النهار

تجمع سياسي مسيحي جديد.... محاولات لرأي آخر ضمن الطائفة الواحدة؟
اسكندر خشاشو
المصدر: "النهار"
تجمع سياسي مسيحي جديد.... محاولات لرأي آخر ضمن الطائفة الواحدة؟
تحرك شعبي في بكركي مطالب بالسيادة. (أرشيفية- "النهار").
A+   A-

 في عزّ الأزمة السياسية اللبنانية، والتعثّر المسيحي في التوصل لحل معضلة الشغور الرئاسي، أبصر النور تجمع سياسي مسيحي جديد تحت مسمى "مستقلون من أجل لبنان"، واختار أن يطل على اللبنانيين من على منبر بكركي الثلثاء.

 

اللقاء كما يعرّف عنه منتسبوه هو الشخصيات والنخب المسيحية المستقلة "فعلاً" وتنتمي إلى المجتمع المدني، وهي تضع مصلحة لبنان فوق أي اعتبار، ولا علاقة لها بأي محاور داخلية أو  خارجية، ويتبنى مجموعة من المواقف والمبادئ والأفكار.

 

وفي اللقاء مجموعة من النواب والوزراء السابقين ورؤساء البلديات ومرشحون سابقون للانتخابات النيابية وشخصيات حزبية لعبت دوراً في أحزابها قبل أن تنفصل عنها، كالوزراء السابقين عبدالله فرحات، ماريو عون، جورج قرداحي وفادي عبود، والنائب السابق سامر سعادة، والنائب السابق سيزار المعلوف، إضافة إلى رافي مادايان، والدكاترة إيلي يشوعي وميلاد السبعلي، وكلود بويز كنعان، ورودي الجميل، وزياد سبع صليبا، وكميل ألفرد شمعون، والمحامين: جوزيف مخايل، وأمين أبو جودة، وعيسى نحاس، وكارين قصعة، وروي عيسى الخوري، وناجي نبيه غانم، والمهندس أيوب الحسيني، وبول خليفة، وزياد الشويري.

وبالنظر إلى الأسماء يمكن ملاحظة أن المنتمين إليه من عدة خلفيات سياسية وعقائدية، لا تتلاءم مع بعضها البعض، ولا يمكن "حسبانه" على محور واحد نتيجة تنوع المنتسبين إليه".

مع بداية التحضير لأول ظهور، خرج كلام عن أن اللقاء، حُضّر بعناية، ليشكل لوبياً "مسيحياً" يقف إلى جانب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في معركته، بعد المعارضة الحزبية المسيحية التي واجهها هذا الترشيح، ومحاولة القول إن هناك شخصيات ونخباً ورجال أعمال تدعم هذا الترشيح، والساحة المسيحية متنوعة وغير محصورة بالأحزاب.

هذه الأحاديث نفاها الوزير السابق عبدالله فرحات، مؤكداً لـ"النهار" أن اللقاء هو تجمع مسيحي مستقل لا ينتمي إلى محور ويحاول إيجاد مساحة مستقلة قرارها لبناني _ لبناني، مشدداً على أن اللقاء يدعم مواقف وأفكار لا شخصيات، والهدف منه إيجاد مساحة حرية غير متمحورة ولا تتأثر بالمصالح وقادرة على إيصال صوت المجتمع المدني المثقف ومجموعة كبيرة من الشخصيات التي تمتاز بالاستقلالية المطلقة.

وشدّد فرحات على أن إطار اللقاء وتسميته حديثان، إنما شخصياته كانت تجتمع منذ زمن ولديها رؤيتها السياسية وحضورها الشعبي في مناطقها، وأسماؤها معروفة في مختلف الميادين، وجلّ ما جرى أنه تقرر التجمع والضغط بعد الفراغ المسيحي وضمور الدور على مستويات عدة.

وأكدّ أن أحد أهداف اللقاء هو معارضة تفرّد الأحزاب بالقرار المسيحي، وتغييبهم للمستقلين وللمجتمع اللاحزبي في هذه الطائفة، وخصوصاً أن الأرقام والإحصائيات تدل على معارضة نصف المسيحيين للأحزاب، كما أن الأحزاب لم تبلور مشروعاً بل بلورت التنافس على السلطة، فهذا الحزب يود تحجيم الآخر والعكس صحيح، وبالتالي لم يتبلور مشروع مسيحي صحيح لإستعادة الدور.

 

ورأى أن أزمة رئاسة الجمهورية ليست استحقاقاً مسيحياً، إنما وطني، وحلّه يكون بالحوار بين جميع الأطراف والنخب.

ويحمل التجمع عدداً من المرتكزات كالمطالبة باللامركزية الإدارية الموسعة باعتبارها مصلحة وطنية، من دون الحديث عن التقسيم وما إلى ذلك، وانتخاب رئيس جمهورية برؤية استراتيجية وقدرة على التعاون مع الأطراف كافة محلية وعربية وإقليمية مدعّم بفريق عمل إصلاحي سياسي- اقتصادي - مهني على غرار الفريق الشهابي الذي ضم شخصيات، كالياس سركيس وحسن عواضة ورشيد كرامي وفيليب تقلا، وإدمون نعيم وفؤاد بطرس، بالإضافة إلى رؤية حول موضوع النازحين السوريين، عبر وضع خطة مشتركة مع الحكومة السورية لإعادتهم إلى بلدهم لما يشكل هذا الملف من خطر وجودي على لبنان".

واعتبر أن استعادة الدور المسيحي يكون عبر النخب في هذه الطائفة، فهي التي صنعت هذا الدور قبل أن تضربها الأحزاب".

 

وفي هذا الإطار، علمت "النهار" أن اللقاء يسعى إلى توسيع دائرته عبر استقطابات جديدة توسّعه وتوسّع تمثيله شعبياً ومنطقياً ويجري اتصالات مثلاً مع النواب السابقين زياد أسود ووليد خوري ورئيس بلدية جونيه جوان حبيش وموسى فتوش شقيق النائب السابق نقولا فتوش وعدد من الشخصيات ورجال الأعمال الذين يمكن أن يلتقوا سوياً على هذه الأفكار.

 

وبحسب القيّمين على اللقاء يمكن أن يكون له تفاهمات سياسية مع أحزاب مسيحية خارج إطار الثنائية المسيحية، وسيفتح حوارات مع عدد منها.

 

في المقابل، يتلقى اللقاء عدداً من الانتقادات كون بعض أعضائه من النتاج السياسي للأحزاب، وأسباب تركها عدم احتفاظهم بمراكزهم النيابية أو  الوزارية أو  القيادية في هذه الأحزاب، أو  بعضهم تم طرده من هذه الأحزاب ليس لاختلاف سياسي بل لأمور حزبية صرفة، كما أن عدداً من الوجوه لديه تحالفات وعلاقات أقرب إلى محور "حزب الله" والنظام السوري منها إلى الفريق السيادي.

 

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium