بمناسبة العيد الوطني الإيطالي، أقامت السفيرة الإيطالية في لبنان نيكوليتا بومباردييري حفل استقبال مساء أمس في قصر سرسق، مشيرة إلى أنّه "أول عيد وطني إيطالي لها كسفيرة للجمهورية الإيطالية في لبنان، نحتفل به معاً حضورياً"، ومعبّرة عن تأثرها بذلك، قائلة: "لا يمكننا أن ننسى عامين من جائحة فرضت علينا قيوداً ومعاناة شديدة".
وأشارت إلى أنّها اختارت الاحتفال بالعيد الوطني الإيطالي في قصر سرسق لسببَين رئيسيَّين. "الأوّل، لأن تاريخ هذا القصر وعائلته مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ العائلات الإيطالية. والثاني، هو أنّ هذا القصر - الذي يعود بناؤه إلى القرن التاسع عشر - فريد بهندسته المعمارية التي تعكس التأثير الإيطالي والشرقي معاً، لا يزال يُظهر الجروح التي سببها انفجار 4 آب 2020 في مرفأ بيروت. تذكرنا هذه الندبات بتلك التي ما زالت ظاهرة على الكثير من المباني والمنازل في بعض أحياء بيروت. ندوب لم تلتئم بعد بالنسبة إلى عائلات الضحايا".
وقالت بومباردييري: "يختلف لبنان اليوم كثيراً عمّا كان عليه عندما أقيم الاحتفال الأخير لمناسبة العيد الوطني للجمهورية الإيطالية في حزيران 2019. ومنذ ذلك الحين، أرخت الأزمة التي تعصف بالبلاد بثقلها بشدة على جميع القطاعات. يجب أن تعلِّمنا كل أزمة، مهما كانت قاسية، دروساً وتُلهمنا من أجل تغيير أفضل".
وأضافت: "ستكون هذه السنة حاسمة بالنسبة إلى لبنان وبالنسبة إلى تجديد مؤسساته الديموقراطية ضمن التقويم الدستوري. تشكّل الانتخابات البرلمانية التي أُنجزت لتوها خطوة مهمة في العملية نظراً للدور الرئيسي الذي يضطلع به البرلمان جنباً إلى جنب مع الحكومة للمضي قدماً في الإصلاحات التي بات لبنان بأمسّ الحاجة إليها ولتوفير الخدمات الأساسية للسكان".
ورأت السفيرة الإيطالية أنّه "يمكن للبنان مواجهة التحدّي بفضل خلفيته الحيوية على الصعيد الأكاديمي ودوره الريادي في مجال الأعمال، ومجتمعه التعددي والمتنوع، ورأس المال البشري الموهوب، والعديد من الأصدقاء في المجتمع الدولي من بينهم إيطاليا".
وذكّرت بأنّ "روابط تاريخية قوية تجمع إيطاليا بلبنان"، مضيفة: "تشهد الكثير من المعالم على هذا الإرث".
وشدّدت على أنّ "إيطاليا لم تتوانَ عن دعم لبنان حتى في أصعب اللحظات، وذلك من خلال التزامنا بأمن واستقرار البلاد منذ الثمانينيات بمشاركتنا في اليونيفيل وعبر مهمتنا التدريبية العسكرية الثنائية؛ من خلال التزامنا بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد عبر تنفيذ مشاريع في مختلف المجالات كالبنية التحتية والصحة والتعليم والمياه والإرث الثقافي والحماية الاجتماعية؛ وأخيراً من خلال التزامنا بتعزيز التعاون الثقافي والأكاديمي وتوفير الفرص للطلاب اللبنانيين للدراسة في الجامعات الإيطالية".
وأضافت: "ينتمي بلدانا إلى المصير المتوسطي عينه. تحدياتنا مشتركة. ولا يمكن للحلول إلّا أن تكون مشتركة ومن مسؤوليتنا جميعاً حماية المنافع العامة المتوسطية المشتركة".
وتوجّهت إلى المواطنين الإيطاليين بالقول إنّه "منذ استقلال لبنان في العام 1943، أدّت الجالية الإيطالية دوراً مهماً للغاية في التقدّم المادي والاجتماعي لوطن الأرز. يبقى الإيطاليون مكوناً حيوياً يحظى بتقدير المجتمع اللبناني. أنتم، أيها الإيطاليات والإيطاليون، المحرّك الحقيقي للصداقة بين الشعبين والبلدين".