يلفّ الحداد العام بشري، حيث شلّ الإقفال التام اليوم كلّ حركة فيها، فيما الأهالي يستعدّون لتشييع الضحيّتين هيثم طوق، ومالك طوق، اللذين سقطا في القرنة السوداء، عند الخامسة عصراً في كنيسة السيّدة وسط البلدة.
وقد تعاطفت بلدات قضاء الجبة كلّها مع الدعوة إلى الحداد والإقفال، فضلاً عن دعوة اتحاد بلديات دير الأحمر ايضاً.
ووسط أجواء من الحزن تلفّ المنطقة، تتواصل الاتصالات والدعوات إلى التهدئة، ومنع المصطادين في الماء العكر من تحقيق أهدافهم الفتنوية، وإفساح المجال أمام المراجع المختصة لكشف الفاعلين والمحرّضين والمشاركين وإنزال أشد العقوبات بهم، بعد محاكمتهم أمام المراجع القانونية المختصّة.
وتتابع مخابرات الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى تحرّياتها وتحقيقاتها مع الموقوفين لديها، في الوقت الذي تواصل القيام بمهام حفظ الأمن في القرنة، حيث تنفّذ مروحيّات الجيش اللبناني منذ الصباح طلعات جويّة في المنطقة، تشمل الجبال، لرصد أيّ تحرّكات فيها. ويتوقع أن تشهد بشري اليوم زحمة معزّين ومشاركين في المُصاب الجلل.
وفيما ترك البيان المشترك بين النائبين ستريدا جعجع ووليام طوق ليل أمس ارتياحاً في صفوف الأهالي في بشري والشمال عامّة، تتكاثر الدعوات إلى وقف التحليلات العشوائية على صفحات التواصل الاجتماعي منعاً للاحتقان إلى حين صدور التقارير الرسميّة عن المحقّقين العدليين والأمنيين ليُبنى على الشيء مقتضاه.
أجراس كنائس بشري كلّها ومعها أجراس كنائس القضاء ستُقرع حزناً بعد ظهر اليوم، بالتزامن مع دعوات لمشاركة عارمة قد تلقى صدى لها أبعد من بشري والشمال، تعبيراً عن الرفض لما جرى، واستنكارا للغدر بالشباب، ومشاركة لبشريّ في حزنها ووجعها.
هذا، وصدر بيان عن أهل الضحيّتين هيثم ومالك طوق، طالب جميع من يشاركهم في مصابهم الأليم "احترام مشيئة الشهيدين وعائلتيهما بعدم إطلاق الرصاص نهائياً نهار المأتم، والاكتفاء بالصلاة عن روحهما والمشاركة في الجنازة المباركة".
واليوم، غطّى السواد معظم المواقع الإخبارية البشراوية، ووضعت أغلبيتها صورة لبشريّ بالأسود والأبيض.