حدّد كلام الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي من الديمان بوصلة التأليف، القواعد والضوابط، فأتى معبّراً ومَعْبراً لأي تشكيلة حكومية، من المقرّر أن تناقش مع رئيس الجمهورية ميشال عون، الحريص على عدم إضاعة مكتسبات حزبه داخل أي حكومة مرتقبة، وخصوصاً بما يتعلّق بوزارة الطاقة.
وفيما تبدو الأمور متروكة لتختمر على نيران الوقت، علمت "النهار" أنّ لا لقاء اليوم بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، وبالتالي، لا مناقشات بأي حلول أو صيغ على خط بعبدا السراي اليوم، إلّا اذا طرأ ما هو ليس بالحسبان، وهو أمر مستبعد.
وبالتالي، وبحسب المعلومات، يرفض ميقاتي الخضوع لشروط من هنا وتوافقات من هناك تجعله خاسراً لمرحلة بعد نهاية العهد، إن امام المجتمع الدولي أو أمام الرأي العام اللبناني، أو حتى أمام بيئته السنّية، فيخسر رصيدا وحيثية لصالح عهد ينتهي حكماً.
وبالتالي، ويحسب المعلومات أيضاً، فإن ميقاتي رسم من الديمان بالخط العريض خارطة تشكيل الحكومة العتيدة، بالقول: "اذا كان راغبا (أي رئيس الجمهورية) في تعديل شخص أو شخصين فلا مانع لدي، لكن لا يمكن لفريق القول "أريد هذا وذاك" وفرض شروطه، وهو اعلن أنه لم يسم رئيس الحكومة ولا يريد المشاركة في الحكومة، ولا يريد منحها الثقة". وهو كلام واضح وصل إلى مسامع ميرنا الشالوحي بالتوازي مع وصوله إلى قصر بعبدا، ما يشير إلى أن الكرة لا تزال في ملعب رئيس الجمهورية.
احتجاجات
البرودة الحكومية، تقابلها سخونة في الشارع احتجاجاً على الغلاء وزيادة التعرفة في الاتصالات، وارتفاع الدولار، وضيق العيش، فعمد عدد من المحتجين ومتقاعدي الجيش والقوى الأمنية في طرابلس، على قطع اوتوستراد التل ساحة النور في محلة الروكسي.
كما نفذوا وقفة احتجاجية وسط ساحة عبد الحميد كرامي وعمدوا الى قطع الطريق المؤدية الى الساحة جزئيا.
المحروقات
وما يزيد من حماوة المشهد، ارتفاع أيضاً بأسعار المحروقات ولو بشكل طفيف، إذ بلغ سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 675 ألف ليرة مع زيادة 3 آلاف ليرة على الصفيحة، والبنزين 98 اوكتان 685 ألف ليرة مع زيادة ألفي ليرة.
المطار
بموازاة المشهد السوادوي في لبنان، تعكس الوفود الى بيروت وحركة المسافرين الآتين إلى وطنهم، صورة مزدوجة، أولاً، تبدو وكأنها حركة منظمة في الاغتراب للمجيء إلى لبنان والتأثير في حركته الاقتصادية لكي يبقى لبنان، وثانياً تعكس قليلاً من الإيجابية للاستمرار والصمود بوجه الأزمة، لكنها بالتأكيد لن تكون الدواء الشافي لأزمة انهيار لبنان وهبوطه نحو القعر.
وقد شهدت صالات المطار الداخلية والخارجية، عند منتصف ليل الأحد الإثنين، زحمة كبيرة من القادمين من الخارج.
وكان وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، قد أشار في تغريدة عبر حسابه في "تويتر"، إلى أنّ "حركة هبوط الطائرات ترتفع وتيرتها يوماً بعد يوم، وأعداد الوافدين إلى المطار تزداد".
وتترقّب المؤسسات السياحية صيفاً واعداً قد يخفّف من ثقل الأزمة على القطاعَين الاقتصادي والسياحي.
الهجرة غير الشرعية
وسط هذه الحال، تزداد حال أهالي طرابلس صعوبة مع ارتفاع حدّة الأزمة المعيشية، فيذهب بهم البال إلى ما خلف البحار، ولو بطريقة غير شرعية، لعدم وجود فرص لهم للعيش في لبنان والسفر بطريقة شرعية الى الخارج. وفيما يأتي المغتربون وفوداً إلى لبنان، يغادر اللبنانيون، وأهالي الشمال تحديداً لبنان أيضاً وفودا، عبر البحر.
وفي السياق، أفيد من البداوي أمس عن وصول قارب هجرة غير شرعي الى الشواطىء الإيطالية سالماً وعلى متنه من فلسطينيين وسوريين ولبنانيين.
وعلى خط مقابل، تمكنت دورية من مخابرات الجيش من احباط عملية تهريب اشخاص عبر البحر بصورة غير شرعية على شواطئ القلمون قرب طرابلس. وافادت المعلومات بأنه تم توقيف عدد من العائلات السورية واللبنانية، وتم اقتيادهم لاحقاً الى التحقيق.