلاء المعيشة، التي تحسّن نوعاً ما بالراتب، فـ"البحصة بتسند خابية".
ويضيف: "مطالبنا لا تتضمن أي أمور إضافية لم تقرها السلطات الرسمية بالأساس، بل ندعو إلى تطبيق هذه القرارات الصادرة عن الدولة اللبنانية من دون تأخير بسبب الوضع الاقتصادي والمالي والمتأزم. نفذوا المراسيم والقوانين بالسرعة المطلوبة".
ويشدد زيتوني على أن "المطالب حاليا لا تتضمن الزيادة على الراتب، التي ستدخل حيز التنفيذ عند إقرار الدولار الجمركي، فيبدأ عندها قرار الزيادة على رواتب القطاع العام بالسريان. نحن لا نطالب بـ"زودات"، ولا بتعديل رواتب، الذي ينتظر الدولار الجمركي والذي يأتي في مرحلة لاحقة، بل نشدد على تطبيق القوانين التي صدرت ليس أكثر".
ويشير زيتوني إلى ان "المشكلة أن أي مدفوعات تصدر عن الدولة، في ظل الشح الموجود في الاحتياط، تتطلب موافقة وزير المال ورئيس الحكومة، لذلك، ما يحصل اليوم من تأخير غير مبرر، بل هو روتين إداري يمكن ان ينتهي بأقل وقت ممكن، خصوصاً أنّ أي توقيع يستند إلى مرسوم وقوانين صادرة مسبقاً ولا حاجة على سبيل المثال لاجراء استشارات أو أي شيء آخر".
ويتابع رداً على سؤال: "ما أوضحناه للوزير أمس أن يتولى هذه المسؤولية لأنها من واجباته، وهو أخذ على عاتقه متابعة الملف، وهو "واسطة خير". همّنا في الاجتماعات كان تقديم توضيحات للوزير عن الحقوق التي أقرتها الدولة، وان يكون لديه المعرفة والإلمام في كيفية تمرير القوانين. ما حصل أنه تم تكبير حجم المشكلة في الاعلام، وبالتالي، نتمنى ان تكون الأمور سلكت طريق الحل، لكن لا يمكن الجزم بأن المشكلة قد حُلّت إلا تـ"يصير فول بالمكيول". وتمنى ان نسمع أخبارا جيدة يوم الثلثاء المقبل.
زيتوني يلفت إلى "انهم كقطاع عام بالأساس لا يمكن لهم قبض رواتبهم بالدولار، وتحسين الرواتب الذي تم تخصيص موظفي الخليوي به، تحت مسمّى انهم شركة مساهمة لبنانية، سنحصل عليه عند تحسين الدولار الجمركي، وبالتالي التأخير أوصلنا إلى ما وصلنا إليه، وكان يمكن حل الأمور عند إصدار المراسيم منذ البداية".
وفي حين يكشف عن أن إدارة "اوجيرو" تقوم بتحضير جداول بالكلفة التقريبية لتطبيق هذه المراسيم، لا يرى زيتوني ان القرار سيكون سلبيا الأسبوع المقبل، إلا ان الاضراب مستمر حتى البت بالمطالب.
تقنياً، "لم يستبعد توقف خدمات الاتصالات والانترنت في حال الاستمرار في الاضراب، فكل شيء وارد، كما يقول، خصوصاً أننا ما زلنا في الاضراب. اتخذنا بعض التدابير الداخلية التي لها علاقة بالشق الانساني لحماية بعض المرافق مثل المستشفيات وغيرها".
ويذكّر بأنّ "الرقم الثلاثي الخاص بالطوارئ كالصليب الأحمر أو الدفاع المدني أو أي جهاز آخر، لديه رقم بديل مباشر يَرِدُ عادة تحت الرقم الثلاثي يمكن استخدامه عند الحاجة".
شاهد- مقابلة مع وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم عبر "فايسبوك النهار"