هاجم القاضي الشيخ خلدون عريمط رجل الأعمال بهاء الحريري، فشدّد على أن الأخير "لم يرث شيئاً من وطنية" والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، منتقداً الإفطار الذي أقامه لمناصريه الذين وصفهم عريمط بـ"المرحليّين".
وسخر عريمط من خطوة بهاء الحريري فقال "بهاء الحريري ربّما تذكّر؛ والأرجح أن بعض الباحثين عن دور أيقظه من سباته العميق، وهو متنقّل بين موناكو وقبرص ولندن ونيويورك، وذكّره بمآثر والده الرّئيس الشهيد وإفطاراته الرمضانيّة الوطنية واليوميّة في قصر قريطم، التي استضاف خلالها الرّئيس الشهيد عشرات الآلاف من اللبنانيين مسلمين ومسيحيين من كافّة المحافظات والأقضية اللّبنانية على موائده الرمضانية، لينقل إلى العرب والمجتمع الدولي أنّ لبنان الوطن والرّسالة باق بجناحيه ليكون الصّفحة المشرقة في الوطن العربي الجريح والمحاصر والمستهدف من أصحاب المشاريع الإقليميّة والدوليّة القاتلة".
واتّهم عريمط بهاء الحريري بإثارة الفتنة، معتبراً إفطاره ضراراً واعتداءً، وقال: "بعد ثمانية عشر عاماً من التأمّل والتفكّر والبحث عن الذات، أقام بهاء الحريري أوّل إفطار رمضاني في العاصمة بيروت، ليكون إفطار ضرار (أسوة بمسجد ضرار)، في قاعة أحد المباني بفردان، والتي ورثها نسباً من الرّئيس الشهيد، في الوقت الذي لم يرث شيئاً من وطنيّة وعروبة وفروسيّة وكرم الرّئيس الأسطورة الذي أعاد لبنان وشعبه إلى خريطة المجتمع الدولي ليكون شريكاً فاعلاً في صناعة القرار عربيّاً ودوليّاً".
وفي هذا السياق، تساءل إن كان "إفطار ضرار هذا الذي أقامه بهاء الحريري لمناصريه المرحليّين الذين لم يتجاوزوا العشرات في أحسن الأحوال، والذين خاطبهم باستحياء من وراء حجاب المحيطات، هل يكون هذا الإفطار كفّارة للأخطاء والخطايا التي ارتكبها عائليّاً بالنكايات المفرطة، وسياسيّاً بالانتخابات النيابية التي أوصل فيها مرشّحيه إلى منتصف بئر الحرمان، وقطع حبال الوصل والتواصل معهم بخفّة موصوفة لتكون نتيجة الانتخابات النيابيّة صفراً مكعّباً رغم ما أهدر من مال ووقت نكاية بهذا وذاك، أو تشويشاً مبالغاً فيه لإضاعة بوصلة العمل الوطني الأصيل؛ وبالتغاضي والتعامي عن إغلاق كلّ آثار ومآثر ومؤسّسات الرّئيس الشهيد التي أقامها خدمة للبنان وشعبه وتأكيداً على دور ورسالة لبنان الحضارية".
ورفض عريمط أن يكون "إفطار ضرار هذا...مدخلاً لبناء زعامة أو قيادة على السّاحة اللبنانية. فالمسلمون في لبنان ليسوا بحاجة إلى من يُخاطبهم من وراء البحار والمحيطات خوفاً ورهبة، وليسوا بحاجة إلى وصاية أو قيادة تعيش بمزاجيّة على الأوهام، وعلى أحلام اليقظة والكيديّة للقريب والبعيد".
وشدد على أن "من يُريد أن يستنهض الوجود والدّور للمسلمين السنّه في لبنان فعليه أن يقتفي آثار الرئيس الشهيد رفيق الحريري متنقّلاً بين بيروت وطرابلس وصيدا والبقاع والجنوب والجبل وعكار، وأن يبدأ يومه مع طلوع الفجر وينهيه في منتصف الليل، ويقيم المؤسسات الصحيّة والاجتماعيّة والخيريّة، ويُعيد لبنان إلى عروبته، ويُعيد العرب إلى لبنان الوطن والرّسالة؛ وهذه المواصفات والصفات لا يمكن أن تكون في من يقيم في ذكرى الرئيس الشهيد حفلاً صاخباً في واشنطن بدل أن يكون في ذكرى الاستشهاد مع محبّي الرّئيس الشهيد في سيّدة العواصم بيروت، وفي رحاب مسجد محمد الأمين عليه الصلاة والسلام".
وذكّر بأن "الرّئيس سعد الحريري علّق عمله السياسي بعد معاناة وجراحات من الخصوم والحلفاء ورفضاً للواقع السياسي الذي أوصل لبنان إلى قعر جهنّم التي بشّر بعضهم بها؛ فهل يُريد بهاء الحريري بعد تعليق أخيه لعمله السّياسي أن يؤدّي دوراً سياسيّاً في لبنان على طريقة (شاب واستحلى) أمّا أنّه نظر وفكّر بعد أن استحلى ولسان حاله يقول: "لما الوالد والشقيق عملا بالسياسة؛ وأنا من شو بشكي يا ترى"؛ وربّما خاطب نفسه مراراً: "وأنا من شو بشكي يا ترى".