الإثنين - 16 أيلول 2024
close menu

إعلان

جعجع في ذكرى تفجير سيدة النجاة: سيأتي وقت يثبت بالأرقام والدلائل من هو الفاعل

المصدر: "النهار"
 قداس في كنيسة سيدة النجاة - زوق مكايل في الذكرى الـ29  لتفجير الكنيسة.
قداس في كنيسة سيدة النجاة - زوق مكايل في الذكرى الـ29 لتفجير الكنيسة.
A+ A-
أقامت منطقة كسروان في حزب "القوات اللبنانية"، قداساً في كنيسة سيدة النجاة - زوق مكايل في الذكرى الـ29  لتفجير الكنيسة، تحت عنوان "كانت الخطة لحلنا فبقينا"، وترأس الذبيحة الإلهية الأب مارون مدور، في حضور نواب تكتل "الجمهورية القوية" شوقي الدكاش، زياد الحواط ورازي الحاج، رؤساء بلديات زوق مكايل الياس بعينو، حراجل طوني زغيب، فاريا ميشال سلامة، البوار طانيوس العتيق، عينطورة لبيب عقيقي ووطى الجوز جورج صفير، مختارة زوق مكايل جوزيان خليل، الأمين العام لحزب "القوات" إميل مكرزل، رئيس جهاز الشهداء والأسرى والمصابين شربل أبي عقل، وحشد من مسؤولي المناطق في "القوات" ومحازبين وأهالي شهداء التفجير.
 
وكانت كلمة لرئيس حزب "القوات" سمير جعجع عبر الشاشة وصف خلالها الذكرى الـ29 لتفجير كنيسة سيدة النجاة بـ"اليوم المشؤوم في تاريخ لبنان"، مؤكداً أن "القوات اللبنانية ستتوقف عند هذه الذكرى سنوياً حتى بعد مرور 290 عاماً، انطلاقاً من معناها، ولو أن البعض يسأل إن كان إحياؤها بيحرز بعد، باعتبار أنها جريمة كبيرة جداً، ومن الجرائم القليلة التي حصلت في هذا الحجم والشكل والنوعية في لبنان وقتل فيها أناس أبرياء، في فترة الصوم، كانوا يصلون في كنيسة، من قبل من كان يتوجب عليه حمايتهم".
 
وأضاف: "من غير الممكن أن ننسى استشهاد 11 لبنانياً ما زال أهلهم يتألمون إلى اليوم هم الباقون في ذاكرتهم وذاكرتنا معاً، كما لا يغيب عنا مآسي عشرات الجرحى والدمار الذي شهدته الكنيسة وجوارها. هذا الجانب مؤلم وقاس، ولكن الجانب الأكثر ألماً أن السلطة التي من واجبها حماية الناس والسعي إلى كشف الحقيقة كانت أول من جهل الفاعل وأرسى التهمة على حزب القوات بغية التخلص منه. وبالتالي منذ اللحظة الأولى، سعت الأجهزة الأمنية والقضائية، وهذا ما يحزن، إلى رمي التهمة على القوات بدلاً من السهر لتأمين سلامة البلد واستقراره".
 
وتابع: "أتذكر حين كنت في مكتبي وسمعت صوت ذاك الانفجار، لم أعرف موقعه، قبل التواصل مع بعض المراجع التي أبلغتني أنه حصل في كنيسة سيدة النجاة وأن الوسائل الإعلامية بدأت بالنقل المباشر. التعليق الأول أتى من وزير الداخلية في حينها الذي، وقبل البدء بالتحقيقات ومعرفة المعطيات، أعلن أن خلف هذه الجريمة إسرائيل ونفذها عملاؤها في لبنان ومفهوم من هم، من ثم علت أبواق الممانعة، كما تعرفونها، مردّدة هذا الكلام".
 
واستطرد: "قبل هذه الحادثة بشهرين، طلب الرئيس الراحل الياس الهراوي بعد عودته من الشام، من شخص ما، إيصال رسالة لنا مفادها بأن النظام السوري "ناوي عليي" ويجب أن أغادر لبنان مع زوجتي. وهذه الواقعة مدوّنة في مذكرات الرئيس الهراوي"، لافتاً إلى أن "النظام الأمني اللبناني – السوري، الذي كان آنذاك في عزه، اتبع سياسة اختيار السلطة للفاعل بدلاً من القيام بالتحقيقات اللازمة للوصول إلى المجرم الحقيقي، كما يحصل في كل الأنظمة المماثلة التي، وللأسف، ما زالت تعشعش في بعض جوانب القضاء والأمن اللبناني". 
 
وأكد أن "القرار الظني في هذه الجريمة كان الأسوأ والأتفه في تاريخ القضاء اللبناني، إذ جاءت كل الوقائع مغلوطة لتثبيت التهمة على القوات من خلال استحضار شهود غير موجودين في لبنان أو تلفيق شهادات على لسان آخرين أو إلصاق وقائع حصلت في أيام الحرب في ظروف وأماكن وتواريخ مختلفة"، مضيفاً "وهنا أتذكر واقعة، حين بدأت محاكمات تفجير الكنيسة، حاولت السلطة والنظام الأمني اللبناني – السوري الضغط على أهالي الشهداء الـ11 لتقديم ادعاءات شخصية ضدي، إلا أن الجميع رفض القيام بذلك، على خلفية أن حدس الناس لا يخطئ، رغم كل الوجع والألم والضغوط التي مارسها ذاك النظام عليهم، كما أن جميع اللبنانيين أدركوا حينها أن القوات لا علاقة لها بتفجير الكنيسة ووجهوا أصابع الاتهام نحو الفاعل الحقيقي. مع العلم، أن هذا الأخير سخر، في الوقت نفسه، معظم الوسائل الإعلامية نحو هذا الاتجاه. انطلاقاً من هنا، نؤكد أنه ما بصح إلا الصحيح، ولو أن الصحيح لم يصحَّ بعد، وسيأتي وقته ليثبت بالأرقام والدلائل من هو الفاعل ومن كلفت السلطة لتنفيذ هذه الجريمة".
 
وأضاف: "منذ البداية، تجلت نية نظام الأسد وحلفائه اللبنانيين و"الزقيفه" الآخرين بعدم تطبيق اتفاق الطائف، سعياً منهم لإيصالنا إلى هذه الوضعية. إذ بعد محاولاتنا الحثيثة لأشهر، كما نعمل اليوم مع السلطة الحالية، تبين لنا أن الاستمرار على هذا النحو هو بمثابة المشاركة في الجريمة المرتكبة بحق لبنان، كما ظهر تباعاً. من هنا قررنا الخروج إلى صفوف المعارضة، رغم أننا بلغنا أن المعارضة غير ممكنة، فبدأنا بإجراء الاتصالات ونظمنا اجتماعاً سرياً بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبيني في حزيران 1992 بعد أن رأينا أن ما يحصل ليس تطبيقاً لاتفاق الطائف".
 
وأردف: "قررنا التحضير للعب الدور الذي عدنا ولعبناه اليوم، أي أن نكون رأس حربة في المعارضة الجدية الراغبة بقيام الدولة وتوقيف كل من يريد تغيير هوية لبنان ويفرض نظاماً أمنياً عسكرياً استبدادياً قامعاً للحريات، إلا أنهم استلقونا وأوقفونا قبل استكمال التحضيرات، متخذين قرار حل حزب القوات ووضعنا في الاعتقال أو تهجيرنا، ولكن ما حصل كان موقتاً، ففي النهاية هم من تهجروا ونحن عدنا وبقينا وسنبقى. استهدفوا القوات لأنها كانت تستعد للعب الدور الذي تلعبه في هذه المرحلة. من العام 2005 إلى اليوم لم نر يوم خير في لبنان، إذ نفذوا جريمة بحجم جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والشهداء الـ17، فكان انفجار هزَّ بيروت في وقت منعوا أي تحقيق جدياً إلى درجة فركشوا التحقيق الدولي حتى خرج بنتيجة دلت على الفاعل ولكن لم تكن على قدر النتيجة المرجوة".
 
جعجع الذي رأى أن البعض يحاول المقارنة بين تفجير كنيسة سيدة النجاة وتفجير مرفأ بيروت، أكد "ارتباطهما من ناحية الوجع المشترك وسقوط ضحايا من المدنيين كما أن الفاعل واحد في مكان ما، باعتبار أنه ينتمي إلى الجبهة العريضة المسماة الممانعة"، إلا أنه أشار إلى أن "الفرق الأساسي بينهما أن جريمة تفجير سيدة النجاة نفذت عن سابق تصور وتصميم بغية اتهام القوات بها أما جريمة مرفأ بيروت فمن المستبعد أن تكون كذلك". 
 
وإذ تقدم بالتعازي من أهالي الشهداء ورفع الصلاة عن راحة أنفسهم، ختم جعجع: "الله يعطينا العمر والجهد والقوة كي لا تبقى حقيقة تفجير الكنيسة ضائعة إلى الآبد وسنثابر لكشف حقيقة من فجر مرفأ بيروت حتى لا تلقى المصير نفسه".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم