في الوقت الذي كانت فيه "مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان " تسجل أحدث المواقف الدولية التي تؤشر إلى تعاظم القلق حيال تصاعد أزماته في ظل بلوغ الفراغ الرئاسي شهره الخامس، انفجرت "مفخخة" سياسية من الطراز الثقيل سواء تعمداً أو عفواُ عبر مقاربة يصعب تجاهل طابعها الاستفزازي في إعلان رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية مرشحاً لفريق 8 آذارعلى لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري نفسه.
تقدّمت "القوّات اللبنانية" اليوم بإخبار لدى النيابة العامة التمييزية ضدّ جمعية "القرض الحسن".
الإخبار حمل توقيع ثلاثة نواب هم فادي كرم وأنطوان حبشي وسعيد الأسمر، وذكر أنّ للموسسة 31 فرعاً وعدداً كبيراً من الصرّافات الآليّة، وتعتمد بطريقة مخالفة للقوانين وتعاميم المصرف المركزيّ على الإقراض مقابل ذهب أو كفالة أحد أعضاء مجلس إدارتها.
وأشار النوّاب عبر الإخبار الى أنّ الجمعية تنقل الأموال بشكل غير مشروع عبر حسابات مالية وهمية، ما يعرّض المؤسسات المالية اللبنانية الى عقوبات محتملة، بالإضافة الى أنّ النظام الماليّ اللبنانيّ خاضع لقانون النقد والتسليف الذي يوجب الاستحصال من مصرف لبنان على ترخيص، بغية القيام بأعمال الصيرفة والإقراض واشتراط إتمام هذه العلمليات حصراً عبر المصارف المرخّصة.
لم يكن في ذهن مؤسسي الجمهورية اللبنانية، مطلع القرن الماضي، غير الآمال والرؤى الوردية لمستقبل هذا الوطن الموسوم بالجمال والبحبوحة ورغد العيش. لهذا جهد بناةُ الدولة، وواضعو حجر الأساس للبنيان الاقتصادي والنقدي والمالي فيها، أن يعززوا هياكل الاقتصاد بأدوات مالية ومصرفية تحمي مدخرات الناس ومداخيلهم، فكانت المصارف درّة الاقتصاد، وكانت الليرة الإبنة المدللة للمصرف المركزي، ولأسواق المال العربية، والدولية، وفخراً لحامليها، وللمتعاملين بها، والأهم من كل ذلك، ملاذاً آمناً للإدخار والإستثمار، والتعاقد والتعامل التجاري.
يوم خُطف الشيخ أحمد شعيب الرفاعي، استعادت الذاكرة اللبنانية عمليّات خطف واغتيال حصلت في التاريخ الحديث بحق بعض رجال الدين السنّة ومرجعياتهم، أمثال رياض الصلح، الشيخ أحمد عساف، المفتي حسن خالد، رفيق الحريري وغيرهم... والتي أنتجت في بعض المحطات صراعاً مفتوحاً على الفتنة والحرب الأهلية.
ليس أمراً عابراً استهداف رجال الدين في لبنان إلى أيّ طائفة انتموا. وإن صمتت دار الفتوى اليوم فلا يعني ذلك ضعفاً، وفق ما يعتقد البعض، بقدر ما هو حرص على السلم والسلام في هذا الظرف الحرج أمنياً.
هل يمكن أن تتخيلوا في يومٍ من الأيام أن تصبح أجهزة الهاتف مدمجة في بشرتنا؟ هذا ما صرح به مارتين كوبر، مخترع الهاتف المحمول في مقابلة مع شبكة "CNBC" خلال المؤتمر العالمي للجوال في برشلونة.
وبحسب كوبر أن الجيل القادم من الهواتف سيكون مدمجاً تحت جلد الآذان، مضيفاً أن مثل هذه الأجهزة لن تحتاج للشحن لأن جسم الإنسان هو "الشاحن المثالي"، فبنظر كوبر إن جسم الإنسان يخلق الطاقة عند الحصول على الطعام، وإن الجيل القادم من الهواتف سيحتاج لقدر ضئيل من الطاقة لتشغيله.
لا نغالي في التأكيد الجازم بأن يكون "التقزز" ولا أقل من ذلك، الشعور الحقيقي الذي ينتاب اللبنانيين عند سماعهم أو مشاهدتهم أو قراءتهم للتصريحات السياسية السائدة راهناً في زمن بلوغ الانهيار المتعاظم حدود وضع لبنان عند مرتبة البلد الأول في لائحة البلدان المصابة بكوارث الانهيارات المالية والاقتصادية. تثبت وقائع الأيام الأخيرة انفجار واقع مجتمعي هو الأشد دراماتيكية في مآل شعوب تناوبت عليها المصائب والكوارث إلى حدود ضياعها ضياعاً تاماً أمام القدرة على التغيير والانتفاض وتبديل الأحوال، فإذا بتداعيات الانهيار تتحوّل بالكامل إلى الإنسان اللبناني الضحية ألف مرة.
يُروى أنّه في الخمسينات من القرن الماضي، نُظّمت تظاهرة مندّدة بما عُرف بوعد بلفور. وبلفور هو اللورد البريطاني الذي نُسب اليه إطلاق وعدٍ تعهدت بريطانيا بموجبه إقامة وطن لليهود في فلسطين، فانطلقت التظاهرة بشعار "فليسقط وعد بلفور" وانتهت بشعار "فليسقط واحدٌ من فوق".
تجسّد هذه الواقعة ما يحصل في عددٍ من الملفات المصيرية سياسياً ومالياً، خصوصاً على المستوى التشريعي، في ظلّ انعدام الوزن الكامل الذي نعيشه، والذي لا يعلم أحدٌ كيف يبدأ وأين، وكيف ينتهي، تماماً كتظاهرة وعد "بلفور"، لتمتلئ بعدها وسائل إعلام وتواصل اجتماعي، بفرقة "ردّيدة" غالباً ما تتجاوز بأطروحاتها الموضوع والعنوان المطروح شكلاً ومضموناً ليصحّ وصف هذه الحالة بـ"حارة كل مين إيدو إلو"، مع السياسيين الشعبويين و"المستكتبين" الذين يستغلون الظرف ويشرعون في تصفية الحسابات على حساب الحقيقة والقانون، ولو كنّا في أخطر مرحلة كيانيّة من تاريخ لبنان.
لم تمر جلسة اللجان النيابية المشتركة الثلثاء الماضي مرور الكرام في ساحة النجمة نظراً إلى ما خلّفته من آثار سلبية وانقسامات بين الكتل حملت علامات طائفية لم يهضمها نواب كثيرون رفعوا الصوت جرّاء بروز انقسامات مسيحية – إسلامية على السطح، حيث سارع النائبان بلال عبدالله وهادي أبو الحسن مع قلة من زملائهما إلى التحذير من هذه المشهدية التي لا تدعو إلى الاطمئنان وسط كل الخلافات المفتوحة حيال ما يصدر عن حكومة تصريف الأعمال التي تجاهد لتسيير شؤون المواطنين رغم هذا السيل من الضغوط. وبصرف النظر عن جدول أعمال الجلسة وما جرى إدخاله عليها، يلاحَظ ان موضوع الشغور المفتوح في الاستحقاق الرئاسي يشكل أولوية عند الكتل المسيحية التي طيّرت نصاب الجلسة، ولا يعني أن النواب الآخرين لا يكترثون لهذا الاستحقاق.
سلطت زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى دمشق ولقائه بشار الأسد الضوء على تساؤلات إزاء تجاهل مصر من بين دول عربية عدة قانون قيصر الأميركي العقابي ضد النظام السوري في الوقت الذي يبرز القانون نفسه سبباً لعدم إمداد لبنان بالغاز المصري في انتظار إعفاء أميركي من هذا القانون لئلا تقع مصر تحت طائلته.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.