صباح الخير، إليكم آخر مستجدات الأربعاء 3 آب 2022
واقعيا، دخلت البلاد دائرة المناسبة الأشد اثارة للشجون والمواجع والمآسي، مناسبة احياء الذكرى الثانية لـ"انفجار العصر" في مرفأ بيروت في الرابع من آب 2020 التي تصادف غدا، وسط تفاقم مختلف الظروف التي تجعل هذه الذكرى محطة وطنية وإنسانية بالغة التأثير في انفعالات اللبنانيين، كما في تجسيد الواقع اللبناني العام الابعد من استذكار كارثة التفجير والخسائر البشرية والمادية الفادحة التي تسبب بها والتداعيات الهائلة التي تركها ولا تزال تتفاعل بقوة في كل الاتجاهات الداخلية والخارجية.
في مقالات اليوم
كتّاب "النهار"
أشارت وسائل إعلام عدة ومعها وسائل تواصل اجتماعي الى أن رئيس مجلس النواب
نبيه بري لن يدعو الى جلسة نيابية لانتخاب خلف للرئيس ميشال عون في الأيام العشرة الأولى من المهلة الدستورية التي حدّدت شهرين لانتخاب رئيس خلفاً للرئيس الذي ستنتهي ولايته، وهو العماد ميشال عون، ليل 31 شهر تشرين الأول المقبل. وعزت ذلك الى حرص بري على إجراء تقويم جدّي لميول النواب وانتماءاتهم السياسية والحزبية والطائفية والمذهبية كما لمواقفهم من المرشحين المعروفين للرئاسة ثم من المرشحين المعروفين – المجهولين الحريصين على "شغل" رئاستهم خلف الكواليس تنافياً للحرق، وأخيراً من المجهولين تماماً الذين قد توصل علاقاتهم الخارجية أولاً ثم الداخلية واحداً منهم الى القصر الرئاسي في بعبدا. لكن المعلومات التي توافرت في الأسبوعين الماضيين أفادت أن سيد عين التينة سيدعو الى عقد جلسة لانتخاب الرئيس الجديد للبلاد في الأيام العشرة الأولى من المهلة الدستورية المحدّدة بشهرين بين الأول والعاشر من شهر أيلول المقبل. أما الأسباب التي تجعله يميل الى ذلك فثلاثة.
لا يعتقد سياسيون في ضوء الكلمة التي القاها رئيس الجمهورية ميشال عون في عيد الجيش وتمنيه الا تعرقل انتخابات الرئاسة كما تشكيل الحكومة ان عون اقتنع بفكرة عدم امكان وصول صهره الى الرئاسة . ففي السعي المحموم الواضح الى انجاز ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل بسرعة وقبل انتهاء عهده الذي دخل في النزاع الاخير طموح الى امكان توظيف ذلك كمكسب ذريعة انه ووفقا لما انجزه يستحق ان تكون له ارجحية في تحديد من يخلفه في موقع الرئاسة لا سيما اذا تم تعجيز الداخل والخارج من فراغ يزيد الانهيار انهيارا واضطرارا الى الرضوخ لخياره . وهو سبق ان قال في حديث صحافي انه يحق له ان تكون له كلمته المؤثرة على هذا الصعيد وهو لن يستسلم لفكرة العجز عن تسليم رئاسة والقيام بالمستحيل من اجل ذلك.
ليليان شعيتو اسم يرمز الى بشاعة وطن يأخذ منك كل شيء... أحلامك وصحتك وأمنك... ليليان مواطنة كانت يوم 4 آب قبل سنتين تشتري هدية لزوجها، وفي هذا اليوم المشؤوم اصبحت ليليان ضحية من ضحايا 4 آب... وبعد اصابتها في رأسها كانت حالتها صعبة وبدأت تتحسن تدريجا... لكن زوجها والمحاكم الجعفرية والقوانين المتخلفة والنظام الابوي قرروا ان لا ترى هذه الأم ابنها.
ليس من باب استعجال الشماتة المسبقة التي نخشى أن تنقلب "علينا" إن تمادينا فيها قبل ضمان "إخلاء" قصر بعبدا من الرئيس الثالث عشر للجمهورية منتصف ليل 31 تشرين الأول، وإنما من زاوية التندّر فقط نقول إن إحياء "الترويكا" في الهزيع الأخير من العهد كاد يختصر كل رمزيات "آخرة" هذا العهد. ولا نظن أن العهد وفريقه وتياره وكل حلفائه أو بالأحرى من بقي منهم، لا يدركون أن معظم اللبنانيين أطلقوا العنان "رسمياً" منذ الأول من آب للعدّ التنازلي للتسعين يوماً الأخيرة من ولاية العهد قبل معاينة أي شيء آخر لأسباب ودوافع تحتاج الى مجلدات ويستحيل حصرها في عجالة مقتضبة.
مع حال الانسداد السياسي التي تلت محطة الانتخابات النيابية، وبعد التداعيات والارتدادات المدوّية التي أعقبت انفجار قضيّة المطران موسى الحاج والتي فرضت جولة سجال داخلية بدت غير مسبوقة، برز من يطرح في التداول السياسي فكرة الدعوة الى قمّة روحية إسلامية - مسيحية عاجلة كجزء من عملية احتواء الموقف وخفض منسوب الاحتقان والتوتر العالي، وتعبيد الطريق لاستعادة التوازن في المشهد السياسي الباعث على القلق.
ليست الجامعة اللبنانية من الأولويات لدى أهل السلطة. الثابت أنها باتت مؤسسة مهملة لا يخجل أحد الوزراء بالدعوة إلى إقفالها لأنها باتت عبئاً على الدولة وفق ما سرّب من احدى جلسات الحكومة طرحت خلالها ملفات الجامعة. الدعوة لإحالتها إلى التقاعد تنطلق من خلفية الصراع على التحاصص وليس لحرص المسؤول على الجامعة وحمايتها وتحصينها أو على الأقل المطالبة بإصلاح أوضاعها بعد تأمين مقومات استمرارها. هكذا تتخلى السلطة عن الجامعة وتتركها لمصيرها في ذروة أزمتها، طالما لم تعد تؤدي الوظيفة القائمة على التنفيعات في ظل الانهيار. فإذا سئل هذا المسؤول عن رؤيته للجامعة كمؤسسة أكاديمية لها وظيفة علمية وبحثية وهي بحاجة للدعم وتصويب أوضاعها، نكتشف أنه يصنفها كمدرسة ابتدائية ولا يعلم عن تاريخها شيئاً وكيف تأسست وتوسعت.
في قسم السياسة
يبرز "الخبير الاقتصادي" إلى جانب "المرشّح السياسي" و"الرجل الأمني" كاحتمالات في إطار مقترحات عامة منبثقة من نواب وأقطاب للمواصفات الملائمة للمرحلة الرئاسية. وقد بدأت المجالس تتداول في بعض الأسماء المترعرعة في حقل الاقتصاد والعاملة في مؤسّسات مالية، وضمّها إلى مراتب أمامية كنماذج منافسة للوصول إلى قصر بعبدا. وفي المقابل، لا ترى تكتلات نيابية جدوى عملية في الانطلاق من معيار وظيفي في بناء معالم رئيس الجمهورية المقبل باعتبار أن الإشكالية سياسية في البلاد. وفي رأيها، ليس هناك ما يسمى بالرئيس السياسي أو الأمني أو الاقتصادي، بقدر ما ترتبط المسألة بأولوية المشروع السياسي الذي يشمل تحت عباءته الجوانب كافة على تنوّع انتماءات المرشحين المهنية. وإلى ذلك، يستند تقويم نواب للمشروع الذي يجب أن يتبناه أي رئيس، إلى مضمون مقاربة أعضاء مجلس الأمن الدولي تجاه خريطة الحلّ لبنانياً، التي تتضمن بنوداً سياسية - اقتصادية.
أيّ انتقالٍ من مقاربة مضامين الشعارات الانتخابية التي تتبنّاها القوى السياسية في كتيّبات أو رسوم "انفوغرافيّة"، إلى الخطاب العام والأداء التنفيذيّ الذي تعتمده في مرحلة ما بعد الانتخابات؟ يشكّل مصطلح "نحمي ونبني" الذي أبرز "حزب الله" حروفه باللوحات الصفراء إحدى الحلقات لاستعراض مفاعيله، في أيام تشهد لهيب التحوّل من عبارات إنمائية الطابع قبل أيار الماضي، إلى سخونة التهويل بالحرب فوق يابسة الجوع. وقد استند "حزب الله" في الانتخابات النيابية 2022 إلى برنامجه الانتخابي للعام 2018 مع إضافة كلمة "باقون" إلى شعاره.
يعود الدور الروسي الى لبنان ولو بالتقسيط بعد انكفاء منذ أشهر حتى ما قبل اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية، اذ شهد حراك موسكو باتجاه الساحة الداخلية في مرحلة معيّنة دينامية لافتة طغت على الدور الأميركي والفرنسي، وكلاهما له باع طويل في الشأن اللبناني، وفي تلك المرحلة توالت زيارات المسؤولين اللبنانيين لموسكو والأمر عينه من مواقف صادرة من أكثر من مسؤول روسي حيال الأزمة اللبنانية، مع الإشارة الى أن "الدبّ الروسي" ليس لديه الخبرة الكافية في الاستحقاقات والزواريب الداخلية باعتبار أن العلاقات ابان الحقبة السوفياتية انحصرت بالأحزاب الاشتراكية والشيوعية واليسار عموماً، الى أن فُتحت خطوط منذ سنوات مع أكثر من طرف لبناني من بينها حزب الكتائب وصولاً الى قوى سياسية وحزبية من معظم المكوّنات الداخلية.
بعد ساعات تحل الذكرى الثانية لانفجار المرفأ الجسيم بفعل انفجار نيترات الأمونيوم التي كانت مكدّسة في العنبر رقم 12 داخل حرمه فيما مكتب قاضي التحقيق العدلي طارق بيطار لا يزال مقفلاً منذ تشرين الأول الماضي لعلة تقديم طلبي ردّه وردّ القاضي الناظر فيه رئيس الغرفة الأولى لمحكمة التمييز ناجي عيد، فضلاً عن مراجعات المخاصمة أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز. وهي تلزم القاضي برفع يده عن التحقيق موقتاً لحين بتّها. لكن هذا الموقت طال واستحال الى مضاعفة وأكثر من الأربعة أشهر التي أمضاها محققاً في الملف ولو قدّر له متابعتها لكان القرار الاتهامي في هذه الجريمة النكراء التي سحلت العباد وجرفت المنازل ودمّرت آلاف الجرحى جسدياً ونفسياً وأدمت قلوب ذوي الضحايا ومن الصعب أن يندمل الجرح قبل تحقيق العدالة الآتية لا محالة مهما طال الزمن. في الممر الى مكتب القاضي بيطار يخيّم صمت مطبق.
في قسم الاقتصاد
عندما سطع نجم العملة الرقمية الـ"بيتكوين"، ومع انتشار مفهوم العملة الرقمية في العالم، بدأ مصرف لبنان تحضير السوق النقدية اللبنانية لمولود تاريخي جديد يدخل لبنان في العصر الرقمي أكثر فأكثر، في محاولة منه لإبعاد الأسواق عن التداول بالـ"بيتكوين" الرائجة في بعض دول العالم وحماية أسواق النقد من خطورتها. وأعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مراراً أن المصرف سيصدر عملة رقمية (E Lira) تُستخدم محلياً بغية تسهيل أساليب الدفع وتفعيل التكنولوجيا المالية وتوفير الكلفة على المستهلك، وبدأ فعلاً تحضير السوق النقدية للمولود الجديد. وتوازياً أعلن مصرف لبنان عن آليّة لفرض نظام مالي جديد CASHLESS SYSTEM، لإطلاق عملة لبنانية رقمية خلال عام 2021 من ضمن آلية تنظيمية لإعادة الثقة بالمصارف وتحريك سوق النقد محلياً وخارجياً، بما يسمح بانتقال لبنان من اقتصاد نقدي إلى اقتصاد رقمي.
فارس موظف في شركة كهرباء لبنان، وكسائر زملائه في القطاع العام، لا يتجاوز راتبه ثلاثة ملايين ليرة. والد فارس، طانيوس، يعاني من أمراض مزمنة منذ سنوات، وهو حالياً في المستشفى يمضي أيامه الاخيرة بعدما أبلغ الأطباء الابن بعدم تحسّن حالته. وإن كان فارس قلقاً يستيقظ كل يوم على هموم البنزين والخبز والدواء المفقود، فإن قلقه صار مضاعفاً، بل مؤرقاً، لأنه يخاف تداعيات موت والده والمصاريف التي سيتكبّدها من جراء ذلك. الموت صار أيضاً مكلفاً في لبنان، وعلى فارس أن يتحسّب لموت والده، لأنه لا قدرة لديه على تحمّل تكاليف باهظة.
في قسم الفن
انطلقت بعد انفجار مرفأ بيروت مبادرات إنسانية تبعتها معنوية بعدما دخل اللبنانيون في دوّامة صادمة، مشهديتها عبارة عن سحابة سوداء... انفجاران، تناثر الزجاج ودمار، وصولاً إلى النهاية المعتمة... جرحى وشهداء راحوا قسراً عن هذه الدنيا.
تبنّت منذ عام السفارة الأميركية في بيروت ومعها أساتذة محاضرين من جامعتي "LAU" وهايكازيان مبادرة عنوانها "اكتب لتتذكر" (Write to Remember)، شارك فيها أكثر من 30 طالباً في 6 ورش عمل ولقاءات بهدف خلق فرص لهؤلاء الشباب الذين عاشوا صدمة بعد فقدان عزيز جراء الانفجار، فجاءت لتحضّهم على الكتابة التأملية والتعبير عن مكنوناتهم المليئة بالكسور والجروح كجزء من الرحلة العلاجية من الأضرار التي تعرّضوا لها واكتساب القدرة على المضي قدماً.
في قسم الثقافة
خطاب يرجي سكوليموفسكي وهو يتسلّم جائزته في كانّ (أيار الماضي) سيبقى محفوراً في سجلات أغرب الكلمات التي أُلقيت من على منبر. يومذاك، اعتلى المخرج الثمانيني الكبير خشبة المسرح، وراح يشكر الحمير الذين شاركوا في فيلمه. لم يكن الأمر نكتة أو استفزازاً لأحد، فـ"إيو"، عمله الجديد الذي فاز عنه بجائزة لجنة التحكيم في المهرجان المذكور، يتولى بطولته حمار! نعم، حمار من لحم ودم، كالذي نضرب فيه المثل عندما نريد ان نحتقر شخصاً أو ان ننسب إليه صفة الغباء. لذلك، كان من البديهي ان يشكر هذا البولندي مختلف الحمير الذين استعان بهم لاتمام عمل يتعذّر تصنيفه، وكان يستحق في رأيي "السعفة الذهب".