النهار

بالصورة - لقاء فريد بين أركان الطائفة الدرزيّة... هل من يد سياسيّة خفيّة؟
جاد ح. فياض
المصدر: "النهار"
بالصورة - لقاء فريد بين أركان الطائفة الدرزيّة... هل من يد سياسيّة خفيّة؟
الدروز.
A+   A-
لقاء فريد من نوعه عقده شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز في لبنان سامي أبي المنى مع الشيخ ناصرالدين الغريب قبل يومين، وهو الثاني في الفترة الأخيرة، بعد الإشكال الذي حصل حول موقع مشيخة العقل، ورفض الغريب لانتخاب أبي المنى لهذا الموقع، بعدما كان أساساً نصّب نفسه شيخ عقل برعاية سياسيّة من رئيس الحزب "الديموقراطيّ" طلال ارسلان.
 
صُوّر اللقاء في الإعلام على أنّه كان نتيجة تقارب إرسلاني جنبلاطيّ تمّ برعاية المختارة وخلدة، على اعتبار أنّ مشيخة العقل الحالية قريبة من رئيس الحزب "التقدميّ الاشتراكيّ" وليد جنبلاط، وانطلاقاً من قرب الغريب من إرسلان، بدا وكأنّه صفحة جديدة بين الطرفين السياسيين بعد فترة من الخصومة والتوتر على إثر الانتخابات النيابية وغيرها من الملفّات.
 
 
مصادر متابعة للشأن تقول إنّ "اللقاء حُمّل أكثر ممّا يحتمل، والحديث عن رعايات سياسية له، وربطه بتقارب مزعوم بين جنبلاط وإرسلان يصبّ في خانة التخمينات لا أكثر"، وتوضح أنّ "اللقاء جاء كردّ بعد زيارة أبي المنى قبل فترة لدارة الغريب، ولا يحمل في طيّاته أيّ مشروع سياسيّ".
 
وفي حدث لـ"النهار"، أشارت المصادر إلى أنّ "الهدف من اللقاءات التي تُعقد التهدئة بعد فترة من التوتّر على إثر الخلاف حول ملفّات عديدة مرتبطة بطائفة الموحّدين الدروز، والتأكيد على الابتعاد عن السياسة وإنهاء المشكلات من خلال الحوار بهدف لمّ الشمل وتفادي الانقسامات في صفوف الطائفة".
 
إلّا أنّ اللقاءات لم تطرّق إلى ملفّ مشيخة العقل، لأنّه وفق المصادر "ملفّ محسوم ولا نقاش حوله، فشيخ العقل الحاليّ سامي أبي المنى مُنتخب ولا يُمكن التشكيك بشرعيته أو مفاوضة أيّ طرف حول ذلك، كما أنّه لا يُمكن مفاوضة هذا الطرف بشكل خاصّ لأنّه لا يملك شرعية مشيخة العقل، وتنصيب الغريب كان عرفاً غير دستوريّ".
 
وعن علاقة جنبلاط باللقاء، تقول المصادر إنّ "المختارة تدعم أيّ مشروع تقارب يحصل في صفوف طائفة الموحدين الدروز، لكنّها لم تتدخّل مباشرةً من أجل حصول اللقاء، ولا حتى لخلدة علاقة بالموضوع، بل هي زيارة دينية بامتياز وتحصل عادة بين رجال الدين رغم الاختلاف في وجهات النطر".
 
وتستبعد المصادر نفسها أن يكون ثمّة آفاق بعيدة المدى حول اللقاء أو تطوّرات جديدة، وتقول إنّ هذه الاجتماعات قد تتكرّر في مناسبات عدّة، ويبقى هدفها التلاقي والحوار بعيداً عن التشنّج والمشكلات. وهنا، لا بدّ من التذكير بالمحاولات الدائمة لردم أيّ شرخ يحصل على صعيد طائفة الموحّدين الدروز، أكان على المستوى السياسيّ أو الدينيّ.

اقرأ في النهار Premium