بين التجاهل الكلي من اركان الدولة للدلالات الخطيرة التي اكتسبها تطيير "حزب الله" ثلاث مسيرات، ولو منزوعة الصواريخ والمتفجرات، فوق حقل "كاريش"، واكتفاء وزير الخارجية بالتقليل من "البعد الحربي" لهذا التطور، شكل ملف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل "حقل الرماية" الأساسي في الرسائل المتعددة الأهداف التي تطايرت من المسيرات التي دمرتها إسرائيل. ذلك ان اخطر الاستهدافات اطلاقا تمثل في انزلاق مفاوضات الترسيم، بعدما تبلغ الرؤساء الثلاثة ونائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب من السفيرة الأميركية دوروثي شيا رسميا معطيات إيجابية عن تقدم يحرزه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين تمهيدا لاستتئناف المفاوضات غير المباشرة حول ملف الترسيم، نحو تداعيات مواجهة محتملة مباشرة بين "حزب الله" وإسرائيل، وبالواسطة بين إسرائيل وايران، بما يهدد هذه المفاوضات بالاخفاق واثارة توترات إقليمية.
كل ما حولنا يذكّرنا بمأساة 4 آب 2020، حتى الامتحانات والشهادات، فكيف بالاعياد والحلقات الاجتماعية. لا زلنا نعاني من التداعيات، النفسية والاجتماعية، وايضا المادية التي لا يمكن نسيانها في مدينة تفتقد الروح، وتبرز فيها آثار الخراب والدمار. الأحبة الذين غابوا، وما اكثرهم، لا يزال الالم يعتصر قلوب ذويهم ومحبيهم. وهذا الالم يتعاظم، لان الحقيقة لا تزال ضائعة في مجاهل دولة يتصارع اهلها على حقائب وزارية ومنافع ومكاسب، كأن شيئاً لم يتغيّر.
صحيح ان الانفجار كبير كبير، والجريمة كبيرة، لكن الفظاعة تكمن في تضييع الحقيقة، وتعطيل التحقيق، ومعه شلّ كل القضاء، والاسوأ الاستقواء على القضاء والانقلاب عليه بحجة الحصانات. الحصانات نفسها التي تحمي كل المجرمين الذين اغتالوا رفيق الحريري وجبران تويني وسمير قصير وبيار الجميل وغيرهم، هي الحصانة السياسية قبل الوظيفية التي تغطي المجرمين والقتلة، ولا تسهّل عمل القضاء، وتمنع تسليم المجرمين للمثول امام العدالة، بل على العكس لا توفر فرصة للتشكيك بكل القضاء، لتقضي على اسس الدولة، كل دولة، اذ ان دولة لا قضاء فيها لا تبقى دولة، ودولة قضاؤها عاجز عن تنفيذ مذكرة جلب واحضار وتسليم مدان، ليس لها مقومات البقاء والنهوض.
كتّاب "النهار":
كتب نبيل بو منصف: فهمكم كفاية... استبشروا!لا تسمح الظروف المأزومة للبنان بإسقاط المخاوف التلقائية من انفجار مواجهة بين إسرائيل و"#حزب الله" ولو اقتصر فعل تطيير مسيّرات غير مسلحة للحزب الى أجواء "#كاريش" على إيصال الرسالة بتعطيل أعمال التنقيب والحفر في الجانب المتنازع عليه مع لبنان. تطيير هذه المسيّرات جاء في زمن حمّال أوجه ومتعدد الاستهدافات ومتنوع التأزمات على نحو دائري بما يفترض معه ان "يستفيق" أهل الكهف السياسي اللبناني الهازجين بكل السخافات الداخلية فيما يقترب لبنان مما يشبه كثيرا حقبة مطالع الثمانينات من القرن الماضي بما جسّدته آنذاك "أزمة الصواريخ" التي تمادت مفاعيلها تباعا نحو الاجتياح الإسرائيلي عام 1982. لن نغرق في عبثية السؤال العقيم عما اذا كانت دولة "المعادلة الثلاثية" (شعب وجيش ومقاومة) الفارغة من أي مضمون جدي نظراً الى السيطرة المطلقة لسياسات واستراتيجيات "حزب الله" على هذه الدولة منذ أن فُرضت هذه المعادلة على واقع السلطة، قد اخذت علماً مسبقا بإمكان تطور ملف ترسيم الحدود البحرية الى مواجهة ميدانية. فالفضيحة الهزلية التي كشفها تطيير المسيّرات الى قبالة "كاريش" هي في كون الرسالة التي اطلقها "حزب الله" لم تستهدف تهديد إسرائيل وحدها بل ربما أولا "حليفته" الدولة اللبنانية التي كان أركانها والمعنيون بملف مفاوضات الترسيم قد تبلّغوا للتوّ المعطيات الإيجابية عن تقدم يحرزه آموس هوكشتاين في وساطته بين لبنان وإسرائيل، فاذا بالمسيّرات تنغصّ على السلطة اللبنانية التفاؤل بإمكان التقدم نحو استئناف مفاوضات الترسيم.
وكتبت روزانا بومنصف تحت عنوان: مسيّرات الحزب تهيمن على الوجود العربي!تحت سقف الدعم المعنوي الذي اعلنته الجامعة العربية والوفود العربية التي شاركت في اللقاء التشاوري الذي عقد في بيروت تمهيدا لانعقاد القمة العربية المقبلة في الجزائر ، اطلق " حزب الله"3 مسيرات في اتجاه اسرائيل فيما كان وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان يزور رئيس النظام السوري بشار الاسد المستمر معزولا عن محيطه العربي. التطويق الايراني للحضور العربي في لبنان وفق ما يرى البعض جاء من هاتين الجهتين : " حزب الله" المنخرط في حرب الظل التي تجري بين اسرائيل وايران والذي يشكل اداة ايرانية فاعلة للرد على الاعتداءات داخل ايران وفي سوريا ، بما يظهر الدولة اللبنانية التي القى اركانها على مسامع الوفود العربية عبارات خشبية في غاية الهشاشة واللاوجود العملاني وكذلك هشاشة القرار السياسي المفترض انه موجود لدى السلطة في لبنان وحجم تأثيره وفاعليته. ولا جدوى من الرهان في المدى المنظور على تحول في الواقع اللبناني المنسحق تحت نفوذ الحزب وانتمائه الايراني ولا على تنفيذ بنود المبادرة الكويتية . انها رسالة الى هذه الدول مجتمعة على قاعدة ان رهانها على اعادة لبنان الى محيطه العربي هو مجرد اوهام اقله في المستقبل القريب. فالمسيرات التي يمكن ان تفتعل حربا حتى لو كان الحزب لا يريد الحرب راهنا تحت عنوان انها غير مسلحة تجد تبريرا موضوعيا لها من حيث تنفيذ التهديد الذي اطلقه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله عن منع اسرائيل من التنقيب في كاريش.
أما سركيس نعوم فكتب: في "عهد" بن سلمان توقّع السعودية "اتفاقات أبراهام"!
عن علاقة #الولايات المتحدة و#الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية #السعودية قال المسؤول العسكري الكبير المتقاعد نفسه الذي رافق تطورات عسكرية وأمنية مهمة في العالم: "في أي حال كان يُفترض يوم كنت في الخدمة وفي مرحلة معيّنة غير بعيدة أن يستقبلني ولي العهد الإماراتي في حينه الشيخ محمد بن زايد للبحث في عدد من القضايا المهمة. توجهت في حينه الى العاصمة أبوظبي من أجل الاجتماع لكن ولي العهد ألغاه في اللحظة الأخيرة ولم أسأل عن السبب. أما العربية السعودية وعلاقتها بالرئيس جو بايدن فأنت تقول استناداً الى ما تسمعه من مصادر متنوّعة أن ولي العهد الأمير #محمد بن سلمان منزعج من بايدن لأسباب عدّة معروفة من أهمها قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول وقول رئيسنا بعد ذلك أنه لن يلتقي به.
ها أنا عندَ قبرِكِ قبلَ شهرٍ من الرابعِ من آب. مضى عامان، يا بيروت. عامان لا أكثر. لا تزالين في أوّلِ القتلِ في أوّلِ #الموت. وردتُكِ لن تنبتَ وفقَ إيقاعِ الفصول. والشمسُ، شمسُكِ، لن تشرقَ بمنطقِ الليلِ والنهار. كلُّ مَن يُطلقُ وعودًا كهذه، يذرُّ غبارًا يؤلمُ جرحَكِ والجروح. لن أكونَ مرائيًا لأبشّرَكِ بحياةٍ قريبة. لن أغامرَ باقتراحِ مشروعٍ للقيامة. لستُ الإناءَ الكاذبَ لأعدَكِ بيومٍ كيومِ الأحد، أو بمزيجٍ طيّبٍ من النبيذِ والخبز. "بعد بكّير. بعد بكّير"، يا بيروت. فلا يستوليَنَّ عليكِ عتابٌ يائسٌ، ولا تلتهمَنَّكِ رغبةُ انتحار.
لستُ ساديًّا لستُ سمسارًا لستُ قاضيًا لستُ حاكمًا لستُ محتلًّا لستُ طاغيةً إنّما محضُ راءٍ جريح. قد تنظرين إليَّ كأنّكِ تنظرين إلى قاتلِكِ ببرهانِ العينِ المجرّدة. لكنْ، ألا ترَين أنّكِ تستكملين مراحلَ قتلِكِ العدميّ، أنّكِ تتابعين موتَكِ، كأنّكِ لم تُقتَلي، بعدُ، ولم تموتي؟!
وكتب ابراهيم حيدر: هوكشتاين يسابق التصعيد ولبنان يفرّط بالخط 29... مسيّرات "حزب الله" فوق كاريش رسائل إقليمية!
على الرغم من انعقاد الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في بيروت، إلا أن وقائعه لا تشير إلى اهتمام عربي استثنائي بالوضع اللبناني، أو اعتبار لبنان أولوية ضمن الملفات الشائكة في المنطقة، وإن كانت اللقاءات شددت على أهمية الاستقرار في البلد. لم تظهر مؤشرات على تغطية عربية لموقف لبنان من ترسيم الحدود، وأيضاً لا يبدو أن هناك ضغوطاً لتشكيل الحكومة، انما التركيز هو على الاتفاق مع صندوق النقد، والتشديد على إنجاز الإصلاحات. وفي المقابل هناك مساع لقوى الممانعة لتوحيد جبهة المحور، حيث تندرج زيارة إسماعيل هنية إلى بيروت في هذا الاطار وتركيز "#حزب الله" على العلاقة مع دمشق. ولا ينفصل ملف الترسيم عن هذا الوضع، حين أطلق الحزب طائرات مسيرة لاستطلاع المنطقة البحرية المتنازع عليها مع إسرائيل بالتزامن مع انعقاد الاجتماع العربي في بيروت.
وبينما يستمر الصراع على الحكومة، عاد ملف الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل إلى الواجهة، بعدما أعلنت واشنطن أن المبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين أحرز تقدماً مع المفاوضين الإسرائيليين. وجاءت عملية اطلاق "حزب الله" لمسيراته فوق حقل #كاريش كرسالة تندرج في اطار الضغط على التفاوض، وفق مصدر سياسي متابع، واستعراض القدرات للتدخل في أي لحظة إقليمية مواتية تصل فيها مفاوضات المنطقة إلى طريق مسدود. ويبدو وفق المصدر أن تبني "حزب الله" للعملية، لا يرتبط برد مباشر على ما ابلغته إسرائيل لهوكشتاين، إنما للقول أن هذا الملف هو بعهدة الحزب واي تقدم فيه لن يمر دون موافقته، وهي أيضاً رسالة إيرانية في غير اتجاه، على الرغم من أن هناك أجواء إيجابية حول الترسيم، حملتها السفيرة الأميركية دوروثي شيا إلى المسؤولين اللبنانيين.
اجتماع وزراء الخارجية يأتي في وقت يعيش لبنان شبه عزلة عربية نتيجة تدهور علاقاته الديبلوماسية مع أشقائه العرب، وتحديدًا مع المملكة العربية السعودية، وعلى أنين اللبنانيين حيث ترزح الغالبية المطلقة تحت خط الجوع والفقر والعوز والبطالة والهجرة الشرعية وغير الشرعية.
صحيح أن تصعيد "حزب الله" الخطابي في وجه المملكة شكّل قطيعة عربية لا مثيل لها في تاريخ هذا البلد، رغم التنصل المستمر للسلطات اللبنانية، واعتبار أن ما يقوله الأمين العام للحزب لا يمثل الموقف الرسمي للدولة اللبنانية. لكن الاكيد أن الاصطفاف الدولي الذي بدأ يتدحرج مثل كرة الثلج من حرب أوكرانيا، بدأت تظهر معالمه في شرقنا الأوسطي، عبر التموضع الجديد لحلف يعرف بـ"ناتو عربي".
المسحّ الجوي فوق حقل "#كاريش" المتنازع عليه والذي نفذته مسيّرات "المقاومة الإسلامية" عصر السبت الفائت، اثار الكثير من التعليقات الاسرائيلية، ولن تكون ساحة السجال الداخلية بمنأى عن ذلك التطور الذي يترجم ما اعلنه الامين العام لـ"#حزب الله" السيد حسن نصرالله وكرره في التاسع من حزيران الماضي بعد وصول سفينة الاستخراج "اينيرجين باور" الى جنوب الخط 29. فما دلالات تلك الخطوة وان كانت منتظرة بالاستناد الى التهديد الذي اطلقه الحزب؟
لم تتأخر تل ابيب في الاعلان عن تحليق 3 مسيّرات لـ"حزب الله" فوق حقل "كاريش"، وان كان الجيش الإسرائيلي قلل شأن ذلك التطور من خلال التركيز على ان تلك المسيّرات لم تكن محملة بصواريخ. فالصحافة الاسرائيلية ابدت خشيتها من انعكاس ما جرى على عملية استخراج الغاز بما يعنيه ذلك من حجر الرحى في خضم تداعيات الحرب الروسية - الاوكرانية وحاجة اوروبا للطاقة مع استمرار موسكو في سياسة "اغلاق حنفيات الغاز الى اوروبا".
لم يكن رئيس "التيار الوطني الحر" #جبران باسيل يناور قبيل #الاستشارات النيابية بأنه لا يريد الرئيس #نجيب ميقاتي في آخر حكومة من عهد الرئيس #ميشال عون، وعندما تسلم ميقاتي زمام حكومة تصريف الاعمال الحالية أدرك باسيل مبكراً ان حضور عون يتجه نحو التراجع وعدم القدرة على امساكه بمفاصل اللعبة السياسية في مجلس الوزراء. وهذا ما اختصره بجملة معبرة تجسد هذا الواقع عندما قال للنائب الان عون: "انتهى عهد خالك". ووصل الى هذه الخلاصة عندما حل ميقاتي في السرايا بدعم من رؤساء الحكومات السابقين وفي مقدمهم الرئيس سعد الحريري. ولا يعني كلام باسيل هذا أنه سيرفع الرايات البيض امام مناوئيه، بل على العكس سيقاتل بكل اسلحته في موضوع الحكومة او سواه الى آخر دقيقة من عهد عون.
ولذلك لم يكن مستغربا إقدام باسيل في اكثر من محاولة على إحلال شخصية سنية بدلا من ميقاتي، ولم يتوقف عن التواصل مع اكثر من اسم، من الخبير المالي صالح النصولي والوزير أمين سلام الحالم بتسلم مفاتيح السرايا وغيرهما من الوجوه السنية. ولو تمكن من تأمين التغطية الشيعية للنائب فؤاد مخزومي لأقدم على هذه المحاولة. ومن هنا يعرف باسيل ان وجود ميقاتي المتمرس لم يكن لقمة سائغة في ايدي فريق رئيس الجمهورية. واظهرت الوقائع انه لا يتنازل امام مطالب العونيين، وثبت لباسيل ان العمل مع الحريري أسهل بدرجات في تسيير الملفات الحكومية الكبرى.
يختصر استحقاق انتخابات الرئاسة الأولى المرتقب على مسافة أشهر قليلة أبرز الاهتمامات اللبنانية المحليّة، على الرغم من الهمود الذي لا يزال قائماً على مستوى بدء انقشاع أرضية الحدث المنتظر. ولم تفتتح البلاد زمن المناسبة الرئاسيّة بالمعنى العمليّ الديناميّ. ويلاحَظ الحضّ الدوليّ باتجاه دعوة اللبنانيين للمساهمة في تخطي أزماتهم، بما يشمل إجراء الاستحقاق الدستوري في موعده. ويتظهر التركيز الدولي لاجراء الانتخابات في موعدها المقرّر مع انطلاق الفترة الدستورية بدءاً من أيلول المقبل. وهذا ما لمسته قوى سيادية من جهة السفراء والمبعوثين الدوليين. ويتظهّر أن السياديين يتلقفون بمفردهم النداءات الدولية المؤكدة على أهمية استحقاق الرئاسة الأولى. وإذ تتعامل مكوّنات المجلس النيابي المحسوبة على الكتل السيادية بجديّة مع الاستحقاق الرئاسي، تقرأ أن الكتل الدائرة في فلك محور 8 آذار الخصم لها بدأت تتحرك باتجاه تجميع "تكتل الثلث المعطّل" للتفاوض من خلاله على إسم رئيس الجمهورية المقبل.
يولي الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني بن الحسين لبنان اهتماماً خاصاً تجلى خصوصاً في عواصم القرار الغربية والدول الإقليمية، حيث نبه مراراً إلى تداعيات أزمته الاقتصادية والسياسية والمالية، وحذر من كارثة إنسانية، مشدداً على ضرورة مساعدته ومنع انهياره.
كذلك، تقود المملكة حراكاً عربياً لافتاً في سياق رغبة واضحة في تنسيق آليات العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة. وشارك وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي عقد في بيروت حيث التقاه "النهار العربي" زميلاً سابقاً عزيزاً في "النهار" ورئيساً لديبلوماسية نشطة تحرص على دعم لبنان في المحافل الدولية وتحمل لواء المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.
لبنان والقضية الفلسطينية وزيارة بايدن وحقيقة "الناتو الشرق أوسطي" والمحادثات السعودية-الايرانية وغيرها... عناوين رد عليها الوزير الصفدي. وهنا الحديث:
يضجّ البلد بأزمات سياسية ودستورية واقتصادية وحياتية على الصعيد الحكومي والأخذ والرد وشد الحبال بين السرايا وبعبدا والتمريك وتسجيل النقاط في وقت تتفاقم الأزمات الاجتماعية مما ينذر بعواقب وخيمة على صعيد البنية الاجتماعية والإنسانية للناس. وعلى ضفاف مشاكل البلد وخلافاته، جاء العرب الى لبنان من خلال الجامعة العربية على خلفية معلومات مفادها أن الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط يولي الملف اللبناني عناية خاصة وينسّق مع مساعده السفير حسام زكي ومع كل المعنيين بهذا الملف، والتركيز في المرحلة الماضية كان يهدف الى إعادة العلاقات اللبنانية – الخليجية الى سابق عهدها بعدما أصابها من توتر، لا سيما مع المملكة العربية السعودية، وبالتالي هذه المسألة كانت حاضرة خلال زيارة وفد الجامعة الى بيروت، وفي المقابل هناك عناوين أخرى جرى التركيز عليها وتتمثل بإعادة لبنان الى الحضن العربي ومساعدته للخروج من أزماته المستعصية، وأن يصار الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعدما عبّر أبو الغيط عن ارتياحه لانجاز الانتخابات النيابية بسلام على رغم الأوضاع الاقتصادية المزرية التي يعيشها هذا البلد، وصولاً الى سعي الجامعة لإعادة سوريا اليها وان كان هذا الأمر دونه عقبات وصعوبات في ظل الكباش الإقليمي والوجود الإيراني و"حزب الله" في سوريا، الى تعقيدات يجري العمل على حلّها.
من له أذنان فليسمع: شبيبة "#كاريتاس" تجول ليلاً في شوارع بيروت المظلمة ليمنعوا أي مواطن من البحث عن قوته في مستوعبات النفايات من خلال تقديم الطعام له ومساعدته بمبلغ مالي "على قدّ الحال" طبعاً.
واقعة اخرى موجعة جداً من القسم الاجتماعي في الجمعية، هي ان من كان يساهم ببعض النقود لدعم "كاريتاس" سابقاً، بات اليوم في أمسّ الحاجة لدعمها صحياً، واجتماعياً ونفسياً...
معلومة أخرى مؤلمة جداً وهي ان فريق "كاريتاس"، الذي زار منازل عدة بعد انحسار جائحة "كورونا"، علم من اقاربهم أن أنسباءهم - وهم كثر- ماتوا من شدة المرض في منازلهم لأنهم لا يملكون المال لتغطية كلفة الاستشفاء، ما جعل الموت في بيوتهم ارحم لهم من اي خيار آخر...
بعدما أضحت الابتسامة في حياة ال#لبناني عملة نادرة، استوقفني اقتباس للروائي والصحافي غابرييل غارسيا ماركيز: "لا تتوقّف عن الابتسام حتى وإن كنت حزيناً فلربما فتن أحد بابتسامتك". هكذا كانت حال الممثل اللبناني #بيار شمعون، زرع فينا الضحكة والفرح وجعلنا نفتن بابتسامته.
رحل صاحب الابتسامة العريضة والروح النقيّة، "الطيّب والآدمي" كما أجمع زملاؤه ومحبّوه بعدما صُدموا لفقدان هذا الإنسان العزيز على قلوب الجميع. تعرّض بيار لوعكة صحّية مفاجئة، نُقل على إثرها إلى المستشفى، خانه قلبه المحب صباح السبت بعدما كان يحرص على عدم إغفال صحّته لا سيّما وأنه كان يعاني من مرض السكري.
أرشيف شمعون المسرحي والتلفزيوني على وجه الخصوص يحفل بالأدوار الكوميدية التي أدخلت الفرح والسرور. ولعلّ الكاتب والمنتج مروان نجّار اختصر الكلام ونعى الراحل كاتباً في حسابه عبر "فايسبوك": "حتّى بيار شمعون؟ حتّى هذه الابتسامة تمحى اليوم عن وجه بلدي؟ لأيّ صوت، لأيّة ردود فعل، لأيّ ضحك يدوّي في القاعة ستولد المواقف والكلمات حيث لم يعد على الخشبة حضور پيار وامتلاكه سرّ كلّ لحظة وكلّ حرف؟".