النهار

اشتعال غزّة بعد توترات الأقصى... ولبنان والمنطقة على حافّة الحرب
المصدر: "النهار"
اشتعال غزّة بعد توترات الأقصى... ولبنان والمنطقة على حافّة الحرب
غارات إسرائيلية على قطاع غزّة ليل الخميس الجمعة (أ ف ب).
A+   A-
منتصف ليل أمس، بدأت إسرائيل ضربات مكثفة على مواقع للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بعد ساعات من تحميل الجيش الإسرائيلي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مسؤولية إطلاق صوايخ من لبنان على الأراضي الإسرائيلية. وسبق للفصائل الفلسطينية بأنها سترد على أي إعتداءات إسرائيلية على القطاع.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه بدأ هجوماً على القطاع، وذلك بعد ساعات من إيعاز السلطات الإسرائيلية لسكان البلدات الإسرائيلية القريبة من غزة، بفتح الملاجيء.

وفي وقت سابق أمس، أطلق من لبنان أكثر من 30 صاروخاً اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية 25 منها وسقطت البقية في الأراضي الإسرائيلية حيث أوقعت جريحاً وأضراراً مادّية.

وأتى هذا القصف في عيد الفصح اليهودي وغداة صدامات عنيفة دارت في المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلّة بين مصلّين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية وتوعّدت في أعقابها فصائل فلسطينية بشنّ هجمات انتقامية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، أنّ الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان في اتّجاه الدولة العبرية وزاد عددها عن 30 صاروخاً هي من دون شكّ "نيران فلسطينية".

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي الكولونيل ريتشارد هيشت للصحافيين :"نعلم علم اليقين بأنّ هذه نيران فلسطينية. قد يكون من أطلقها حماس، أو الجهاد الإسلامي. لا نزال نحاول التوصّل إلى نتيجة نهائية في شأن هذه النقطة، لكنّه لم يكن حزب الله" اللبناني.

وأضاف "ننطلق من مبدأ أنّ حزب الله كان على الأرجح يعلم بأمر هذا القصف، وبأنّ لبنان يتحمّل قسماً من المسؤولية" عن إطلاق هذه الصواريخ.

وأردف "نحن نحقّق أيضاً في تورّط إيراني محتمل" في هذا الهجوم الصاروخي، الذي أوقع جريحاً وتسبّب بأضرار مادّية.

تأتي هذه التطورات فيما يقوم رئيس المكتب السياسة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية بزيارة للبنان.

وفي بيان مكتوب، وصفت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" الوضع بأنه "خطير للغاية" ودعت إلى ضبط النفس. وقالت إن رئيس القوة أرولدو لاثارو على اتصال بالسلطات من الجانبين.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن القصف الصاروخي، غير أن وكالة "رويترز" نقلت عن 3 مصادر أمنية أن فصائل فلسطينية هي المسؤولة عن الهجمات الصاروخية من لبنان على إسرائيل، وليس "حزب الله".

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن معظم الصواريخ التي أطلقت من لبنان هي من طرازي "كاتيوشا" و"غراد"، وأوردت فرق الإسعاف الإسرائيلية أن 3 إسرائيليين أصيبوا جراء القصف الصاروخي، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية أنه يجري إخلاء الشواطئ في مدينة نهاريا.

وترأس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً أمنياً عالي المستوى لمتابعة التطورات بعد القصف من لبنان، ودعا لانعقاد المجلس المصغر للشؤون السياسية والأمنية.

وبعد الإجتماع قال نتنياهو في كلمة متلفزة: "سنضرب أعداءنا وسيدفعون ثمنا لعدوانهم". وأضاف :"الخلافات الداخلية لا يمكن أن تمنعنا من الرد على الأعداء".

وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين على تويتر :"ينبغي ألا يختبرنا أحد، سنتخذ جميع التدابير اللازمة للدفاع عن بلدنا وشعبنا".

و أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن الجيش الإسرائيلي طلب من سكان المناطق الحدودية مع لبنان الدخول إلى الملاجئ، كما قرر رئيس بلدية نهاريا شمال إسرائيل فتح الملاجئ العامة.

ودعت السلطات الإسرائيلية المتنزهين إلى تجنّب منطقة الشمال في ظل استمرار سقوط الصواريخ.

وأعلنت سلطة المطارات والمعابر الإسرائيلية إغلاق المجال الجوي في وجه الطيران المدني من حيفا حتى الحدود مع لبنان.

وأصدر وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت تعليماته للجيش بالتحضير لخيارات الرد على لبنان اثر الهجوم الصاروخي.

وطلب رئيس مجلس بلدة المطلة من الإسرائيليين البقاء في الملاجىء بعد تعرض البلدة لقصف بقذائف الهاون.

وضربت إسرائيل عددا من الأهداف في غزة بعد إطلاق صواريخ من القطاع عقب اقتحام الأقصى الذي قوبل بتنديد عربي واسع النطاق.

وأشاد الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية محمد البريم من غزة بالضربات الصاروخية من لبنان، وربطها بما يحدث في الأقصى، لكن من دون أن يعلن المسؤولية عنها.

وقال "لا يمكن لأي عربي أو مسلم حر أن يصمت على استباحاته (أي المسجد الأقصى) بهذا الشكل الهمجي والبربري دون أن يدفع العدو ثمن عدوانه".

ونددت الأمم المتحدة بإطلاق صواريخ على إسرائيل من لبنان. وقالت :"نحض جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية "ندين إطلاق الصواريخ من لبنان وغزة ضد إسرائيل. موقفنا واضح بأن لدى إسرائيل مخاوف أمنية مشروعة ولها الحق في الدفاع عن نفسها". وأضافت :" نحن قلقون من المشاهد في القدس ومن المهم الحفاظ على قدسية أماكن العبادة".

إلى ذلك، إعتبر البيت الأبيض أن "من يستخدم أراضي لبنان قاعدة إطلاق للصواريخ على إسرائيل يعرض الشعب اللبناني للخطر". واضاف أن الرئيس جو بايدن مطلع على الأحداث والسفير الأميركي ومسؤولون بارزون في الإدارة على تواصل مع إسرائيل".

ووسط مخاوف من أن احتمال تصاعد المواجهة أكثر، بعد عام من تصاعد العنف الفلسطيني- الإسرائيلي ، عقد مجلس الأمن اجتماعاً مغلقاً لمناقشة الأزمة.

ووصف نائب السفيرة الأميركية لدى المنظمة الدولية روبرت وود، الوضع في الشرق الأوسط بأنه خطير قائلا إنه ينبغي ألا يتفاقم التوتر. وأضاف للصحافيين وهو في طريقه لاجتماع مجلس الأمن "سيكون من المهم للجميع أن يفعلوا ما في وسعهم لتهدئة التوتر".

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium